عدن- صالح المنصوب
احترف المواطن اليمني الحاج محسن سالم علي، مهنة إعادة تشكيل الحديد بالنار، ويطلق عليها مصطلح "الحدادة" لأكثر من عشرين عامًا، في محلة الصغير الذي تجد فيه أنواع قطع الحديد في إحدى مدن الضالع، ويعمل بهذه المهنة. وقال محسن إنها تعتبر مصدر دخله الوحيد، ومنها يحصل على لقمة العيش، ومنها تم تعليم أولاده والتحقوا بالدراسة والجامعات، كما أنه قدم من دمنة خدير في محافظة تعز، قاصدًا هذه المهنة في غير منطقته والذي يعتبرها متعبة، لأنه يعيش مع النار، لكنها مصدر دخلة.
يقع محل محسن الصغير المواطنيين من الفلاحين وغيرهم , ويحملون معهم قطع حديد لإعادة تشكيلها، وأخرين أدوات الحراثة والنجارة بمسمياتها المتعددة "حجنة، مفرس، صبره، فأس، فراص"، ويعونها لدى محسن، الذي يضعها فيما يسميه الكير الذي تشتعل فيه النار، ويحولها إلى قطعة تشبه ألسنة اللهب. ويبدأ بعملية الطرق والسحب لها بضربات متعددة بقطعة حديدة يسميها الزبرة، وهكذا يمارس محسن مهنته وسط الح والنار الملتهبة، للحصول على بعض المال لسد حاجات أسرته، ساعات يقضيها يوميًا في هذا العمل الشاق لكنه على حد قوله يرى فيه الراحة، لأنها تبعده عن هموم الحياة ومتاعبها، التي أصبحت محزنة.
وأوضح محسن أن لديه اثنين من الأبناء، مهيوب خريج جامعي لم يحصل على وظيفة حتى اللحظة، والآخر عباس خريج ثانوية عامة بمعدل 97%، لكنهم تعلموا منه المهنة ويشاركونه العمل إبنه مهيوب، حيث أن العمل في المحل تراجع بسبب الحرب وأرجع سبب ذلك للحرب، وتوقف الأعمال الذي يرتبط بها محلهم، الحاج محسن ضمن المئات من اليمنيين الذين لديهم حرف ومهن يعملون بها إلى آخر العمر، وتنتقل خبرتها إلى أولادهم، ليحصلوا من خلالها على المال لسد حاجات أسرهم.