أثر سكري الحمل على الأُم والجنين

يشكِّل سكري الحمل مصدر قلق لكثير من النساء الحوامل اللواتي يعانين منه. لكن نطمئنك أنَّه بإمكانك السيطرة على مستوى الجلوكوز وخفض نسبة السكر في الدم بطرق بسيطة وسهلة في حال اتَّبعت بشكل دقيق. لذا تابعي حملك بطريقة صحيَّة واتبعي هذه النصائح التي تمكنك من السيطرة على السكري وعلاجه.

 التقينا بالدكتور محمد أحمد إدريس، استشاري جراحة النساء والتوليد بمستشفى الولادة والأطفال بجدَّة، ليعرفك على سكري الحمل وكيف تسيطرين عليه.

بداية أوضح الدكتور محمد أنَّ سكري الحمل هو نوع من أنواع السكري، الذي يصيب بعض الحوامل خلال فترة الحمل، ويظهر عادةً في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل وهي الفترة التي يكون جسم الحامل غير قادر على حرق السكريات في الدم كما يجب ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم في معظم الأحيان ليعود إلى مستواه الطبيعي بعد الولادة الأمر الذي يزيد من نسبة السكر الواصل للجنين .

أثر سكر الحمل على الأم والجنين

ـ إذا حصلت على الرعاية المناسبة خلال إصابتك بسكري الحمل غالباً ما ستقومين بولادة طفل صحيح معافى والإهمال في ارتفاع نسبة السكر في الدم، يعنى أنَّ طفلك ستكون لديه نسب مرتفعة من الدم. أيضاً ارتفاع نسبة السكر يجعل الجنين أكبر حجماً عن الطبيعي ما قد يعقد من عمليَّة الولادة، وقد يعرِّض الطفل للإصابة بنقص السكر في الدم بعد الولادة مباشرة. وهنالك مشاكل أخرى وهي إصابة الطفل باليرقان، وصعوبة التنفس، واحتمال الموت قبل أو بعد الولادة مباشرة، وقد يعرض الطفل للبدانة عندما يكبر، ويزيد من احتمال إصابته بمرض السكري من النوع 2 في المستقبل. بالإضافة لزيادة نسبة الاصابة بالتشوهات الخلقيَّة في بدايات تكوين الجنين
ـ الإصابة بسكري الحمل في المراحل الأولى قد يصيب الجنين بتشوهات خلقيَّة أو يؤدى إلى الإجهاض في الغالب، وتحتاج الأمهات اللاتي يصبن بسكري الحمل إلى الولادة القيصريَّة استناداً إلى حجم الجنين، كما أنَّ الأم تكون أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، ووجود بروتين في البول، قد يصيب الأم أيضاً بمرض السكري من النوع 2 بعد الولادة.
أعراض سكري الحامل التي تظهر بصورة مفاجئة:
ـ الشعور بالجوع المستمر وتزايد الشهيَّة للطعام.
ـ التبول المتكرِّر وبكثرة نتيجة تخلص الجسم من السكر الزائد في الدم بإفرازه في البول.
ـ الشعور بالعطش الشديد نتيجة فقدان الجسم لكثير من الماء.
ـ غشاوة في الرؤية بسبب عدم وصول السكري للأعصاب وبخاصة العصب البصري.
ـ الشعور بالتعب والإرهاق مع تنميل وشعور بالوخز في الأقدام.
ـ هذه الأعراض قريبة جداً من أعراض الحمل الأول إلا أننا ننصح الحامل حين ملاحظتها لهذه العلامات استشارة الطبيب والقيام بتحليل للكشف عن نسبة السكر في الدم.

العلاج

ـ المتابعة مع الطبيب بنظام غذائي وتمرينات رياضيَّة آمنة أثناء الحمل.
ـ متابعة مستويات السكر في الدم عن طريق الاختبار المنزلي بإرشادات الطبيب.
ـ قد يطلب منكِ الطبيب اختبار البول من وقت إلى آخر للتأكد من مستويات «الكيتون» وعندما تكون مرتفعة تكون مؤشراً إلى عدم إمكانيَّة الجسم من استخدام الجلوكوز الزائد في إنتاج الطاقة.
ـ قد تحتاجين إلى استخدام الأنسولين مع إرشادات الطبيب، إذا كان النظام الغذائي والرياضة غير كافيين.

الوقاية

تبدأ الوقاية من قبل الحمل، وذلك بتهيئة الجسم لمرحلة الحمل بالرياضة والغذاء المناسبين، والاحتفاظ بقوام ووزن صحي لتقليل خطر الإصابة بسكري الحمل ومرض السكري من النوع 2.

نصائح في حال كنت مريضة سكري «سكريَّة» قبل الحمل؟
أفضل وسيلة للحدِّ من المخاطر التي قد تتعرضين لها أو يتعرَّض لها جنينك، هي التأكد من أنَّ مرض السكري لديك تحت السيطرة بشكل جيِّد قبل أن تصبحي حاملاً. اسألي طبيبك للحصول على المشورة. يجب عليك أن تحصلي على اختبار الدم المسمى اختبار نسبة «HbA1c»، مما يساعد على تقييم مستوى الجلوكوز في الدم من الأفضل ألا تزيد عن 6.1٪ قبل الحمل، وإذا كانت نسبة«HbA1c» لديكِ أعلى من هذا، حاولي تخفيض نسبة الجلوكوز في الدم، مع المتابعة مع طبيبك المختص لتتجنبي مضاعفات مرض السكري أثناء الحمل.