الكويت/عدن - خالد الشاهين
بدأ أمين عام مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني اليوم الثلاثاء، لقاءاته في الكويت في اطار مهمة تقضي بإعادة تحريك عجلة المشاورات اليمنية المتوقفة لليوم الثالث على التوالي، والتقى لهذا الغرض كلاً من الموفد الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد، ووفد الحكومة اليمنية صباح اليوم في الكويت للاستماع من أعضائه إلى الأسباب التي دفعتهم إلى تعليق المشاركة في المشاورات، وكيفية معالجة الأمر.
وأبدى المبعوث الأممي بعيد اللقاء بالزياني حرصه على إعادة الأمور لنصابها، مشيراً إلى أن العمل جار على مناقشة الإطار العام الذي وضعته الأمم المتحدة لحل الأزمة اليمنية، والذي يبنى على القواسم المشتركة، ويحضر لمسار سياسي واستراتيجي شامل.
وكشف ولد الشيخ عن عقد لقاءات منفردة مع الوفود اليمنية بهدف التوصل إلى نقاط مشتركة تفضي إلى تجاوز الخلاف.
يأتي ذلك في وقت كثفت الكويت مساعيها في محاولة للتقريب بين الأطراف اليمنيين وإنقاذ المحادثات. وتجري اتصالات مكثفة ومشاورات مختلفة بين المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد والزياني وسفراء الدول الـ18 الراعية للتسوية السياسية في اليمن للتقريب بين وجهات نظر وفدي الحكومة الشرعية وجماعة"الحوثي وصالح" لإعادتهما إلى طاولة المباحثات المباشرة، التي توقفت بسبب تعليق وفد الحكومة اليمنية مشاركته فيها احتجاجاً على اقتحام الميليشيات لمعسكر العمالقة في عمران مساء السبت الماضي، واستمرار الخروقات العسكرية للميليشيات في مختلف الجبهات في محافظات تعز والبيضاء ومأرب والجوف وجبهة "نهم" شمال شرق العاصمة صنعاء.
ويصرُّ وفد الحكومة على تنفيذً مطالبه للعودة إلى المشاورات المباشرة والمتمثلة بإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه في معسكر العمالقة قبل اقتحام ميليشيات الحوثي له، وتحديد موقف واضح من قبل ممثلي حزب "المؤتمر الشعبي" من تصريحات المخلوع صالح الأخيرة الرافضة لمرجعيات الحوار الدولية والوطنية، وإطلاق سراح المعتقلين والمخطوفين في سجون الانقلابيين، وتثبيت وقف إطلاق النار بشكل كامل، ووقف عملية التحشيد العسكري في تعز ومأرب ونهم والجوف.
وبالتزامن مع ذلك، تبذل الكويت جهودها في ردم هوة الخلاف اليمني ودعم العودة سريعاً إلى طاولة الحوار. فقد نوه وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد الجارالله من جهته، بأن "المشاورات شأنها شأن أي مشاورات أخرى قابلة للتعثر أو الاستمرار"، لكنه قال: المهم أن هناك زخماً عالياً وحرصاً على تحقيق الأطراف اليمنية خطوة إيجابية في المشاورات، وهو ما يبعث على الارتياح والتفاؤل.
وفي اليمن، استهدفت مقاتلات التحالف العربي، اليوم الثلاثاء، تعزيزات الحوثيين وقوات صالح باتجاه جبهة كرش الصبيحة وباب المندب. وذكرت فضائية "سكاي نيوز عربية" عن مصادرها أن "قصفا مكثفا لطائرات التحالف العربي على تعزيزات ميليشيات الحوثي وصالح باتجاه جبهة كرش الصبيحة وباب المندب في اليمن".
وكانت قوات الجيش والمقاومة صدت فجر اليوم، هجوما عنيفا لمليشيا الحوثي وصالح على باب المندب ومنطقة ذباب، حيث سقط قتلى وجرحى من الطرفين خلال المواجهات.
وقال الدكتور ناصر باعوم وزير الصحة اليمني: إن أربعة مستشفيات في اليمن تضررت جراء حرب الانقلابيين، مشيرا إلى وجود 52 مستشفى موزعة على المحافظات والمدن الرئيسة.
وأوضح في تصريح نقلته عن صحيفة "اليوم" السعودية، أن الحرب "زادت الطين بلة" في الوضع الصحي المتأزم في اليمن حتى قبل الحرب، مضيفا أن السكان في الريف يعانون من نقص الخدمات الصحية.
وأشار باعوم إلى "مناقشات وحوارات مع شيوخ القبائل في بعض المحافظات من أجل أن تصل تلك المساعدات الصحية"، مبينا ان العاملين في القطاع الصحي في محافظات شبوة، والجوف ومأرب يعملون بصورة تطوعية منذ ثلاثة أشهر، أي منذ أوقفت النفقات التشغيلية للمستشفيات.
وأكد وزير الأوقاف والإرشاد اليمني الدكتورفؤاد عمر بن الشيخ أبو بكر على ضرورة استعادة هيبة الدولة في المكلا، وأن تكون حضرموت مثالاً للدولة المدنية الحديثة.
وقال الوزير فؤاد في تعليق له على "الفيسبوك" إنه يجب أن تستمر مسيرة التحرير في حضرموت، وعندنا وعود بأن تصبح حضرموت مثالاً للدولة المدنية، وأمامنا مهام كبيرة يجب أن يشترك فيها الجميع. وشدد وزير الأوقاف على ضرورة أن تحرر حضرموت من الفساد والمفسدين وعدم تكرير النفايات"، مضيفاً:" لن نسمح أن يدار اقتصاد حضرموت في مجالس القات، نعم لتكون حضرموت خالية من القات".
وفي ما يخص الجانب الديني أكد الوزير فؤاد أنه لن يسمح بانفلات الخطاب الديني مجدداً، وكذا عدم السماح بأن تكون المنابر مسرحاً للتوظيف الفكري والسياسي، وأنه سيتم تحرير مساجد المكلا من حالة الاغتصاب وإعادتها لحضيرة الدولة.
ولفت وزير الأوقاف والإرشاد إلى أنه لم يتبقَ عذر لأئمة المساجد في العودة إلى حضرموت وإدارة مساجدهم من داخل المحافظة بدلاً من إدارتها من خارجها، مؤكداً على ضرورة القيام بمهمة التوعية وبث روح المحبة والتعايش بين أفراد المجتمع واستعادة الأموال الموقوفة.