تحديث أجهزة "واي فاي" لعمل شبكة مترابطة

اتخذ خطوة جريئة في المرة التالية التي تقوم فيها بتحديث أجهزة "واي فاي" لديك، وتخلص من جهاز التوجيه المستقل، وفكر بدلاً منه في الاستثمار في نظام الشبكة المترابطة، فبإمكان الشبكة المترابطة أن تحل معظم، إن لم يكن كل، مشاكل الـ"واي فاي" التي تواجهها، وهو في الأساس عبارة عن نظام من محطات الـ"واي فاي" المتعددة التي تعمل سويًا لتغطية كل ركن من أركان المنزل بشبكة لاسلكية قوية لاتصالات البيانات، وعلى العكس من جهاز التوجيه المستقل المفرد الذي يفقد الإشارة كلما ابتعدت عنه، فإن الشبكة المترابطة تؤازر بعضها البعض لإيجاد اتصال لاسلكي مستمر في جميع أنحاء المنزل، مما يقلل من احتمال وجود مناطق ميتة غير مغطاة.

وحازت تكنولوجيا الشبكة المترابطة Mesh Network على الشهرة والشعبية سريعًا، بعدما أصدرت شركة "إييرو" الناشئة نظام الشبكة المترابطة في العام الماضي، وأعقبتها شركات كبيرة مثل "غوغل" و"دي – لينك" على المسار نفسه بمنتجات مماثلة. ومن الواضح أن المنازل الكبيرة ذات الغرف الكثيرة هي الأكثر استفادة من نظام شبكة "واي فاي" المترابطة والمتعددة، وينصح باستخدام الشبكة المترابطة من جانب الجميع، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون في منازل من أحجام متواضعة، وذلك لكثير من الأسباب، منها أن نظم "واي فاي" المترابطة مثل "إييرو" و"غوغل واي – فاي" تتضمن تطبيقات ذكية (أو حدسية) في الهواتف الذكية التي تجعل من الشبكة أسهل على الفهم وأيسر من حيث الاستخدام. وهناك سبب آخر، وهو أن بعض نظم الشبكة المترابطة هي منتجات جمالية، على العكس من أجهزة التوجيه التقليدية التي تحمل هوائيات ذات منظر بشع. والأهم من ذلك، تعمل الشبكة المترابطة الجديدة على استيعاب التحول في الأسلوب الذي يستخدم الناس به التكنولوجيا، فإننا نحمل الأجهزة المحمولة، مثل الهواتف الذكية، والساعات الذكية، والحواسب المحمولة، والأجهزة اللوحية، من حجرة إلى حجرة في المنزل الواحد. كما أن الأدوات المتصلة بالإنترنت مثل السماعات الذكية، وموازين الحمامات، وأجهزة التلفاز الذكية، منتشرة بصورة كبيرة في مختلف أنحاء المنزل.

وقال ديف فريزر، المدير التنفيذي لشركة "ديفايسكيب" المعنية بجعل شبكات "واي فاي" العامة أكثر موثوقية بالنسبة للهواتف المحمولة: "في ظل الشبكات المترابطة، فإن تغطية واي فاي لن تعاني من الانقطاع، ومن الجميل فعلاً أن نرى بائعي أجهزة التوجيه يقومون بشيء مفيد وبشكل صحيح، ولو لمرة واحدة، كما لو أنهم أدركوا أخيرًا أن الناس يهتمون بشراء هذه المنتجات أكثر من موظفي تكنولوجيا المعلومات".

وبعد اختبار ثلاثة من نظم شبكة "واي فاي"، هي "إييرو" و"غوغل واي فاي" و"أوربي" من شركة "نيت – غير"، جاءت كل النتائج كانت جيدة، وإليكم ما تحتاجون معرفته عن الشبكات المترابطة عند اختيار النظام المناسب لكم، أولاً، فيما يخص طريقة عمل نظام الشبكة المترابطة، تقوم بتوصيل المحطة الأساسية المبدئية بالمودم واسع النطاق لديك، ومن هنا، يمكنك ربط محطات الأقمار الصناعية في الغرف التي تتوقع أن تكون تغطية الشبكة فيها ضعيفة. ومع افتراض أن المحطة الأساسية المبدئية لديك توجد في الطابق السفلي، حيث تقع غرفة المعيشة، ولديك محطة للأقمار الصناعية في المكتب في الطابق العلوي، عندما تكون في المكتب وتقوم بتحميل صفحة للإنترنت على الحاسب المحمول، تستدعي المحطة الأساسية المبدئية بيانات الصفحة هذه وتدفع بها إلى محطة الأقمار الصناعية، والتي تنقلها بدورها إلى الحاسب الخاص بك في المكتب، فيما يعرف باسم "الوثبة". وقال فريزر: "يبدو الأمر مثل القيام برحلة، حيث لا يمكنك الطيران بصورة مباشرة، ولكن يمكنك الطيران بصورة غير مباشرة عبر الجهاز الموزع، إذا ما ذهبت إلى الغرفة الخلفية من المنزل، لن تجد تغطية للشبكة هناك، والطريقة الوحيدة لكي تذهب إلى هناك هي عبر الوثبات القصيرة".

