سوق الغاز الأوروبي

 أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن أولى شحنات الغاز المسال الأميركي انطلقت إلى أوروبا على متن ناقلة غاز ستصل إلى شواطئ البرتغال في نهاية نيسان الجاري.

وقالت الصحيفة الأميركية في تقريرها إن ثورة الغاز الصخري جعلت من الولايات المتحدة مصدرا مهما لتصدير الغاز المسال إلى باقي دول العالم، وخاصة أوروبا التي تعد أهم الزبائن لهذا الغاز.

وتعمل أميركا في الوقت الراهن على تشييد معامل جديدة لإنتاج وتصدير الغاز  المسال، بحيث ستبلغ كمياته المصدرة من أميركا حوالي 60 مليون طن سنويا بعد ثلاث سنوات.
وفي شهر شباط الماضي، قامت الولايات المتحدة بتصدير أول شحنة غاز مسال من شركة "شينير" إلى شركة "بتروبراس" في البرازيل. وكانت شركة "شينير" الأميركية قد وقعت مع شركات أوروبية وأسيوية عقودا طويلة الأجل لتوريد الغاز المسال.

ويتوقع المحلل في بنك "سوسيتيه جنرال" الفرنسي تييري بروس، أن الغاز الأميركي سيهز السوق الأوروبية التي يهيمن عليها الغاز الروسي منذ فترة طويلة، وقال "هذه هي بداية حرب أسعار بين الغاز المسال الأميركي وخطوط أنابيب نقل الغاز".

ولكن الغاز في روسيا، التي توفر نحو ثلث احتياجات السوق الأوروبية، يتميز بتنافسيته العالية، حيث بمقدر الشركات الروسية خفض الأسعار بسهولة إلى مستوى يجعل شحن الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة عملية غير مربحة، وذلك على غرار الاستراتيجية التي تطبقها السعودية في سوق النفط في حربها ضد النفط الصخري.

وفي إشارة لقدرة روسيا على إخراج الغاز الأميركي من السوق الأوروبية قالت الصحيفة الأميركية إن سعر الغاز من الولايات المتحدة يبلغ 4.3 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بينما يبلغ سعر الغاز الروسي حاليا 5.8 دولار، ولكن روسيا بإمكانها خفض السعر إلى 3 دولارات في حال نشوب منافسة حادة.

وكان عملاق الغاز الروسي "غازبروم" قد أعلن في وقت سابق أنه لا يخطط لدخول أية حرب أسعار، منوها في الوقت نفسه إلى أن أسعاره ليست مرتفعة، وهي عند مستويات تسمح للشركة بتنمية أعمالها، مؤكدا أن الشركة ستعمل على خفض تكاليفها في حال قيام أميركا بخفض أسعار غازها.