المعارك في الحديدة تصل لأعلى مستوياتها

وصل المبعوث الأممي ، إلى العاصمة صنعاء، شمال اليمن ، للقاء قيادات جماعة الحوثيين، تتواصل المواجهات والمعارك ، بين القوات الحكومية، مدعومة بالتحالف العربي الذي تقوده السعودية، منذ مطلع العام 2015، لدعم الشرعية، في اليمن، من جهة,  ومسلحي جماعة الحوثيين الانقلابية، من جهة أخرى، في محافظة الحديدة غرب البلاد. 

وكان على الرغم من إعلان التحالف العربي، والإمارات العربية  المتحدة ، وقفًا مؤقتًا، للعمليات العسكرية ، في المحافظة ليعطي المبعوث الأممي لدى اليمن مارتن غريفيث ، فرصة أخيرة لإقناع الحوثيين ، بالانسحاب من المدينة ومينائها الاستراتيجي ، إلا أن المعارك تجددت بعد ساعات من الإعلان. 

و قالت  مصادر ميدانية إن مليشيات الحوثي،  شنت هجومًا على مواقع الجيش اليمني، في مديرية الدريهمي  جنوب محافظة الحديدة، غرب البلاد. 

وأضافت المصادر لـ" اليمن اليوم" أن قوات الجيش صدت الهجوم، مشيرة أن الاشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، وتطور المواجهات لتشمل عدة مناطق من بينها " مناطق الحامدية ومزارع السيف والحائط والقازة , وهي مناطق يتمركز فيها الحوثيون وبقوة , وفيها يخزن الحوثيين العديد من أسلحتهم الثقيلة .

وقالت مصادر محلية ل العرب اليوم إن مليشيات الحوثي زرعت مئات الألغام في مناطق عدة وبشكل كبير جدًا , وشوهدت دينات عدة " سيارات نقل" وهي تحمل كميات كبيرة من الألغام متعددة الاشكال وتوزيعها على العديد من مناطق تواجد الحوثيين لزرعها في الأماكن التي يتوقعون تقدم القوات الحكومية ،منها.

وأوضحت المصادر أن  مليشيا  الحوثي تواصل أعمالها العبثية  داخل مدينة الحديدة وضواحيها وتستمر في تقطيع أوصال المدينة بالخنادق  والسواتر التربية والإسمنتية  وزراعة الألغام ونصب المدافع في الاحياء السكنية.

  وأوضحت أن جماعة الحوثيين ترغم طالب المدارس والجامعات ودور الأيتام على الالتحاق بالجبهات، ودفع الإتاوات علي كل من لا يستطيع الالتحاق بجبهة القتال.

ولقي العشرات من مسلحي جماعة الحوثيين  حتفهم ، في الساحل الغربي  بغارة جوية لمقاتلات التحالف العربي،  وشنت مقاتلات التحالف العربي غارة جوية  استهدفت مقرًا لمليشيا الحوثي في مركز مديرية زبيد أثناء اجتماع للعديد من القيادات الميدانية التابعة لها قدمت من مختلف مناطق الساحل الغربي، ما اسفر عن مقتل وإصابة العشرات منهم ومن مرافقيهم الذين قدموا معهم وكانوا متجمعين في المكان المستهدف.

وتشن قوات الجيش اليمني في ( الوية العمالقة ، والمقاومة الوطنية، وحراس الجمهورية ،عملية عسكرية تمكنت خلالها من تطهير العديد من المواقع العسكرية وباتت تقترب من مركز التحيتا وسط تقدمها الميداني على مشارف زبيد، بمحافظة الحديدة. 

و قال  المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي إن التحالف العربي أعلن وقفًا مؤقتَا لعملياته العسكرية في الحديدة في اليمن بهدف إعطاء الفرصة للمبعوث الأممي مارتن غريفيث الذي تحدث عن جهود كبيرة يقوم بها لإقناع الحوثيين بالانسحاب من ميناء الحديدة والمدينة. واكد ان موقف الحكومة الشرعية يقف مع انسحاب الحوثيين من مدينة الحديدة والميناء لتجنيب المدينة ويلات الحرب. 

