واشنطن ـ اليمن اليوم
أكد الباحثون أنه ولأول مرة تتمكن امرأة متحولة جنسيًا من إرضاع طفلتها رضاعة طبيعية من بعد تلقي العلاج لقدرتها على القيام بذلك.
وقالت المجلة الأمريكية إن المرأة كانت قادرة على الرضاعة الطبيعية بعدما أخذت دورة علاجية، تناولت فيها أقراصًا واستخدمت مضخات سحب الحليب من الثديين.
وقالت خبيرة بريطانية إن البحث في هذه التجربة "المثيرة" يمكن أن يقود إلى حالات أخرى من الرضاعة الطبيعية للمتحولات جنسيًا.
وخضعت المرأة إلى علاج لتعويض هرمون الرضاعة الطبيعية لمدة ست سنوات، لكنها لم تخضع لعملية جراحية بهدف تحويل جنسها عندما اتصلت بالأطباء بغية إرضاع الطفل رضاعة طبيعية.
وقبل ولادة الرضيع، أخضع الأطباء المرأة لدورة علاجية مدتها ثلاثة أشهر ونصف لمساعدتها على إنتاج الحليب بشكل اصطناعي، وهي دورة تُخصص عادة للنساء اللواتي تبنين رضعًا أو حصلن على رضع عن طريق الأمهات البديلات.
وشملت الدورة ضخ الحليب في ثديي الأم، أي تناول الهرمونات التي تنتجها الأمهات البيولوجيات، وهو دواء يحفز إنتاج الحليب، إضافةً إلى مانع هرمون الذكورة.
ونتيجة لذلك، كانت المرأة قادرة على إنتاج كمية "متواضعة ولكنها فعالة" من حليب الرضاعة الطبيعية.
وقال الباحثون إن هذا الحليب هو المصدر الوحيد للتغذية خلال الأسابيع الستة الأولى من عمر الرضيعة، وهي الفترة التي تتكون فيها الأمعاء وتأخذ شكلاً طبيعيًا.
ويعتبر حليب الأم غذاءً متكاملاً لاحتوائه على ما لا يقل عن 400 نوع من المغذيات بينها الهرمونات والمركبات التي تحارب الأمراض، وتعمل على تقوية مناعة الطفل.
وفي أعقاب هذه المرحلة، سوف تحتاج الطفلة إلى أخذ الحليب الاصطناعي بجانب الرضاعة الطبيعية لأنها ليست كافية بالقدر المستطاع.
وتبلغ الرضيعة من العمر ستة أشهر ولا تزال تتلقى الرضاعة الطبيعية كجزء من نظام تغذيتها، بحسب الباحثين.
وقالت الدكتورة "تشانا جاياسينا" وهي محاضرة مبرزة في الكلية الإمبراطورية بلندن المتخصصة في الغدد الصماء التناسلية، إن البحث كان "تجربة نمو مثيرة".
وقالت إنها سمعت بحالات قليلة في المملكة المتحدة لنساء متحولات جنسيًا استطعن أن يتلقين المساعدة في الرضاعة الطبيعية، لكن لم ينشر عنهن شئ حتى الآن.
وأضافت أن ما نحتاج إليه حقا هو أن نجمع المعلومات المتاحة حول هذه الحالات ثم نتبادل هذه المعرفة لتحديد أفضل الطرق المتاحة لممارسة الرضاعة الطبيعية عند المتحولات جنسيًا دون تعريضهن لأي مخاطر صحية.
وقال الباحثون إنهم غير واثقين إن كانت الأدوية المستخدمة في علاج هؤلاء النساء ضرورية لإنتاج حليب الرضاعة أم لا.
واختتموا حديثهم بالقول إن هناك حاجة إلى إجراء بحث معمق لتحديد العلاج المثالي للمتحولات جنسيًا الراغبات في إتمام الرضاعة الطبيعية.