القاهرة - اليمن اليوم
تحتوي فروة رأس الإنسان بالمعدل على مائة الف بصيلة شعر، ويستمر نمو الشعر عند الإنسان بشكل جيد الى عمر متقدم لا يقل عن 50 عاما، وبمقدار 25و1 سم في الشهر، ويتجدد شعر الرأس بنسبة 10-15% كل أربعة أشهر عند الشخص العادي الذي يتمتع بصحة جيدة، وبشرط أن يتناول بأستمرار غذاء متكامل غني بالفيتامينات والعناصر المعدنية والأحماض الدهنية الضرورية لنمو الشعر، وهذه المركبات تتوفر بكثرة في منتجات الألبان والبيض والزيوت النباتية والخضروات والفواكه الطازجة.
ويزداد سقوط شعر الرأس في بعض الحالات المرضية، وخاصة تلك التي تتعلق بأختلال عمل الغدة الدرقية والهرمونات التناسلية أو التي تترافق مع زيادة حادة بحرارة الجسم أثناء حدوث بعض الأمراض الميكروبية وخلال المعالجة بأدوية أمراض السرطان .
وفي أغلب الحالات ينمو شعر المرأة بغزارة أكثر من شعر الرجل أثناء سنوات أخصاب المرأة، لكون هرمون المرأة التناسلي(الإستروجين) يزيد من نمو وكثافة شعر الرأس، بينما يضعف زيادة إفراز هرمون الذكورة(التسترستيرون) في الجسم نمو شعر الرأس، كما يظهر أنه لايوجد علاقة مباشرة بين كثافة شعر الجلد والرأس.
ويؤكد المختصون بضرورة أن يتعرض شعر الرأس الى الهواء الطلق النقي والشمس لفترات قصيرة من الوقت لتنشيط عمل بصيلات الشعر، وليقلل من تقصف خصلات الشعر، ومن المعروف علميا بأن أشعة الشمس لها تأثير مطهر على الشعر والجسم لأنها تقضى على العديد من أنواع الميكروبات الضارة التي قد تلتصق ببصيلات الشعر.
غسيل الشعر بالشامبو
علينا أن نتذكر بأن الشعر يتعرض بأستمر الى التلوث بغبار االجو الذي يحمل معه بعض الميكروبات، وخاصة أنواع من البكتيريا والفطريات، إضافة أن مسامات فروة الرأس تنتج مادة زيتية تقلل من أنسياب تسريحة الشعر بشكل طبيعي وتساعد على تلوث الشعر، ولذلك يجب أن يتم غسل الشعر مرة أو مرتين في الأسبوع حسب الحاجة، وباستعمال صابون طبيعي خاص بالشعر أوالشامبو لتنظيف والمساعدة على تصفيف الشعر بشكل جميل وجذاب.
فشعر الإنسان يمثل جزاء هاما من شكله وشخصيته، ويفترض أن يحرص كل شخص على العناية بجمال وتسريحة الشعر. وهناك أنواع كثيرة من تركيبات الشامبو ومستحضرات التجميل للعناية بشعرالرأس، وغالبيتها تحتوي على نسبة عالية من الماء (70-80 %) يضاف عليها نسب مئوية مختلفة من خلاصة الأعشاب الطبيعية والعطور والزيوت النباتية والكحول الطبي ومواد كيميائية منظفة تشابه الصابون وتقوم بعملية تنظيف الشعر، وهذه غالبا تكون مادة Ammonium Lauryl Sulfate أو مادة Sodium Laureth Sulfate، وكلا المادتين تتفاعل مع إفرازات زيت الشعر وذرات الغبار والميكروبات، وتكون منها مركبات كيميائية كبيرة الحجم يسهل التخلص منها أثناء غسيل الشعر بالماء. ولكن على الجانب الآخر، بينت دراسات حديثة أن هذه المواد الكيميائية قد تضر ببصيلات الشعر إذا أستعملت بشكل متكرر يوميا أو أحتوى الشامبو على تراكيز عالية منها، وخاصة مادة أمونيوم لوريل سلفات، كما تشير الدراسات بأن هذه المواد يمكن أن تسبب نوع من التحسس في الجلد والعيننين، وعلى المدى البعيد أمراض سرطانية بالجسم.
وينصح باستعمال أنواع الشامبو التي تحتوي على خلاصة الأعشاب والزيوت النباتية الطبيعية وخاصة زيت الزيتون، ويفضل أن يتم فرك الشعر بها لعدة دقائق قبل أن يتم غسل الشعر جيدا بماء فاتر الى متوسط الحارة، فالماء عالي الحرارة يساعد على زيادة قشرة الرأس وتقصف خصلات الشعر، كما يفضل أن يتم تجفيف الشعر بمنشفة قطنية والهواء الطلق.
