مرشح الكرملين أندرية تاراسينكو يفوز في الانتخابات لمنصب حاكم منطقة الشرق الأقصى

بمعايير الانتخابات الروسية، فإن الانتخابات التي تمنح الفوز لمرشح ما، بنسبة 146% من أصوات الناخبين، تعد تحولا سحريًا، في البداية حصل مرشح الكرملين أندرية تاراسينكو، على نسبة 95% من الأصوات في الانتخابات لمنصب حاكم منطقة الشرق الأقصى بريمورسكي كراي في روسيا، خلف منافسه الشيوعي أندريه إيتشينكو والذي سبقه بخمس نقاط؛ ولكن في السباق النهائي المثير، أضاف تاراسينكو 13000 صوتًا، ما يعادل نحو 100% من الأصوات، وكان الأمر الأكثر إعجازًا هو أن منافسه إيتشينكو فقد خمسة أصوات فقط في هذه العملية.

تصديق رئاسي لـ "تاراسينكو"
وتلقى تاراسينكو قبل بضعة أيام، تصديق شخصي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث قال بوتين "أعلم أن هناك جولة ثانية، أعتقد أن كل شيء سيكون على ما يرام".

ويبدو أن هزيمة تاراسينكو الوشيكة كانت ستبدو صفعة في وجه الرئيس ومقترحاته المثيرة للجدل لرفع سن التقاعد، ووفقا للاحصاء الرسمي، كان تاراسينكو ضمن بدلًا من ذلك أغلبية كبيرة، بما يكفي لرؤيته يؤدي اليمين الدستورية كمحافظ.

إضراب عن الطعام للمرشح الشيوعي
ورفض المرشح المهزوم التنازل، في صباح اليوم الاثنين، حيث كتب إيتشينكو على موقع فيسبوك "يا أصدقاء، إنهم يسرقون الأصوات منا، لقد فزت في هذه الانتخابات، دعونا ندافع عن انتصارنا الآن! لن نغادر حتى نرى النتيجة الصحيحة".

وأعلن المرشح الشيوعي الإضراب عن الطعام، ودعا أنصاره لبدء الاحتجاج لأجل غير مسمى، وقد أجاب بضع مئات الدعوة، وذهبوا إلى الساحة المركزية في العاصمة الإقليمية، فلاديفوستوك.

وادعى مسؤولو لجنة الانتخابات أن التأرجح لصالح مرشح الكرملين قد يفسر بنتائج من المناطق الأكثر بعدًا والموالاة التي تم عدها أخيرا، لكن المراقبين الانتخابيين سجلوا شكاوى عدة مقنعة عن الاحتيال، بما في ذلك إعادة كتابة إعلانات التصويت الرسمية.

احتجاجات واتهامات بالتزوير
وورد في إحدى الحالات، أن أعضاء لجنة الانتخابات احتجزوا في غرفة حتى لا يتدخلوا في هذه العملية، وقال المراقب الانتخابي المستقل جولوس "إن الانتخابات تأرجحت بفعل "التزوير الهائل" الذي تسلمه الآلة الحكومية، وقد دعت المنظمة غير الحكومية إلى إعادة فرز الأصوات.

ومن غير الواضح كيف ستنمو هذه الاحتجاجات، لكن هناك سوابق مقلقة لموسكو، قبل عشر سنوات، كانت الاحتجاجات الكبرى في المنطقة ضد التعريفات الجديدة للسيارات، ويُنظر إليها على نطاق واسع على أنها مقدمة للاحتجاجات الوطنية الواسعة الانتشار التي استقرت في عام 2011، والآن تنتشر الاحتجاجات بسبب التزوير الواسع للانتخابات.

انخفاض شعبية بوتين
وخفضت خطط زيادة سن التقاعد بشدة، في هذه المرة، من شعبية بوتين وحكومته، حيث ما يقرب من ثمانية من أصل 10 من الناخبين يقولون "إنهم لا يوافقون على هذه الخطوة"، ويقول أكثر من نصفهم "إنهم مستعدون للنزول إلى الشوارع للاحتجاج"؛ لكن بريمورسكي كراي بخاصة، لديها سلسلة من الاحتجاجات التاريخية، في التسعينيات، حيث كانت موطنًا لحركة مناهضة للحكومة، وهناك علامات على تصاعد التوتر في موسكو، وفي صباح يوم الأثنين، أعلنت لجنة الانتخابات الوطنية أنها لن تحجب النتائج حتى يتم التحقيق في جميع الشكاوى.

وقالت إيلينا بامفيلوفا رئيسة لجنة الانتخابات، إلى وكالة أنباء "تاس"، "لن نؤكد النتائج حتى نفهم جميع الشكاوى"، وأضافت أنها لا تستطيع استبعاد قرار نقض النتائج، وستقوم بإرسال فريق للتحقيق في المزاعم.