الحديدة - محمد مشهور
تعدّ منارة المهجم، منطقة أثرية مبنية من الأجر المحروق، وهو عبارة عن طين يُعجن بلبن الإبل، ويُحرق لمدة طويلة ثم يُبنى، ويصل ارتفاعها إلى حوالي 15مترًا حاليًا. وبعد أن انكسر منها أكثر من 20مترًا، بسبب الأمطار والرياح، وقاعدتها عريضة وواسعة رباعية الشكل، وهي الأثر الوحيد المتبقي من مدينة المهجم التاريخية.
وتعتبر من مدن سهل تهامة المزدهرة والعامرة بالسكان حتى مطلع القرن الثالث عشر الهجري، وقاعدة لحكم المنطقة وعاصمة المناطق الشمالية، أيام الدولة الرسولية والطاهرية والزيادية. ومنارة مدينة المهجم المندثرة، تقع في مدينة المهجم غرب مدينة المغلاف، وهي بلدة تهامية خربة، ولم يعدّ باقيًا من آثارها إلا المنارة المعروفة والتي تهدم مسجدها. والمهجم مدينة تاريخية، تقع في شمال تهامة، وتبعد عن زبيد حوالي " 165 كيلومتر"، كما تبعد عن الحديدة حوالي " 65 كيلومتر"، وكانت مدينة المهجم قبل الإسلام، مركزاًلقبيلة عك، تقع على وادي سردُد في سهل منبسط فسيح، وعرفت قديمًا باسم ضيعة "أم دهيم" وبئر "أم معبد".
وسُميت المهجم بهذا الاسم اشتقاقاً لمصدر الفعل هجم، ويقع إلى شرقها جبل ملحان الذي يمدها بالمياه العذبة من سفوحه، فتصب في حوض في المدينة، واتخذت مدينة المهجم قاعدة حكم للعديد من الدول المتعاقبة على حكم اليمن، فمنهم الزياديين، ووزيرهم الذائع الصيت "الحسين بن سلامة"، إلى النجاحين ثم الرسوليين، وخاصة "يحيى بن إسماعيل"، وشهدت مدينة المهجم ازدهارًا حتى "القرن الثالث عشر الهجري"، عندما بدأت العديد من المدن التهامية، بسحب البساط، منها مثل مدينة الزيدية ومدينة وميناء الحديدة، ونتيجة لما سبق ذكره نجد أن مدينة المهجم، بدأ نجمها في الأفول ومدينتها في الاضمحلال، ولم يبق منها سوى أساسات دور ومنازل مهدمة، ومنارة مسجدها "الجامع الشهير"، ولم يبق منها إلا نصف منارتها.