 وأوضح بادي أن غريفيث تلقى وعودًا من الحوثيين بالانسحاب ولكننا نشكك في جدية الوعود لأن تاريخ الحوثيين في الوعود مع المبعوثين الأمميين السابقين سواء إسماعيل ولد الشيخ أو جمال بن عمر كلها كاذبة ولم ينفذ منها شيء. وقال بادي، نحن نريد أن نوضح للعالم أكثر أن هذه الحركة إرهابية غير صادقة وثقافتها وإستراتيجيتها تقوم على العنف والسلاح، ولكننا سننتظر ماذا سيفعل المبعوث الأممي غريفيث خاصة خلال محادثاته في صنعاء مع الحوثيين، مشيراً إلى أن غريفيث أكد أنه سيقنع الحوثيين بالانسحاب من الحديدة. 

 ولم يدلي المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، الذي وصل ظهر  الإثنين، العاصمة صنعاء، للقاء جماعة الحوثيين ،  بأي تصريحات منذ وصوله، حول نتائج الزيارة مع جماعة الحوثيين ، فيما تتواصل المواجهات والمعارك في محافظة الحديدة غربي البلاد. 

زيارة غيريفت جائت لوقف العمليات العسكرية ، بمدينة الحديدة، والعودة للمفاوضات المباشرة خلال الاسابيع القادمة، 

وجاءت الزيارة لاقناع الحوثيين بتسليم المدينة ، وتحويل الحديدة، إلى طريق يفضي إلى مشاورات شاملة بين اطراف الصراع.

وجدد مجلس النواب اليمني، التأكيد على موقفه، الداعم للشرعية والتحالف العربي ، لاستعادة الدولة، باعتباره حقًا أصيلًا للحكومة اليمنية وحق للتحالف العربي باعتبار وحدة الأمن القومي لمنطقة الخليج والأمة العربية.

وطالب أعضاء المجلس في لقاء تشاوري الضغط على مليشيا الحوثي للعودة إلى طاولة المفاوضات ، واعتبر اللقاء أن الدعوة إلى إيقاف معركة استعادة الحديدة هو عبث باستراتيجية الحرب على طريق السلام واستهتار بتضحيات الشهداء الذين قضوا على طريق تحقيق هذا الهدف في معارك الساحل منذ انطلاقها.وطالب اللقاء الرئيس هادي، والحكومة الشرعية ودول التحالف باستكمال معركة الحديدة حتى تحقيق كامل أهدافها وعندها قد يكون هذا الإنجاز كفيلاً بدفع الانقلاب لاستعادة رشده والانصياع لمنطق الحوار والسلام.

وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اليمني، محمد جميح أن هناك كثيراً من المنظمات التي سعت بشكل واضح إلى تسييس ملف حقوق الإنسان، من أجل إبقاء الحوثي، وايقاف تقدم القوات الشرعية، نحو المدينة. وأضاف في تصريح صحافي، أن " الحكومة اليمنية والتحالف العربي عرضوا  على الأمم المتحدة أخذ ميناء الحديدة وإدارته بواسطة الأمم المتحدة، من أجل حقن الدماء، ورفضت كل هذه الحلول من قبل الحوثيين».

وأكد أن استعادة الحديدة تجيء من أجل مصلحة المدنيين في الحديدة واليمن بأكمله، وأنه لا ينبغي أن يُتخذ المدنيون دروعاً بشرية، كما تفعل الميليشيا، وتحرير الحديدة سيساعد على انسياب المواد الإغاثية والإنسانية، وعلى انسياب المواد والسلع التجارية، ولن تعود هناك حاجة لتفتيش السفن الذاهبة إلى الحديدة والخارجة منها.

و قال المتحدث الرسمي باسم التحالف العربي، العقيد تركي المالكي، إن جماعة الحوثي ، غير جادة بالتفاوض وهمها كسب الوقت، مؤكدا ان الحوثيين، هم من عطّل العملية السياسية في اليمن ولا توجد جدية ميدانية من مليشيات الحوثي للانصياع للشرعية. موضحًا ، إن عمليات التحالف تهدف للضغط على الجماعة لتعود إلى طاولة المفاوضات.
وأشار أن الحوثيين يقومون بتجنيد الأطفال في اليمن من سن الثامنة ويعملون على عرقلة وصول السفن إلى ميناء الحديدة.
 وقال تركي إن العمليات العسكرية تستمر لفك الجمود وتليين الحوثيين كجماعة انقلابية. 

و قال مستشار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، عبدالعزيز جباري، معلقا على  ايقاف العمليات العسكرية بمحافظة الحديدة قال "  يغالط نفسه من يعتقد أن الحوثي سينسحب سلميا من الحديدة أو غيرها ، مضيفا "هذه الجماعة لا تؤمن بالسلام إطلاقا  للأسف الشديد".