ومن المعروف علميا بأن مستحضرات شامبو الشعر يمكن أن تتلوث بأنواع من البكتيريا الضارة أثناء التصنيع، وهذه يمكن أن تسبب التهاب ملتحمة العينيين وكذلك تسسم دموي للأطفال الصغار. ولذلك يجب على الشركات الصانعة أن تعمل على منع تلوث الشامبو بالميكروبات المعدية أثناء التصنيع باضافة مواد حافظة غير ضارة.
ولا تتوفر عالميا دراسات علمية موثقة عن أنواع الشامبو الرئيسية التي تباع في الأسواق، وخاصة عن الشامبو الذي يحتوي على مواد بروتينية أوفيتامينات ويدعى بأنها تقوي بصيلات الشعر وتمنع تقصف وضعف الشعر. ويضاف للشامبو أحياننا مادة السلكون الكيميائية والتي تتشكل من جزيئات صغيرة الحجم جدا وتساعد على الحفاظ على تسريحة الشعر لفترة عدة أيام، وهذه المادة لا تؤذي الشعر.
ويعيش في بصيلات شعر الإنسان على الإقل نوع هام من البكتيريا تعرف باسم بروبيوني أكنيPropionibacterium acnes التي تعمل على تحطيم إفرازات فروة الرأس الدهنية، وتساهم لحد ما بمنع غزو أنواع من البكتيريا والفطريات الضارة لبصيلات الشعر، وفي حالة زيادة الإفرزات الدهنية، يكثر نشاط هذه البكتيريا في البصيلات فيحدث التهاب وتحسس بفروة الرأس وتظهر قشرة بيضاء في فروة الرأس.
مستحضرات الشامبو الطبية
هناك أنواع من الشامبو الطبي تعالج أصابة شعر رأس الاطفال الذين يصابون بالفطريات المعدية التي تسبب لهم سعفة الرأس Tinea capitis والتي تقصف خصلات الشعر، كما قد تسبب بعض أصناف الفطريات التهابات حادة في بصيلات الشعر، وتؤدي الى فقدان نمو الشعر الدائم إذا لم يتم علاجها بسرعة بالأدوية المناسبة. وتنتشر سعفة الرأس في مدارس الاطفال بسرعة بين الجنسين مع قلة العناية بنظافة شعر الرأس، ونادرا ما يصاب بها الأشخاص البالغين، كما أن هناك أنواع من الشامبو الطبي تستعمل لتنظيف الشعر من الطفيليات المعدية، ومنها خاصة قمل الرأس.
صبغ الشعر
ينصح بعدم استعمال الشامبوهات التي تحتوي على صبغات كيميائية تلون الشعر لفترات طويلة، فهذه تؤدي الى جفاف وضعف في بصيلات الشعر، وتسبب بعض أنواعها أحياننا تحسس في فروة الرأس. ولمن يرغب بصبغ شعره، فينصح باستعمال مادة الحنا النباتية الأصل، والحنا الطبيعي يلون الشعر باللون البرتقالي القريب من اللون الأحمر، ويحافظ على بصيلات الشعر ويمنع إصابة فروة الرأس بالميكروبات الضارة، وأما مادة الحنا التي تلون الشعر باللون الأسود أو أي لون آخر، فيضاف لها مواد كيميائية مثل أكسيد الحديد أو الكروم، وهذه المواد قد تضر فروة الرأس .
الشعر الجميل في الجسم السليم
ويبقى أن نعرف أنه يجب أن يتم أختيار الشامبو المناسب لشعر كل شخص حسب نوع شعره ومقدار ما يفرز من مادة دهنية، فإفراز زيت الشعر غير ثابت، وقد يزداد أحياننا حسب مقدار النشاط الحيوي والرياضي للشخص أو أثناء أصابته ببعض الأمراض المزمنة. وهناك أشخاص يصبح شعرهم زيتي بسرعة ويحتاجون الى غسل الشعر كل يومين أو ثلاثة. وتؤكد جميع الأبحاث الرصينة حتى الآن بأنه لا يوجد شامبوأو دواء يمنع عمليا تساقط شعر الرأس أو يساعد بأعادة نمو شعر الرأس كليا، فعملية نمو الشعر الطبيعي وبقاءه بغزارة في الرأس لها أسس وراثية ثابتة عند كل شخص، وتعتمد على مقدار المحافظة جيدا على صحة الجسم.