مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث

  أكّد مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث، أن ما سمعه من كل الأطراف خلال جولته الحالية في المنطقة مشجع وسيساعده في وضع إطار لعملية السلام التي أكد أنها ستكون بقيادة يمنية.

وجاءت تصريحات غريفيث الخميس على "تويتر" بالتزامن مع وصوله إلى الرياض للقاء قيادة الشرعية اليمنية مجددًا، وذلك في ختام جولة له في المنطقة شملت مسقط وأبوظبي، إلحاقًا بزيارته الشهر الماضي إلى صنعاء للقاء قادة ميليشيا الحوثي.

وعبر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن تشاؤمه من عدم إمكانية التوصل إلى سلام مع ميليشيا، خلال لقائه مع غريفيث، مرجعًا ذلك إلى كون المليشيات الحوثية تتلقى تعليماتها من طهران، ولا تملك قرارها بيدها للموافقة على أي مقترح للسلام.

وسيقدم غريفيث في السابع عشر من أبريل /نيسان إحاطته الأولى لمجلس الأمن الدولي، مضمنًا إياها تقييمه لإمكانية تحقيق السلام في اليمن بناء على ما سمعه من الأطراف المختلفة التي قابلها في سياق مهمته الأممية، فضلا عن اطلاع المجلس على خريطة الحل الأممي المقترح من قبله.

وأفاد غريفيث بأنه أنهى جولة من المشاورات خلال زيارته لعُمان والإمارات التقى خلالها مسؤولين عُمانيين وإماراتيين وأصحاب شأن يمنيين».

وقال في معرض إيضاح تفاؤله بنتيجة هذه اللقاءات "ما سمعته مشجع للغاية، وسيساعدني على وضع إطار لعملية سلام في اليمن تكون بقيادة يمنية».

وجدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ,الأربعاء , خلال لقائه الثاني في الرياض بغريفيث، التأكيد على دعم الشرعية للجهود الأممية الهادفة لتحقيق السلام الدائم وفق المرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار الدولي رقم 2216.

وجاء تأكيد هادي للمبعوث الدولي بحضور عدد من أركان الشرعية اليمنية، من بينهم نائبه على محسن الأحمر، ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي.

وأفادت المصادر الرسمية بأن هادي أشار إلى التنازلات التي سبق أن قدمتها الشرعية في بيل السويسرية والكويت لتحقيق السلام ووقف الحرب وقال إن المليشيات الحوثية الإيرانية قابلت التنازلات بالتعنت والرفض والإصرار على استمرار الحرب».

وأكد هادي، أن المليشيات الانقلابية لا يمكن أن تتجاوب مع الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي، لأنها، على حد قوله "لا تمتلك قرارها بل تتلقى توجيهاتها من النظام الإيراني الذي يقوم بدعمها ومدها بالسلاح والصواريخ التي تستهدف بها دول الجوار».

وكان غريفيث التقى في مسقط وفدًا من الحوثيين، ووفدًا من قيادات حزب المؤتمر الشعبي  في حين التقى في أبوظبي، قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي وكذا النجل الأكبر للرئيس الراحل، أحمد علي صالح.

ولم يكشف غريفيث عن تفاصيل المشاورات التي أجراها، إلا أن قيادات في حزب المؤتمر أفادوا في وقت سابق بأن المبعوث الجديد ملم بتفاصيل الأزمة اليمنية، ما يجعله أكثر قربًا من إنجاز الاتفاق المرتقب للسلام. وكشفت مصادر قريبة من نجل الرئيس السابق، أحمد علي صالح، أن الأخير ناقش مع غريفيث «الأوضاع في اليمن، وما يعانيه الشعب في المجالات المختلفة، خاصة في الجوانب الإنسانية وآفاق الوصول إلى تسوية سياسية عادلة، وتحقيق السلام الدائم والشامل الذي ينهي المعاناة الراهنة ويضمن أمن واستقرار اليمن والمنطقة».

وذكرت المصادر أن المبعوث الأممي أطلع نجل صالح «على نتائج مشاوراته مع مختلف الأطراف وطبيعة مهامه خلال المرحلة القادمة، وقالت إن اللقاء تطرق إلى أوضاع حزب المؤتمر الشعبي

ونسبت المصادر إلى أحمد علي صالح أنه أكد خلال اللقاء على أن حزب المؤتمر سيظل تنظيمًا موحدًا وقادرًا على تجاوز مختلف التحديات، وسيكون له دور محوري خلال المرحلة المقبلة، خصوصًا أنه تنظيم كبير يحمل فكر الوسطية والاعتدال ويوجد في كل أنحاء اليمن

وأضافت أن النقاش الأممي مع نجل صالح «شدد على أهمية استيعاب جميع الأطراف للمشاركة في بناء اليمن، وعلى أن صنع المستقبل يتطلب العودة إلى الحوار والتفاهم والدفع بالمسار السياسي الديمقراطي الذي يضمن الشراكة للجميع». ويكشف حرص غريفيث على لقاء نجل صالح، - كما يبدو - عن اقتناع أممي بأن عائلة الرئيس السابق صالح وحزبه جزء أساسي من أي تسوية سياسية أو اتفاق للسلام في اليمن.