القاهرة - اليمن اليوم
«أثناء خطوبتنا وبداية زواجنا كان زوجى رقيقاً فى تصرفاته، يستمع إلىّ مهما أطلت الحديث، لا يبخل علىّ بالكلام الحلو، يتفهم مشاعرى عندما أكون غاضبة أو حزينة، لكن... لم يعد صبوراً على الاستماع إلى كما كان يفعل من قبل، أصبح قضاء الوقت أمام التليفزيون أو على الإنترنت أهم من قضاء وقت معى، أصبحت أعد كلماته الرقيقة وأنتظرها، أصبحت خائفة من التعبير له عن مشاعرى حتي لا يغضب أو يظن أننى أتهمه».. شكوى كثير من الزوجات، لماذا هذا التحول؟ وهل من سبيل إلى استعادة حرارة العاطفة؟
ما هى أسباب البرود العاطفى؟
قبل أن تقفزى إلى الحلول، ابحثى عن السبب الجذرى للمشكلة، اكتبى كل الاحتمالات الممكنة وفنديها واحداً تلو الآخر، حتى تصلى إلى الاحتمال أو الاحتمالات الأقرب إلى الصواب:
عدم التسامح فى الجروح القديمة، ومحاولة الشريك حماية نفسه من تكرارها، بأن يغلق على مشاعره حتى لا ينجرح مرة أخرى.
المعاملة السيئة كالكلام بأسلوب جاف، أو عدم مراعاة احتياجات الآخر.. إلخ، كلها أمور تضع الحواجز بين الناس وتقضى على المودة بينهم.
اعتياد الزوج على زوجته بمميزاتها، مما يجعله غير مقدّر لمميزاتها التى أبهرته فى البداية، وعدم بذل المجهود والوقت الكافيين لتقوية العلاقة، طالما أنه ليست هناك مشاكل ظاهرة كخلاف أو شجار، وهذا يجعل الطرف الآخر يشعر أنه غير مرغوب فيه، فينسحب إلى عالمه الخاص.
ضعف وقلة التواصل والاقتصار على الكلام السريع عند تناول الوجبات، أو قبل النوم.
عدم التحدث فى الخلافات خوفاً من رد فعل الطرف الآخر، أو لأنه تم التحدث فيها من قبل، دون أن يثمر عن نتيجة جيدة.
شعور أحد طرفى العلاقة أن احتياجاته غير مشبعة، كالاحتياج إلى الأمان، التقدير، الحب.. إلخ.
مرور أحد الزوجين بأزمة تضعه تحت ضغط وتتركه قلقاً مكتئباً.
إنكار أن هناك أى مشكلة وتعليل النفس بأن الأمر ليس بهذا السوء، وبأن الأمور سوف تتحسن من تلقاء نفسها مع الوقت.
أفكار ونصائح للتعامل مع مشكلة البرود العاطفى
هل وصلت إلى سبب المشكلة؟ الآن اقرأى هذه النصائح واختارى منها ما يتناسب مع شخصيتك وشخصية زوجك ووضع العلاقة بينكما:
كونى واقعية: بمعنى ألا تتوقعى أن يكون زوجك رومانسياً كما كان أثناء الخطوبة أو أيام الزواج الأولى، فلكل مرحلة شكل الحب الذى يناسبها، تماماً كالماء يأخذ شكل الإناء الذى يوضع به، لكنه فى النهاية يظل ماء.
الحوار القائم على الاستماع الجيد الذى يؤدى إلى تفهم وجهة نظر الطرف الآخر ومشاعره، وليكن هدفكما الوصول إلى حل بغض النظر عمن المخطئ.
اسألى نفسك عن نصيبك من المسئولية، وكونى مستعدة لإصلاح أخطائك وجبر تقصيرك.
قبل أن تتحدثى مع زوجك، اقضى بعض الوقت بمفردك تفكرين به فى الأمور التى تودين مناقشتها معه.. مثل مخاوفك فى العلاقة، ما هى المساحات التى تحتاج إلى تحسين بحياتكما وعلاقتكما، ما هى توقعاتك من شريكك، وسيكون من الأفضل أن تسجلى هذه الأفكار بالكتابة، لأنها تساعد على جعلها واضحة أكثر، وعلى كشف المبالغات والأفكار الغير منطقية.
احرصى أن تقضى مع زوجك وقتاً خاصاً معاً فى الحديث والمرح والتنزه.
احرصى على اللفتات البسيطة التى تعبر عن الحب والاهتمام، وتذكى الرومانسية، كاستقباله بشوق عند عودته من العمل، إيقاظه بقبلة رقيقة، الاتصال به خلال اليوم للاطمئنان عليه، مفاجأته بإطعامه بيدك أثناء تناولكما الوجبات.. إلخ.
ادفعى السيئة بالحسنة، وهذا يحتاج إلى الصبر، وكما يقول الشاعر:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته *** وإذا أنت أكرمت اللئيم تمرد
عندما تجدين زوجك تحت ضغط فلا تحاولى أن تدفعيه إلى التحدث عن مشاكله ومشاعره، فقد ينسحب أكثر إلى قوقعته، ولكن قومى بعمل أشياء إيجابية تخرجينه بها من قوقعته.
ابحثى عن طريقة تعبرين بها لزوجك كل يوم عن احتياجك إليه، وتقديرك لما يقوم به من أجلك أنتِ والأبناء، وعن امتنانك لوجوده فى حياتك، فهذا يعزز شعوره برجولته.
وأخيراً أتمنى لكِ حياة تشع فيها حرارة الدفء العاطفى.