القاهرة ـ ا ش ا
استطاع علماء فيزياء من موسكو وطوكيو قطع خطوة مهمة في مجال تخفيض سرعة الضوء بمقدار 10 مرات، وفقاً لدراسة حديثة نشرتها دورية "الفيزياء التطبيقية".
فما الذي يعنيه نجاح هذه التجربة في إطار علم الفيزياء بشكل عام، وكيف يمكن أن ينعكس على تطوير التقنية والتكنولوجيا؟!
مبدئياً يرى العلماء أن هذه الخطوة من شأنها أن تقود إلى جيل جديد من أجهزة وشبكات الكمبيوتر فائقة السرعة، كذلك الشاشات التي تتصف بالسرعة الكبيرة في التوقع والاستجابة، بمعنى آخر فإن العالم مقبل على ثورة جديدة في التكنولوجيا.
وتعود فكرة إبطاء سرعة الضوء إلى عام 1998 عندما طرحها عالم الفيزياء الياباني، ميزوتيرو إينوي، لكن كشأن العديد من الأفكار فهي تظل نظرية لسنوات وربما عقود إلى أن يتم إثباتها أو نفيها عملياً.
كما نجح العلماء في التجربة الأخيرة مستخدمين ما يعرف ببلورات "فوتونية" مغناطيسية تتعامل مع الضوء بطريقة خاصة، بحيث تؤثر فيه ليكون ممكناً تغير سرعته وبعض مواصفاته الأخرى، وفق ما أكدت الباحثة الروسية التي قادت فريق العمل واسمها تاتيانا دولغوفا وزملاؤها بجامعة موسكو مع علماء الفيزياء من جامعة توياهاشي اليابانية.
وتؤكد دولفوفا أن إبطاء الضوء ضروري جداً للتفكير في خلق مستشعرات جديدة تمكن من تطوير سرعة الأجهزة الحاسوبية كذلك صناعة الشاشات ثلاثية الأبعاد.
كما أن هذا التطور سيساعد في تطوير حقل الفيزياء الكمية، بحيث يمكن أن تصبح أجهزة الكمبيوتر قادرة على تخزين المعلومات في الحالة الكمية للذرات، بدرجة أكبر من الوضع الحالي، كذلك يمكن تأمين وسائل الاتصالات وحمايتها من التجسس.
وقد اعتمد العلماء على ملاحظة تم تطويرها خلال 15 سنة، وهي أن الضوء يمكن له أن يغير سرعته عبر وسائط مغناطيسية، خاصة كالتي استخدمت في التجربة، وإذا كان الضوء يغير سرعته عبر مواد كالزجاج والماء وهو أمر معروف سلفاً، إلا أنه سرعان ما يعود لسرعته التقليدية بمجرد الخروج من الجانب الآخر للمادة المعينة.
وقد سبق هذه التجربة تجارب أخرى في إيقاف الضوء لبرهة من الزمن ومن ثم مواصلة سيره، لكن هذه المرة الأولى التي يمكن فيها أن تخفض السرعة لتحافظ على منوالها البطيء.