وبالإضافة إلى توسيع نطاق شبكة الـ"واي فاي"، يساعد نظام الشبكة المترابطة جهازك على الاتصال التلقائي بالمحطة الأقوى أثناء التحرك داخل المنزل، وعندما تكون في غرفة المعيشة، سيلتقط هاتفك الذكي الإشارة تلقائيًا من محطة التغطية هناك، وعندما تنتقل إلى غرفة النوم، فسينتقل الهاتف الذكي بسلاسة إلى محطة التغطية هناك أيضًا، وهذا بالطبع أفضل مما يمكنك القيام به باستخدام أجهزة التوجيه القديمة، فمع جهاز توجيه الـ"واي فاي" التقليدي تقل قوة تغطية الإشارة لديك كلما ابتعدت عن المحطة الأساسية، ولكن في هذا الموقف، عليك الاتصال بصورة يدوية بالجهاز بشبكة تعزيز خدمة الـ"واي فاي"، وعندما تبتعد عن جهاز التعزيز، فعليك الانتقال يدويًا أيضًا إلى جهاز التوجيه الرئيسي لشبكة الـ"واي فاي"، وهذا أمر مرهق كثيرًا. وأخيرًا، فإن أجهزة الشبكة المترابطة مثل "إييرو"، والتي تبدو وكأنها جهاز للتوزيع أنيق الشكل مع أركان مستديرة، وجهاز "غوغل واي فاي"، والذي يشبه الأسطوانة، ليست من الأجهزة سيئة المنظر أو القبيحة، ولذلك لا داعي للخجل من وضع أجهزة توزيع شبكة "واي فاي" في أي مكان لديك، مثل الطاولة الجانبية، على مرأى جيد وواضح من أجهزتك المنزلية الأخرى.

ويذكر أن الجانب السلبي الوحيد للشبكات المترابطة هو أنك تفقد بعض السرعات مع كل وثبة من الوثبات، ولنفرض أن محطة "واي فاي" الرئيسية توجد في غرفة المعيشة، ولديك موزع الأقمار الصناعية في الطابق السفلي، وما بين هاتين الغرفتين هناك موزع آخر في المرآب، ففي الطابق السفلي سسوف تكون السرعة أبطأ، لأن جهاز التوجيه الرئيسي ينسخ البيانات أثناء الوثب إلى موزع الأقمار الصناعية في المرآب، ثم ينتج الموزع الذي في المرآب نسخة أخرى تصل إلى الموزع الذي في الطابق السفلي، ونتيجة لذلك، سيستغرق الأمر المزيد من الوقت للبيانات للانتقال إلى جهازك عبر الموزع الموجود في الطابق السفلي. وعلى الرغم من البطء المشار إليه، فلا يزال الأمر أفضل من الحصول على إشارة رئيسية ضعيفة أو عدم وجود اتصال بالمرة في الطابق السفلي، إذا كان لديك جهاز توجيه واحد فقط.

