لندن - سليم كرم
دو أن الأمور لا تسير بالشكل الذي تريده "غوغل" منذ إطلاقها لهاتفيها الجديدين "بيكسيل 2" و"بيكسل 2 إكس إل" اللذان تراهن عليهما الشركة لمنافسة هواتف باقي شركات العالم الرقمي وعلى رأسها "آبل " و"سامسونغ"، حيث تزايدت التقارير التي تشير إلى مشاكل تقنية تم تسجيلها بالإضافة إلى صعوبات أخرى تواجه "غوغل"، حيث أن الكثير من المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي اشتكوا من وقوع مشاكل تقنية كبيرة على مستوى هواتفهم الذكية من طراز "بيكسل 2 إكس إل " وذلك بعد ظهور بقع بيضاء أو رمادية في الجزء السفلي من الشاشة وهو المشكل الذي يطلق عليه اسم "screen burn-in" ويغطي قرابة ثلث الشاشة رغم أنه حديث الاستخدام على عكس إمكانية ظهور مشكل مماثل في حالة تقادم الهاتف الذكي.
وبشكل عام، لا يُمكن عرض العناصر نفسها على شاشات OLED لفترة طويلة، لأنّ هذا سيؤدي لاحتراق مصابيح الإنارة، لكن هذا بعد فترة طويلة جدًا من الاستخدام لا بعد أسبوع واحد فقط. ولا يُمكن الوقوف على الأسباب أو تأكيد أنّ المشكلة موجودة في جميع الأجهزة، فالتقارير مُتفرّقة حتى الآن، وتسعى "غوغل" لتحليل كل شيء لمعرفة السبب الأصليّ.
بالإضافة إلى ذلك سجل الكثير من المستخدمين ظهور مشكل آخر على هاتف بيكسل 2 إكس إل ويتعلق بعدم ظهور الألوان على هذا الهاتف بشكلها الطبيعي حيث تميل نحو اللون الأزرق، علما أن "غوغل" تستخدم شاشات من نوع OLED، وفي ردها على هذه التقارير أشار ناطق رسمي باسم "غوغل" لوكالة الأنباء "رويترز" إلى أن الشركة تحقق في هذه المشاكل وتأخذها على محمل الجد، كما أن مهندسي الشركة يقومون بالتحقيق في الأمر. بالإضافة إلى ذلك فإن شركة "غوغل" تجد صعوبة في الوفاء بالتزاماتها بالنسبة للمستخدمين الذين طلبوا هواتف بيكسل 2 وبيكسل 2 إكس إل بسبب فراغ مخازنها وعدم مسايرة عملية الإنتاج للطلب المتزايد على الهاتف وهو ما تسبب غضب المستخدمين.
ويشتكي المستخدمون من سماع أصوات عالية وأصوات نقر عند استعمال الأجهزة، والضجيج العالي المسموع أثناء المكالمات، وأنه من الممكن سماع الضوضاء حتى عند عدم إجراء مكالمة. ويبدو أن الموجة الأولى من الاستعراضات التقنية قد أعطت الهواتف الذكية العاملة بواسطة أندرويد بداية جيدة بشكل عام، ولكن مع وصول الأجهزة للمشترين بدأت موجهة ظهور المخاوف الكبيرة المتعلقة باختيار شركة "غوغل" لنوعية شاشات العرض، حيث يواجه هاتف بيكسل 2 إكس إل ثلاث مشاكل كبيرة، في حين تعاني النسخة الأصغر أيضًا من عدة مشاكل.
ويمكن معالجة بعض الشكاوي الخاصة بهاتف بيكسل 2 إكس إل بسهولة إلى حد ما، حيث تركزت الانتقادات الأولى حول شاشة العرض من نوع OLED وكيفية عرضها للألوان، وقد كانت حجة "غوغل" هي أنه من خلال اعتماد لوحة ألوان SRGB فإنه سيكون بإمكان المطورين الذي يستخدمون الهاتف لاختبار تطبيقاتهم تكوين فكرة أفضل عن كيفية ظهور التطبيق عند نشره. واقترحت "غوغل" أنها سوف تقوم بمراقبة ردود الفعل والعمل على إرسال تحديث برمجي لإنهاء المشكلة، حيث يتوقع أن يتضمن هذا التحديث مجموعة واسعة من إعدادات الألوان، بشكل يشابه ما قامت به شركة "سامسونغ" من توفيرها مجموعة من الاختيارات لأحدث تشكيلة من هواتف جالاكسي الخاصة بها، ويمكن بهذه الطريقة لمالكي بيكسل 2 إكس إل اختيار ما إذا كانوا يريدون ألوانًا واقعية أو ألوانًا أكثر تشبعًا لإرضاء العين.
وجرى طرح الأسئلة حول تحول الشاشة إلى اللون الأزرق عند إمالة الهاتف من اليسار إلى اليمين أو النظر إلى الشاشة من الأعلى أو الأسفل بحيث يظهر اللون الأزرق بوضوح، ولسوء الحظ فإن هذا اللون الأزرق ليس شيئًا يمكن التعامل معه من خلال تحديث برمجي بل خاصية متأصلة في شاشة العرض نفسها. كما أن أكبر المشاكل حاليًا تتعلق بما يمكن القول عنه احتراق شاشة العرض، وتحصل هذه المشكلة بالأساس عندما تبقى بعض بيكسلات الشاشة عالقة على ما كانت تعرضه في السابق، ويرجح أن تحدث مثل هذه المشكلة في المناطق التي تكون فيها واجهة المستخدم غير متغيرة مثل شريط الإشعارات على سبيل المثال والأزرار الموجودة على طول الجزء السفلي من الشاشة. ويعد ظهور مثل هذه المشاكل العديدة ضمن هواتف جديدة ليس علامة جيدة، وينبغي على شركة "غوغل" للحفاظ على قاعدة مستخدميها القيام بإصلاح تلك القضايا بشكل سريع يشابه ما قامت به "سامسونغ" من إخبار أصحاب الهواتف بصراحة ما الذي حدث والاعتذار والتعويض.