دمشق - نور خوام
استهدفت القوات الحكومية السورية، بالقذائف مناطق في مدينة تلبيسة الواقعة في ريف حمص الشمالي، دون أنباء عن إصابات إلى الآن. وتعرضت مناطق في بلدة الزربة في ريف حلب الجنوبي، لقصف صاروخي من قبل القوات الحكومية السورية، ولم تسفر عن خسائر بشرية. وقصفت القوات الحكومية السورية أماكن في بلدتي بصر الحرير والنعيمة بريف درعا الشرقي، بالتزامن مع استهدافها بالرشاشات الثقيلة، ولا أنباء عن إصابات.
وجدّدت القوات الحكومية السورية قصفها على مناطق في الريف الشمالي الحموي، حيث استهدفت بعدة قذائف أماكن في بلدة كفرزيتا، دون أنباء عن إصابات. وتجدد القصف الجوي من قبل الطائرات الحربية على أماكن في القلمون الشرقي، حيث استهدفت هذه الطائرات بمزيد من الضربات أماكن سيطرة الفصائل بمنطقة البتراء، ولم ترد حتى اللحظة معلومات عن خسائر بشرية. ووثق المرصد السوري مقتل طفلة جراء سقوط قذائف على أماكن في مدينة جرمانا بضواحي العاصمة دمشق، كما تسببت القذائف بإصابة 4 أشخاص بينهم مواطنتان اثنتان، فيما سقطت قذيفتان اثنتان على منطقة العباسيين، وبذلك يرتفع إلى 128 الأقل بينهم 21 طفلاً و16 مواطنة، عدد من قتلوا وقضوا جراء سقوط هذه القذائف منذ بدء التصعيد على العاصمة دمشق وضواحيها، في الـ 16 من تشرين الثاني / نوفمبر، كما وثق المرصد السوري أكثر من 689 شخصًا ممن أصيبوا وجرحوا في هذه الاستهدافات اليومية خلال أكثر من 3 أشهر متتالية، من ضمنهم عشرات الأطفال والمواطنات، وبعضهم تعرض لجراح بليغة وإعاقات دائمة، كذلك رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار الحالة الصحية السيئة لبعض المصابين، ما يرشح عدد من قتل وقضى للارتفاع.
وأنهت عملية "غصن الزيتون"، يومها الـ 50 على التوالي، منذ الإعلان التركي عنها، في الـ 20 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2018، أنهتها بعملية تقدم وسيطرة جديدة على قرى ومناطق في ريف عفرين ومحيط مدينة عفرين، تمكنت فيها القوات التركية والفصائل المساندة لها من المعارضة السورية من فصائل مقاتلة وإسلامية، من الوصول إلى المداخل الشمالية لمدينة عفرين، التي تصاعدت المخاوف فيها على حياة المدنيين المتواجدين فيها، والذي يبلغ تعدادهم في المدينة والقرى القريبة منها والمزارع، مئات آلاف المدنيين، ممن أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أنهم لم يفارقوا الأقبية والملاجئ، خوفًا من عمليات القصف التي قد تستهدفهم من قبل القوات التركية وطائراتها، الأمر الذي دفع الإدارة الذاتية في عفرين وبقية المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية، لتوجيه دعوات للتظاهر أمام السفارات والمؤسسات ومقار الحكومات الأوروبية تنديدًا بالهجوم التركي ومطالبة بإنقاذ أرواح مئات آلاف المدنيين من المتواجدين في منطقة عفرين، التي تسعى تركيا لإطباق الحصار عليهم عبر التقدم من شرق عفرين ومن جنوب غربها والالتقاء لاستكمال محاصرة مدينة عفرين والقرى المحيطة بها والقرى المتبقية تحت سيطرة القوات الكردية في ريف عفرين، وفصلها عن بقية المناطق السورية بشكل كامل، وشهدت عديد من المدن الأوربية، تظاهرات واعتصامات لمواطنين كرد سوريين مطالبين بتحرك أوروبي للضغط على تركيا ووقف العملية العسكرية، بالتزامن مع مظاهرات تشهدها مدن في محافظة الحسكة، تنديدًا بالهجوم التركي ومطالبة بإنقاذ حياة المدنيين، في الوقت الذي أكد فيه قيادي ينحدر من أحد مدن ريف حلب الشمالي المجازر لعفرين، للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أنهم على استعداد لحماية المدنيين الذين سيخرجون من عفرين، وأن تركيا فتحت ممرات لمن يريد الخروج منهم.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق 204 شهداء مدنيين بينهم 32 طفلًا و26 مواطنة، من المواطنين الكرد والعرب والأرمن، ممن قضوا في القصف الجوي والمدفعي والصاروخي التركي، وفي إعدامات طالت عدة مواطنين في منطقة عفرين، منذ الـ 20 من كانون الثاني / يناير من العام 2018، كما تسبب القصف بإصابة مئات المواطنين بجراح متفاوتة الخطورة، في حين تعرض بعضهم لإعاقات دائمة، كما كان المرصد السوري لحقوق الإنسان حصل على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، أن الأوضاع الإنسانية تزداد مأساوية في منطقة عفرين، نتيجة ازدياد عنف القصف التركي وتصاعد الهجوم البري والقصف المرافق لها، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد أن آلاف المدنيين باتوا يفترشون العراء في مدينة عفرين والقرى والمزارع المحيطة بها والقريبة منها، إضافة لنزوح أكثر من 12 ألف مدني من المنطقة نحو بلدتي نبل والزهراء الواقعتين في الريف الشمالي لحلب.