ويعمل جهاز "أوربي" من شركة "نيت – غير" بشكل مختلف تمامًا عن نظم الشبكة المترابطة التقليدية، فهناك نطاق أو اتصال مخصص لشبكة "واي فاي"، وفيه يمكن لجهاز توجيه وحيد والأقمار الصناعية المرتبطة الاتصال ببعضها البعض، ولا يمكن لأي أجهزة أخرى التداخل مع هذا الاتصال، وبالتالي يمكن لأجهزة التوزيع هنا نقل البيانات بسرعة أكبر إلى بعضها البعض عن النظم الأخرى مثل "إييرو"، و"غوغل واي فاي"، والجانب السلبي الآخر لنظم الشبكة المترابطة يتمثل في أنها غالية الثمن، فثلاثة أجهزة من إنتاج شركة "إييرو" تكلف مبلغ 400 دولار، في حين تكلف ثلاثة أجهزة من "غوغل واي فاي" مبلغ 300 دولار، ويبلغ سعر جهاز التوجيه "أوربي" من شركة "نيت – غير"، مع محطة التقاط الأقمار الصناعية، 300 دولار أيضًا. وقالت شركة "غوغل" إن القاعدة الأساسية في اختيار الحزمة المعينة تتعلق بأن كل نقطة للوصول تغطي 1500 قدم مربع من المساحة، ولكن التهيئة والإعداد تختلف بناءً على المخطط العام للمنزل، والمواد والأجهزة الموجودة داخله المنزل. وفي شقة تبلغ مساحتها نحو 1100 قدم مربع، تظهر الحاجة إلى نقطتي اتصال لأن الغرف تفصلها عن بعضها ردهة طويلة.

وأكدت اختبارات منتجات "إييرو" و"غوغل واي فاي"، و"أوربي" أنها كلها سريعة للغاية في كل غرفة من الغرف، وكانت أسرع النتائج لدى جهاز "أوربي" من شركة "نيت – غير" بشكل عام، وجاء أداء المنتجين الآخرين قريبًا من هذا المستوى الممتاز. وأجرى موقع "واير كاتر"، وهو موقع نصائح المنتجات الإلكترونية، المملوك لصحيفة "نيويورك تايمز"، اختبارات على كثير من نظم الشبكة المترابطة في منزل كبير، وجاءت النتيجة مؤيدة لاختيار جهاز "أوربي" بأنه النظام الأسرع والأقوى. ومع ذلك فإن السرعة ليست هي كل شيء، حيث كان تطبيق شركة "إييرو" هو الأسهل من حيث الفهم والاستخدام، مما يجعل من إعداد وفحص حالة الاتصال بنظام "واي فاي" سلسًا وسهلاً للغاية. كما كان تطبيق "غوغل" مبتكرًا أيضًا، رغم من أنه أقل سهولة من تطبيق "إييرو". ويعتبر تطبيق "أوربي" من شركة "نيت – غير" صعب من حيث الإعدادات، ويتطلب وجود واجهة غامضة لمتصفح الإنترنت للبدء في الضبط والإعداد، ولغة التهيئة صعبة على الفهم بالنسبة لغير المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات، وبالإضافة إلى ذلك، فإن منتج "أوربي"، والذي يبدو كمثل جهاز تنقية المياه، هو الأسوأ من حيث المنظر، حتى يساورك الشعور بضرورة إخفائه عن الأنظار خلف مجموعة من الكتب، الأمر الذي يُضعف من إشارته وسرعته.

وقد يكون المستهلك العادي سعيدًا بأي جهاز من هذه الأجهزة بالمقارنة مع جهاز التوجيه التقليدي، وإذا كانت السرعة هي الأولوية القصوى لديك، فعليك التفكير في جهاز "أوربي"، وإذا كان السعر هو المهم عندك، فيمكن استخدام حزمة أجهزة "غوغل"، أو إذا كان هدفك هو التخلص من صداع شبكات الـ"واي فاي" فعليك شراء نظام "إييرو"، وإذا كنت تعيش في شقة صغيرة، فإن استخدام الشبكة المترابطة من الأمور المبالغ فيها كثيرًا، ولكن ربما لا تزال ترغب في شراء جهاز توزيع "إييرو" أو "غوغل واي فاي" للاستفادة من التطبيقات المبتكرة لإدارة شبكة "واي فاي" الخاصة بك.

ويشار إلى أن تعقيد التعامل مع شبكة "واي فاي" هو ما ألهم نيك ويفر، المدير التنفيذي، لإنتاج جهاز الشبكة المترابطة في أول الأمر، فقبل بضع سنوات، كان يشعر بالإحباط خلال الكثير من المكالمات الهاتفية مع والديه، كلما فشل الاتصال بشبكة الإنترنت لديهم.و قال ويفر: "إذا ما فشل شيء ما، لم تكن هناك سجلات لكيفية التعامل مع الأمر وإصلاحه، وكان هذا الأمر يسبب لي المزيد من الضيق في كل مرة". والآن، يستخدم الوالدان نظام الشبكة المترابطة من شركة "إييرو"، ويحبونه كثيرًا.