العيد في اليمن بلا أضاحي

(العيد عيد العافية) مثل يردده فقراء اليمن خلال هذه الأيام، فالفقر أصبح حالة ملازمة لهم في كل آن وحين جراء الحرب التي تشهدها البلاد. و عيد الأضحى المبارك لهذا العام الهجري على الأبواب، والحرب والفقر لا يزالان هما المسيطران، ولا يفكر غالبية اليمنيين سوى بلقمة العيش والأمن والاستقرار.

ولم يستطع محمد عبده حمود، أحد سكان محافظة اب (وسط اليمن) والذي يعمل في مهنة السباكة في العاصمة صنعاء، أن يؤمن الطعام له ولأسرته المكونة من 12فردا، وشراء أضحية العيد هذا العام خلافا للأعوام السابقة، حيث كانت تدر عليه المهنة الكثير من المال. ويقول محمد إنه يكافح من أجل توفير لقمة العيش، التي بالكاد يحصل عليها ،وأضاف لـ" العرب اليوم" لم أستطع تأمين مبلغ لشراء أضحية العيد، التي قد تبلغ (150$)، للماعز، ناهيك عن عدم حصولي على المال الكافي للعودة إلى قريتي في محافظة اب، للاحتفال مع أسرتي بالعيد. 

 ويُعتبر حال الطفل أحمد علي النازح من مدينة تعز (جنوب اليمن)، إلى العاصمة صنعاء، مع أسرته المكونة من سبعة اشخاص، أسوأ حالا من محمد، فهو يقطن تحت أشجار المدينة، بعد أن تم طرده من المنزل مع أسرته، بسبب عدم قدرتهم على دفع الإيجار، وأحمد يتسول في شوارع المدينة ومساجدها لتأمين الطعام له ولأسرته المكونة من أربعة أفراد، بالتزامن مع بحثه عن منزل بسيط له ولعائلته.

ويقول محمد البالغ من العمر 12 عاما لقد فقدت أبي بسبب سقوط قذيفة على منزلنا، وسط مدينة تعز ونزحت مع أسرتي إلى صنعاء، وبعنا كل ما نملك من حلي، وما تبقى من أثاث، لكي نعيش وندفع إيجارات النقل، والمنزل، وشراء الطعام، والشراب، وأضاف لقد نفذ جل ما لدينا من مال، وطردنا صاحب المنزل وعدنا إلى شارع ننام في الرصيف، حيث لا أستطيع أن أجد عملًا لصغر سني ، وصرت أمد يدي إلى الناس للحصول على مساعدة، وبالكاد أحصل على مبلغ قد يصل إلى (4 دولارات) يوميًا، مؤكدا أنه لا يفكر وعائلته بأضحية العيد ولا بالملابس، بقدر ما يفكر بالحصول وعائلته على الطعام والمأوى.
 
ارتفاع اسعار أضاحي العيد 
بقي يوم واحد، على حلول عيد الأضحى المبارك، ولازال أغلب اليمنيين بلا أضاحي، بسبب الفقر الذي تعيشه البلاد، وعدم تسلم الموظفين لمرتباتهن منذ نحو عشرة أشهر، حيث يحتاج ثلثي سكان اليمن إلى المساعدات العاجلة، وثلثهم بات على حافة المجاعة، ولا يستطيع تأمين الوجبة الغذائية الواحدة. وتشهد أسواق المواشي ارتفاعا كبيرا مع قرب يوم العيد، باعتباره الموسم الوحيد في العام، الذي يشتري أغلب السكان المواشي لتطبيق السنة النبوية.

  وقد تصل أسعار المواشي إلى مبالغ مالية كبيرة قد تصل إلى 150$ للماعز و1000$ أميركي للبقرة الواحدة، ما جعل السكان عاجزين عن شراء الأضاحي. ويصف قاسم قايد حاله حيث كان يذبح خلال اليومين اللذان يسبقان العيد معزتين، ويوم العيد يذبح "تبيع" ويوزع اللحوم على أهله وجيرانه، لكنه اليوم وبسبب سوء أوضاع البلاد الاقتصادية والسياسية، أصبح يكتفي بذبح خروف واحد فقط.