جندي يبلغ من العمر 14 عامًا في سيراليون

كشف مدير كبير سابق في شركة بريطانية عن أنه تم تعيين مرتزقة من سيراليون للعمل في العراق، نظراً لأنها عمالة غير مكلفة مقارنةً بالأوروبيين، فضلاً عن أنه لم يكن يتم التحقق فيما إذا كانوا جنود أطفال سابقين. وذكر جيمس اليري وهو لواء سابق في الجيش البريطاني والذي شغل منصب مدير "ايجيس Aegis " لخدمات الدفاع في الفترة مابين عامي 2005 و 2015 ، في حديثه لصحيفة "الغارديان" بأنه كانت هناك مهمة للتجنيد من دول مثل سيراليون، حيث ترتفع معدلات البطالة ، مع وجود قوة عاملة لائقة، وذلك من أجل خفض التكاليف للتواجد الأميركي في العراق.
 
وأبرمت شركة "ايجيس" والتي يترأسها السير نيكولاس سومز، وهو نائب من المحافظين وحفيد ونستون تشرشل، سلسلة من العقود بقيمة مئات الملايين من الدولارات لتوفير حراس لحماية القواعد العسكرية الأميركية في العراق بدايةً من عام 2004 فصاعداً. ومنذ عام 2011، فقد سعت الشركة إلي التوظيف من البلدان الأفريقية، بعدما كانت في السابق تقوم بتعيين أفراد من بريطانيا والولايات المتحدة وكذلك النيبال.
 
وتقول وثائق العقود بأن الجنود من سيراليون يحصلون على 16 دولاراً ( 11 جنيهاً إسترليني في اليوم". ويزعم فيلم وثائقي بعنوان "مهمة جديدة للجندي الطفل"، والذي من المقرر إذاعته اليوم الاثنين في الدنمارك، بأن أفراداً من سيراليون يقدر عددهم بنحو 2,500 تم تجنيدهم من قبل "ايجيس" وغيرها من الشركات الأمنية الخاصة للعمل في العراق بمن فيهم جنود أطفال سابقين.
 
وكانت "ايجيس" قد تأسست عام 2002 من قبل تيم سبايسر وهو الضابط السابق في الحرس الاسكتلندي الذي كان أساس فضيحة " الأسلحة إلى إفريقيا " عام 1998 بعدما تم التوصل إلى أن شركته السابقة ساندلاين Sandline تنتهك العقوبات المفروضة عن طريق إستيراد 100 طن من الأسلحة ونقلها إلى سيراليون في دعم للحكومة هناك. أما إليري والذي كان مدير العمليات في الشركة وقت عقود العراق، فقد شغل في السابق منصب كبير موظفي بعثة الأمم المتحدة في سيراليون، في الوقت الذي كانت فيه المنظمة مسؤولة عن تسريح آلاف الجنود الأطفال السابقين.
 
وتحدث صناع الفيلم الوثائقي عن أحد الذين أجريت معه مقابلة وهو جبريلا كوياتيه حينما قال بأن كل مرة يحمل فيها السلاح فإنه يتذكر الماضي. وفي لقطاتٍ طويلة إطلعت عليها صحيفة "الغارديان"، فقد كشف عن أنه تعرض للإختطاف حينما كان يبلغ من العمر 13 عاماً من قبل المتمردين الذين قتلوا والدته أيضاً. كما وصف كيف أجبره المتمردون على بتر أطراف بعض الأشخاص والذي لم يكن دائماً بواسطة آلة حادة، فضلاً عن تدريبه على إطلاق النار من بندقية طراز AK-47 والتي قال بأنه جاهد من أجل حملها لأنه كان صغيراً جداً وقتها.
 
وعندما إنتهت أحداث الحرب الأهلية في سيراليون عام 2002، فقد أنفق المجتمع الدولي الملايين من الدولارات من أجل صقل مهارات أفراد الميليشيات السابقين لإستخدامها في وقت السلم. بينما قامت بعثة الأمم المتحدة بتسريح أكثر من 75,000 مقاتل، بمن فيهم ما يقرب  من 7,000 طفل، بتكلفة قدرت بنحو 36,5 مليون دولار. ومن المعلوم بأن العدد الإجمالي للأطفال المسرحين أعلى بكثير.

وتبقى سيراليون واحدة من أكثر دول العالم فقراً، وتشير الرسوم البيانية في الفيلم الوثائقي كيف إتجهت الشركات العسكرية الخاصة إليها منذ عام 2009، جنباً إلى جنب مع أوغندا وكينيا، حيث اليد العاملة الرخيصة لحراسة المنشآت العسكرية في العراق.

وأشار إليري إلى أنه وبموجب قوانين الأمم المتحدة، فإن الجنود الأطفال ليسوا مسؤولين عن جرائم حرب، مؤكداً على أنه وبوصولهم للثامنة عشرة من العمر فإنهم يصبحون مدنيين يتمتعون بالحقوق كاملةً للبحث عن عمل، وهو حق أساسي من حقوق الإنسان. وأضاف بأن شركة "إيجيس" كانت صارمة بشأن إشتراطات الصحة البدنية، بحيث تم إستبعاد من هم لا يبصرون إلا بعينٍ واحدة أو مرضى "الإيدز" نظراً لأن الشركة كانت تنظر إلى أنها لا ترغب في إزهاق روح هؤلاء بعد تلقيهم التدريبات اللازمة والمكلفة.
 
وإستحوذت شركة الأمن الكندية "غاردا ووردلد GardaWorld " العام الماضي علي إيجيس. وأوضح غراهام بينز وهو الرئيس التنفيذي السابق في إيجيس والمدير العام البارز لشركة GardaWorld خلال حديثه إلى صحيفة "الغارديان" بأنهم عملوا عن كثب مع شركائهم والوكلاء المعتمدين من قبل الحكومة الوطنية من أجل تجنيد وتعليم فضلاً عن التحقق من المحترفين.