واشنطن _ اليمن اليوم
خلُص فريق من علماء الآثار من جامعتي يورك وهال، إلى أن التقلص في وجه الانسان سببه تناول المزيد من الأغذية "المصنعة" أو المطهية، وأن إنسان نياندرتال والقردة العليا كانت تتمتع بجبهة عريضة وحواجب ناتئة وبارزة ووجوه عريضة وأسنان كبيرة. لكن في الإنسان المعاصر، بدأ وجهه ينحف ويتقلص وجبهته تتراجع وأسنانه أصبحت أصغر، وحدث ذلك عندما بدأ يأكل الطعام المطبوخ، مما يعني أنه بحاجة إلى أسنان وفكوك أقل قوة لتناول طعامه.
وقام العلماء بتعقب ومتابعة عملية تطور وجه الإنسان، الذي أصبح أنحف، على مدى 100 ألف عام، وتعقبوا التغييرات في تطور وجه الإنسان منذ الإنسان الأول الذي نشأ في أفريقيا، وصولا إلى الإنسان الحالي.
ووفقا لنتائج الدراسة التي نشرت في دورية "البيئة الطبيعية والتطور" العلمية المتخصصة، أشار العلماء إلى أن الوجه البشري تطور بحيث يمكن للإنسان أن يكون اجتماعيا أكثر ومعبرا أكثر بواسطة حواجبه، مضيفين أن عضلات جبهة الإنسان أصبحت أكثر ليونة بحيث تكون قادرة على التعبير بصورة أكبر عن العواطف والمشاعر.
وأوضح العلماء أن الحواجب كثيفة الشعر كانت مهمة للتطور الاجتماعي للإنسان في المجتمعات المعقدة، وأن وجه الإنسان أصبح أنحف أو انكمش بصورة ملحوظة عندما انتقل من مرحلة الإنسان الصياد إلى الإنسان المزارع.
وقال أستاذ التشريح في جامعة يورك وعضو فريق البحث ومؤلف الدراسة بول أوهيغينز: "الوجبات المعاصرة الناعمة الصناعية قد تعني أن وجه الإنسان يستمر في التقلص والنحافة من حيث الحجم". وأوضح أوهيغينز أن هناك حدودا لمدى تغير وجه الإنسان، فعلى سبيل المثال يحتاج التنفس إلى فجوة أنفية كبيرة بشكل كاف.
وتابع: "في ظل هذه الحدود، من المرجح أن يستمر تطور الوجه البشري طالما ظلت البشرية قائمة وحية، وطالما ظلت الهجرات والتكيف مع البيئات الجديدة والظروف الاجتماعية والثقافية".
وشدد أوهيغينز على أنه بالطبع هناك عوامل أخرى ساهمت في تقلص وانكماش الوجه مثل طبيعة الوجبات الغذائية والمناخ ووظائف الجهاز التنفسي، لكن تفسير تطوره فقط من حيث هذه العوامل سيكون تبسيطا مفرطا.
وأشار إلى أن الإنسان الحالي يمكنه أن يعبر بوجهه عن أكثر من 20 حالة مختلفة من المشاعر من خلال مط أو شد عضلات الوجه، موضحا أنه "من غير المرجح أن يكون لدى أسلاف الإنسان المعاصر نفس البراعة في التعبير بواسطة الوجه، وفقا للشكل العام للوجه وأماكن العضلات المختلفة".
قد يهمك ايضًا: