انتشار مسلح لـ"الحوثيين" في أحياء صنعاء

نشرت ميليشيات "الحوثي" في الساعات الاولى من فجر اليوم الأربعاء، عددا كبيرا من مقاتليها في شوارع أحياء العاصمة صنعاء، وعلى مداخل المدينة ومخارجها، كما أقامت نقاط تفتيش وحواجز أمنية، بحسب شهود عيان.
وقال الشهود، إن عناصر الحوثيين تجري عمليات تفتيش وتدقيق على هويات المواطنين، كما أغلقت الشوارع المؤدية للسفارة الأميركية في حي شيراتون شمال شرق صنعاء.

وأرجعت مصادر مطلعة ان تكون حالة الاستنفار بسبب ارتفاع حدة التوتر بين ميليشيات الحوثي وقوات صالح، وتزايد المخاوف من انفجار الموقف، كما ان هناك معلومات تؤكد تسلل عناصر من المقاومة الشعبية إلى داخل العاصمة صنعاء، في ظل تنامي حالة الغضب الشعبي والتذمر بسبب الأوضاع المعيشية وارتفاع تكاليف المواد الأساسية بسبب الانقلاب الحوثي على الشرعية.

واندلعت اشتباكات مسلحة الثلاثاء في مقر إدارة الأمن في مديرية خور مكسر في محافظة عدن جنوب اليمن ولاتزال مستمرة .

وأفادت مصادر محلية في المدينة بأن "مسلحين قبليين هاجموا حراسة البحث الجنائي بالمنطقة في محاولة لإخراج معتقلين، الأمر الذي تطور إلى اشتباكات مع حراسة المركز" .

وأعلنت المصادر عن سقوط جريح من قوات الأمن مع انسحاب للمسلحين من بوابة المقر .

وتعيش العاصمة اليمنية المؤقتة عدن ظلمة شبيهة بتلك التي تعيشها محافظة الحديدة، بسبب نفاد مادتي الديزل والمازوت في محطات توليد الكهرباء، وارتفاع درجة الحرارة في المدينة بشكل غير مسبوق هذا العام.

وألقت الأزمة بظلالها على الخدمات الصحية حيث عاش عدد من المستشفيات ومنها مستشفى الجمهورية الحكومي الليلة الماضية في ظلام دامس جراء انقطاع التيار الكهربائي.

وقال مسؤول صحي "إن ذلك تزامن مع توقف تزويد المستشفيات بمادة الأوكسجين، الأمر الذي سيؤدي إلى إغلاق المستشفيات وحدوث وفيات خاصة للحالات الحرجة".

وكان انقطاع التيار الكهربائي في المدينة تسبب باندلاع احتجاجات الأسبوع الماضي وسقوط ضحايا، ما اضطر مدير كهرباء عدن لتقديم استقالته في اليوم التالي.

وفي الكويت حيث تدور المفاوضات السلمية اليمنية في حلقة مفرغة، قال المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مساء الثلاثاء، إنه حان الوقت لتقدم الأطراف اليمنية المشاركة في مشاورات الكويت، "الحلول، بعيدا عن معادلات الربح والخسارة"، كونهم مؤتمنين على مصلحة الشعب اليمني.
 
وذكر ولد الشيخ في بيان صحفي، أن التقارير القادمة من عدد من المدن اليمنية توحي بحجم المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني في ظل انعدام الخدمات الأساسية. ولفت إلى أنه ينبغي أن تتحول المعاناة إلى حافز للتوصل إلى حل شامل سريع للأزمة لا سيما ونحن مقبلون على شهر رمضان الكريم.
وقال: اننا "نستمر في حث الأطراف على تقديم التنازلات وتقديم مصلحة اليمن على كل ما عداها". وأشار ولد الشيخ إلى أن مشاورات الثلاثاء تضمنت ثلاث جلسات، كانت البداية مع وفد الحكومة اليمنية الذي استمع إلى عرض قدمه خبير من الأمم المتحدة عن الإجراءات التنفيذية التي اتخذتها دول خاضت نزاعات مشابهة وكيف تعاطت معها.

ونوه المبعوث الأممي إلى أن النقاش دار أيضا خلال نفس الجلسة، حول احتمالات مختلفة لخريطة الطريق للحل السلمي الشامل.

وقال إن الجلسة الثانية ركز فيها في حديثه مع وفد الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، على أهمية التوصل إلى "ركائز للحل الشامل" للأزمة في اليمن، وضرورة بلورة ضمانات لتنفيذ الحلول والمقترحات التي يتم التوصل إليها في الكويت.
 
وفي الجلسة الثالثة، "أكد ممثلو الأطراف في لجنة الأسرى والمعتقلين التزامهم بتقديم الإفادات الأولية اليوم حول الأسماء التي وردت في الكشوفات التي تم تبادلها فيما يتعلق بالإفراج عن مجموعة من المحتجزين قبل حلول شهر رمضان المبارك، واتفق الأطراف على الاستمرار في تقديم الإفادات خلال المرحلة المقبلة"، وفقا للبيان.
 
وذكر البيان، أن "لجنة المعتقلين، استكملت نقاشها حول مسودة اتفاق المبادئ المطروح لحل القضية على المدى المتوسط والطويل".

أما رئيس الوفد الحكومي عبد الملك المخلافي، فقال من جهته، إن مشاورات السلام لا تزال تدور حول انسحاب المليشيا من المدن وتسليم السلاح، وما عدا ذلك "محض خيال".

وذكر رئيس الوفد الحكومي، في سلسلة تغريدات على موقع "تويتر" أمس، أن "تسريب اتفاقات لم يتم طرحها أو مناقشتها من قريب أو بعيد، يعد هروبًا من الوصول إلى اتفاق حقيقي، إلى ميدان المغالطة والوهم".

وقال، "المشاورات لا تزال تدور حول الانسحابات وتسليم السلاح وتخلي الانقلابيين (الحوثيين وقوات صالح) عن موسسات الدولة، بما في ذلك حل ما يسمى اللجان الثورية، عدا ذلك محض خيال".

وأكد المسؤول اليمني، أن الضمانات التي حصل عليها الوفد الحكومي من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، "تجعل أي تخيل لاتفاق بعيد عن المرجعيات والتأكيد على الشرعية مجرد أحلام يقظة".

وأشار المخلافي، إلى أن ماتم التوصل إليه مع الأمم المتحدة بشان الانسحاب وتسليم السلاح، يشكل "أرضية صلبة لاتفاق سلام حقيقي"، متهما الحوثيون وحزب الرئيس السابق "بالهروب إلى الشائعات".