الخرطوم-اليمن اليوم
كشف الحراك الثوري في السودان ملامح جوهرية في شخصية المرأة السودانية، إذ أظهرت السودانيات وعيا حقوقيا وإدراكا سياسيا وشجاعة بوقوفها في الصفوف الأمامية في الحراك الذي شهدته البلاد، والحضور النسائي في السودان ليس وليد اللحظة وإنما كان موغلا في القدم منذ أيام الممالك النوبية، هذا الحضور تجدد بعد مخاض 30 عاما من العزلة التي سلطها نظام الرئيس السابق عمر البشير على النساء، حيث قلبت موجة الاحتجاجات الأخيرة موازين القوى لتسجل المرأة السودانية في الأشهر القليلة الماضية حضورا لافتا في المشهد السياسي والإعلامي، عرف بريقه مع أيقونة الثورة السودانية آلاء صلاح، الملقبة بـ"كنداكة".
وقوف السودانيات في الميادين من أجل استكمال أهداف الثورة التي انتهت باتفاق تاريخي بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير وأطلق عليه اسم "فرح السودان"، توج بحضور لافت للمذيعة إسراء عادل خلال حفل التوقيع النهائي يوم السبت 17 أغسطس، حيث جذبت بإطلالتها وصوتها الواثق الحاضرين والمشاهدين وكانت خير من يقدم أفراح السودان للعالم.
هذا المسار الذي رسمته المرأة السودانية، ينتظر انطلاقة جديدة في الديمقراطية الناشئة بهذا البلد العربي الإفريقي بتعيين ابتسام السنهوري أول وزيرة في الحكومة السودانية التي رشحتها قوى "الحرية والتغيير" لوزارة العدل، علما أنه تم الاتفاق على تعيين عائشة موسى ممثلة لوسط السودان في المجلس السيادي.
المرأة السودانية التي اختارت مواجهة القوانين الجائرة ودفعت ثمن ذلك أحكاما بالسجن والإهانة، لن تقبل أن تنطفئ شمعتها مجددا وستعمل للمحافظة على ربيعها مزدهرا من أجل سودان سعيد.
قد يهمك أيضا: