القاهرة - اليمن اليوم
الأمومة والأبوة ليست تجربة سهلة، ولا يمر بها أحد إلا وتغير فيه وفي شخصيته وطباعه الكثير. من الآباء والأمهات من يصبح أكثر عصبية ومنهم من يصبح أكثر رقة وحنانًا، منهم من يصبح أكثر قلقًا ومنهم من لا يهتم بشيء.
تعتبر بعض التغييرات سلبية، وبعضها الآخر تعتبر تغييرات إيجابية، ولا تحدث التغييرات كلها مع كل أم وأب، وإنما قد يشعر بعضهم بتغير أو اثنين ويشعر البعض الآخر بتغييرات أخرى. فيما يلي نستعرض أكثر التغييرات شيوعًا بين الآباء والأمهات على وجه الخصوص، وكيف يمكن أن تغيرنا تجربة الأبوة والأمومة وأن تؤثر على طباعنا الاجتماعية.
التفكير في المستقبل
ستفكرين أنت وزوجك كثيرًا في المستقبل، وستعملان كثيرًا على التخطيط لحياتكما وحياة الأبناء سواء لدراستهم أو للانتقال إلى مكان أفضل أو لزيادة الدخل أو فيما بعد لدراستهم الجامعية ولمساعدتهم في بدء تأسيس حياتهم.
ستتراجع بعض الطموحات الشخصية أحيانًا وستتراجع بعض بنود الترفيه أمام كل ما تتصوران أن الصغار يحتاجونه.
الشعور بأنك لست وحدك
فيما سبق كنت تفكرين في نفسك وفيما تريدينه فقط، لكن بعد الزواج أصبحت تتشاركين مع شخص آخر وإن كان لكل منكما مساحته الخاصة. بعد الإنجاب، خاصة في بداية عمر الصغار، ستتقلص مساحتك الخاصة إلى أدنى حد. سيشاركك صغيرك في كل الأوقات. لن تستطيعي التنزه دونه ولا الخروج وحدك ولا التفكير في أي وقت دون أن تفكري فيه وفي أموره.
تحمل المسؤولية
قد يكون كلٌ منكما أنت أو زوجك مدللًا في بيت أبيه، لكن بعد الإنجاب ستكتشفين معنى تحمل المسؤولية. سترين كيف أنك مسؤولة عن كل ما يتعلق بهذا الصغير، وفي بعض الأوقات ليس هناك من يساعدك لأن زوجك في العمل ولأن منزل والدتك بعيد مثلًا، هذا فضلًا عن تعلقه الشديد بك. وهذا لا يعني أن الأب في راحة، فكثيرًا ما يعود من المنزل ليجد مسؤوليات كثيرة مثل متطلبات المنزل أو رعاية الصغير ريثما تفعلين أنت شيئًا آخر أو ربما الذهاب به للطبيب وليس هناك وقت ولا مجال للدلال والراحة.
العصبية والتوتر
إن كنت بطبيعتك عصبية، فستكتشفين أن عصبيتك ستتزايد بعض الشيء، وإن كنت هادئة فربما تصبحين عصبية بعض الشيء أيضًا. وهذا ليس أمر مستغرب فزيادة الأعباء وقلة أوقات النوم والراحة خاصة في عمر الرضاعة الأولى سيسبب هذا.
حاولي قدر المستطاع تنظيم يومك ونومك حسب أوقات الصغير حتى لا تشعرين بالتعب والإرهاق على الدوام وتقللين من شعورك بالتوتر.
قللي أيضًا من شعورك الدائم بالقلق على صغيرك، لكن هذا لا يعني أن تكوني باردة غير مهتمة به أو ترغبين في التخلص من مسؤوليتك تجاهه. الوسطية في كل شيء أمر مطلوب.
العودة للطفولة
عندما تتابعين مع صغيرك فيلمًا كارتونيًا أو تلاعبين وتلعبين معه أو ترسمين معه أو تلونين فلن تشعري بالوقت وستشعرين بسعادة بالغة وستضبطين نفسك وأنت تضحكين من قلبك كالأطفال.
عودي طفلة مع أطفالك كلما أمكنك ذلك فهذا يحسن من مزاجك ويزيد من تواصلك معهم.
نسيان الحياة الاجتماعية
قد تنسين الحياة الاجتماعية بعض الشيء، وتجدين نفسك غير قادرة على الذهاب للأفراح أو ربما تذهبين وتغادرين سريعًا لأن صغيرك لن يتحمل صخب الأفراح أو ربما لأنه ممنوع اصطحاب الأطفال.
على الجانب الآخر، إن كنت من محبي السفر، فستجدين أنك لن تستطيعي الذهاب لبعض الرحلات التي لن يتحملها الصغار مثل رحلات السفاري أو سانت كاترين أو غيرها، وربما ستضطرين لقضاء بعض الأوقات في الأماكن التي سيحظى الصغار فيها بالمتعة أكثر منك. ستكون متعتهم أهم وربما تصبح أساسًا لمتعتك أنت.
ربما ستقل عدد مرات لقاءاتك بصديقاتك بسبب هذا، وهو ما لا أحبذه وإنما لا مانع من اختيار الأماكن المناسبة لك ولصغيرك وثقي أن صديقاتك ستقدرن ذلك. رتبي يومًا للقائهن في منزلك ولو كحفل Dish Party بسبب ضيق وقتك ولا تحرجي من ذلك.
لا تتركي نفسك نهبًا للعزلة فالإنجاب لا يعني ذلك.
نسيان الهوايات
بعض الهوايات ستؤجل أو تنسى بعض الوقت، فلا وقت للقراءة ولا للرسم ولا للأعمال الفنية خاصة في بداية عمر الصغار، وبرغم ذلك لا تستسلمي وبمجرد بدء تنظيم وقت الصغير ونومه ومواعيد طعامه، عليك تنظيم نفسك وعدم نسيان هواياتك وتحديد وقت لها ولو كان بسيطًا ولو كان أسبوعيًا. لا تنسي نفسك.
نسيان الرومانسية
قد تنسين الرومانسية، فلا وقت لكما معًا ولا يمكنكما السفر معًا أو السهر معًا وحدكما فالصغير يحتاجك طوال الوقت، وهذا صحيح نوعًا ما، لكن لا داعي لنسيانها دائمًا فقليل مستقطع غير من كثير دائم.
حاولي الاهتمام بزوجك قدر المستطاع، وعندما يبدأ الصغير في الاعتماد على الطعام الخارجي، عليك أن تتركيه مرة كل فترة مع والدتك أو والدة زوجك وتذهبي مع زوجك في نزهة أو سهرة وحدكما.