ونشر المرصد السوري أن مئات الأمتار باتت تفصل القوات التركية عن شمال شرق المدينة بعد سيطرتها على مرتفع قيبار والمعسكر المتواجد فيه، في حين تواصل القوات التركية بعد تقدمها في شرق وجنوب غرب مدينة عفرين، عملية تقدمها للالتقاء، وفي حال تمكنت من التقدم والوصول إلى بعضها، فإنها ستكون قد فرضت طوقاً كاملا ً على مدينة عفرين وكامل القرى التي لا تزال تحت سيطرة القوات الكردية، حيث تعمد القوات التركية للاستمرار في عمليات تكثيف قصفها المدفعي والصاروخي والجوي على مناطق سيطرة القوات التركية محدثة المزيد من الدمار مع تصاعد المخاوف على حياة مئات آلاف المدنيين الذين لا يزالون متواجدين في منطقة عفرين، رغم نزوح الآلاف منهم إلى مناطق في بلدتي نبل والزهراء ومنع القوات الحكومية السورية للبقية من الوصول إلى مدينة حلب، إلا عبر دفع أتاوات ومبالغ مالية ضخمة للحواجز مقابل السماح لهم بالعبور، في حين كان ارتفع إلى 414 على الأقل عدد عناصر القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية بينهم 71 جندياً من القوات التركية، ممن قتلوا وقضوا في الاشتباكات مع القوات الكردية في منطقة عفرين، فيما ارتفع إلى 376 عدد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وقوات الدفاع الذاتي، ممن قضوا في القصف والاشتباكات بريف عفرين وذلك منذ بدء عملية "غصن الزيتون"، كما كان قتل 81 على الأقل من عناصر القوات الحكومية السورية الشعبية في القصف التركي منذ بدء دخولهم في الـ 20 من شباط / فبراير من العام الجاري 2018
ولا تزال أعداد القتلى المدنيين في غوطة دمشق الشرقية تشهد تصاعدًا في أعداد الشهداء المدنيين، نتيجة انتشال المزيد من الجثامين واستشهاد آخرين في القصف الجوي المتجدد على الغوطة الشرقية، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 20 مدنيًا بينهم 4 أطفال و3 مواطنات جراء قصف جوي وصاروخي بمئات الغارات والبراميل والقذائف والصواريخ التي استهدفت مدينة دوما منذ صباح السبت، كذلك ارتفع إلى 10 عدد القتلى الذين قضوا اليوم في قصف جوي وصاروخي على حرستا، كما ارتفع إلى 8 عدد القتلى في قصف جوي على عربين، كذلك مقتل 35 مواطنًا بينهم 8 أطفال و6 مواطنات جراء القصف من قبل الطائرات الحربية على بلدة مسرابا التي سيطرت عليها القوات الحكومية السورية، إذ بقيت جثث المدنيين تحت أنقاض الدمار إلى أن فارق الحياة بعض ممن كان لا يزال حياً، كما قتل 33 مواطنًا ممن بقيت جثثهم تحت أنقاض الدمار الذي خلفه القصف الجوي في كل من حمورية وسقبا.
ومع مقتل مزيد من المدنيين يرتفع إلى 1099 عدد القتلى الذين وثق المرصد السوري استشهادهم من أبناء غوطة دمشق الشرقية، بينهم 227 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و154 مواطنة، استشهدوا جميعاً خلال 21 يوماً من تصعيد عمليات القصف الجوي والمدفعي على مدن وبلدات دوما وحرستا وعربين وزملكا وحمورية وجسرين وكفربطنا وحزة والأشعري والأفتريس وأوتايا والشيفونية والنشابية ومنطقة المرج ومسرابا ومديرا وبيت سوى ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية المحاصرة، كما تسبب القصف خلال هذه الفترة التي استكملت أسبوعين منذ انطلاقتها، في إصابة أكثر من 4378 مدني بينهم مئات الأطفال والمواطنات بجراح متفاوتة الخطورة، فيما تعرض البعض لإعاقات دائمة، كذلك لا تزال جثامين عشرات المدنيين تحت أنقاض الدمار الذي خلفه القصف الجوي المدفعي والصاروخي من قبل القوات الحكومية السورية على غوطة دمشق الشرقية.
ومن ضمن المجموع للشهداء الذين وثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان 567 مدنيًا بينهم 86 طفلاً دون سن الثامنة عشر و71 مواطنة، ممن قتلوا ووثقهم المرصد السوري منذ صدور قرار مجلس الأمن الدولي، الذي لم يفلح مرة جديدة في وقف القتل بحق أبناء غوطة دمشق الشرقية، كما تسبب القصف بوقوع مئات الجرحى والمصابين، حيث لا تزال أعداد الشهداء قابلة للازدياد بسبب وجود جرحى بحالات خطرة، وسط حالة إنسانية مأساوية يعيشها أهالي الغوطة الذين أكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أنهم لا يفارقون الملاجئ خشية القصف المكثف، وسط عجز الكادر الطبي عن إسعاف الحالات الطبية جميعها.