تتلخص فكرة المنتسوري في مساعدة الطفل على عمل الأشياء بمفرده، من خلال أن يكون هدفنا هو تشجيع الأطفال على التعلم بالفعل، وأن تكون عملية التعلم جزءً من روتينهم اليومي، وليس مجرد ترديد للتعليمات والأوامر بطريقة نظرية.

رغم انتشار نمط محدد لأشكال ألعاب المنتسوري، فإنكِ لست مضطرة لشراء كل هذه الألعاب أو القيام بنفس أفكار الأنشطة التي تجهزينها لطفلك، لتتبعي منهج المنتسوري في تنمية مهاراته، طالما أنكِ تحققين نفس الأهداف بوسائل مختلفة.
 
ما الشروط التي يجب توافرها في النشاط أو اللعبة لتحقيق هدف المنتسوري؟

الطفل هو المتحكم: تعزز طريقة المنتسوري الدوافع الذاتية لدى الطفل، فأنشطة المنتسوري تتيح للطفل الحرية في اللعب بالطريقة التي يريدها دون أي قيود أو فرض شكل محدد للعب، لذلك عند اختيار ألعاب طفلك، اختاري له لعبة بأكثر من وظيفة حتى يشعر بأنه المتحكم، ابتعدي عن الألعاب التي لا تؤدي أي وظيفة، لأنه سيمل منها بسرعة، وقد يكسرها في محاولة للبحث عن أي عمل تقوم به.

تسمح بمشاركة الحواس في اللعب: يتعلم الأطفال من خلال حواسهم، فكلما كان النشاط يخاطب أكثر من حاسة، كانت العملية التعليمية أكثر فاعلية، فحاولي عند إعداد نشاط لعب بالمنزل أو شراء لعبة أن يكون بها ألوان وخامات مختلفة وأصوات أو روائح.

تعتمد على استخدام الأيدي في التعلم: يتخيل البعض أن الأطفال يتعلمون من خلال ترديد الكلام وسماع الأغاني فقط، وهذا خاطئ تمامًا، فأسهل طريقة يمكن أن يتعلم بها الطفل هي مشاركته بفاعلية في النشاط، مثلًا وضع مكونات تجربة ما في الوعاء، فدور الأم أو المدرس إرشادي وليس تنفيذيًا في المقام الأول، وعند اختيار ألعاب آمنة لعمر طفلك، اتركي له اللعبة ليركبها ويفككها بمفرده.

تسمح بالخطأ: بالطبع لا بُد من حدوث محاولات خاطئة في اللعب، فيجب أن يحوي النشاط أو اللعبة مساحة للخطأ، لتعزيز التصحيح الذاتي والتعلم.

تقوي التركيز: من خلال توفير الوقت واللعب بحرية مع اختيار وتنفيذ الأنشطة التي يحب الطفل تكرراها، فنحن نساعده على التركيز العميق والانتباه للتفاصيل، فالطفل عادة لا يمل من التكرار أو إعادة اللعب بنفس اللعبة، فهو يتعلم أشياء مختلفة في كل مرة.

تساعد على الاستقلالية: تنمو ثقة طفلك بنفسه عن طريق الأنشطة التي تُنفذ له، فتبسيط الأنشطة وتقديمها بصورة تمكنه من تنفيذها بمفرده، تعزز لديه الاستقلالية، وتخلق لديه روح المبادرة لتنفيذ أشياء كثيرة بمفرده.
تجزئة المفاهيم: يقوم منهج المنتسورى على تجزئة الأشياء لخطوات أصغر وأبسط، حتى يسهل تعلمها واختيار فكرة أو مفهوم واحد لتعلمه في النشاط الواحد، ما يساعد الطفل على الاستيعاب الجيد للفكرة الواحدة، فعندما نشتري لعبة بها أكثر من فكرة، مثل: "الأشكال، الألوان، التطابق"، نركز على تعليمه التطابق في البداية، وبعد أن يتقنها نعلمه ألوانها وهكذا.