دمشق ـ نور خوام
قُتِل رجل ومواطنة، جراء انفجار ألغام بهما في مدينة الرقة، حيث تم نشر في أواخر تشرين الأول / أكتوبر الماضي، من العام الجاري 2017، أن فرق إزالة ألغام تابعة لقوات سورية الديمقراطية وفرق تابعة للتحالف الدولي ولجهات غربية، أوقفت عملها مؤقتاً في المدينة، وذلك بعد إصابة عناصر أجانب من فرق هندسة الألغام، وفقدان عناصر آخرين لحياتهم، جراء انفجار الألغام بهم.
وأوضحت المصادر للمرصد، أن توقف عملية إزالة الألغام مرده هو البحث عن آلية مختلفة لإزالة الألغام، بشكل لا يوقع خسائر بشرية في صفوف عناصر فرق إزالة الألغام بمدينة الرقة، إذ تشهد المدينة دماراً وصل لأكثر من 80% من مساحة المدينة، التي شهدت قتالاً ومعارك عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية والتحالف الدولي من جهة، وتنظيم “داعش” من جانب آخر، استمرت منذ الـ 6 من حزيران / يونيو الفائت من العام الجاري 2017، وحتى الـ 17 من تشرين الأول / أكتوبر من العام ذاته، تاريخ خروج آخر دفعة من عناصر تنظيم “داعش” من مكان تحصنهم داخل المدينة، كما كان التنظيم قام بعملية زرع ألغام بشكل مكثف في المدينة وأطرافها.
واستهدفت الفصائل بعدة قذائف وبالرشاشات الثقيلة مواقع لالقوات الحكومية السورية في المحاور الغربية لمدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، ومعلومات عن استهدافها آلية لالقوات الحكومية السورية ما أدى لإعطابها.
واستشهد شخصان اثنان جراء قصف صاروخي من قبل القوات الحكومية السورية استهدف أماكن في بلدة كفرشمس بريف درعا الشمالي، فيما دارت اشتباكات على محاور في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، بين الفصائل المقاتلة والإسلامية من طرف، و”جيش خالد بن الوليد” المبايع لتنظيم “داعش”، دون معلومات عن خسائر بشرية.
وتواصل الطائرات الحربية قصفها المكثف على مناطق في الريف الشمالي، حيث استهدفت بضربات مكثفة أماكن في بلدات وقرى اللطامنة وكفرزيتا ومحيط الزلاقيات زلين وأماكن أخرى بالمنطقة، وسط قصف صاروخي عنيف ومتواصل استهدف المناطق أنفة الذكر، وسط هدوء يسود محاور القتال عقب استعادة النظام جميع المواقع التي خسرتها لصالح الفصائل الإسلامية والمقاتلة، والتي خلفت خسائر بشرية بين طرفي القتال، حيث قضى 6 على الأقل من الفصائل المقاتلة والإسلامية، بينهم عنصران اثنان من جنسيات آسيوية، فيما قتل وأصيب عدة عناصر من القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها.
مصادر موثوقة أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن صلاح الدين الشيشاني، القيادي الشيشاني، هو واحد ممن قضوا اليوم في غارات جوية استهدفت الريف الحموي الشمالي، إذ شارك المقاتلون المنضوون تحت لواء جيشه، إلى جانب جيش العزة، وكان هذا أول يوم يشاركون فيه في معارك ضد القوات الحكومية السورية في الريف الحموي، وكانت أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري في الـ 7 من أكتوبر / تشرين الأول الفائت، أن صلاح الدين الشيشاني “أمير جيش العسر”، لا يزال على قيد الحياة، ولم يتعرض لأية إصابات من غارات الطائرات الحربية على إدلب، ونفت المصادر الادعاءات الروسية بقتله، مؤكدة أن الشيشاني لا يزال متواجداً في صفوف جيشه الذي أعلن عنه في وقت سابق قبل أشهر، بعد أن كان قائداً لجيش المهاجرين والأنصار، حيث كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في منتصف شهر تشرين الثاني / نوفمبر من العام 2014، أن جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وجيش المهاجرين والأنصار وفصائل إسلامية مقربة منهما، عقدوا اجتماعاً اتفقوا فيه على إرسال صلاح الدين الشيشاني، قائد جيش المهاجرين والأنصار إلى مدينة الرقة، للتباحث مع قياديين في تنظيم “داعش”، من أجل الوصول إلى صيغة “لوقف إطلاق النار” بين التنظيم وهذه الفصائل، للتفرغ “لقتال النظام النصيري، كلُّ في جبهاته، بشرط عدم استخدام تنظيم “داعش”، أو الفصائل الإسلامية الأخرى للأراضي التي يسيطر عليها الطرف الآخر”، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان من المصادر ذاتها حينها، أن قائد جيش المهاجرين والأنصار، اجتمع مع أحد مساعدي “وزير الحرب في داعش”، حيث أبلغه الأخير برفض تنظيم “داعش” لهذا الطلب، معللاً ذلك بأن “بعض هذه الفصائل موالية للغرب – ولو كانوا مسلمين- فقد قاتلوا داعش إرضاء للغرب”، كما طلب “مساعد وزير الحرب في داعش” من قائد جيش المهاجرين والأنصار، مبايعة “الخليفة أبي بكر البغدادي”، إلا أن الأخير رفض قائلاً: “في عنقي بيعة لأمير إمارة القوقاز ولا أستطيع خلعها”، حيث فشل الطرفان بالتوصل إلى اتفاق في هذه الجولة من المباحثات، وعاد قائد جيش المهاجرين والأنصار، لجبهات القتال مع النظام في حلب.
وكان المرصد السوري نشر الأحد، أنه تراجعت وتيرة القتال في الريف الحموي الشمالي، بين الفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة، والقوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان معاودة القوات الحكومية السورية السيطرة على قرية الزلاقيات والحواجز التي خسرتها في الهجوم الذي نفذته الفصائل عند ظهر اليوم الأحد الـ 17 من كانون الأول / ديسمبر من العام الجاري 2017، وتمكنت خلاله من السيطرة على حواجز لالقوات الحكومية السورية وعلى قرية الزلاقيات، والاستيلاء على أسلحة وذخيرة وأسر نحو 5 عناصر من القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها، كما ترافقت عملية استعادة السيطرة هذه مع غارات مكثفة من الطائرات الحربية والمروحية، والتي استهدفت اللطامنة وكفرزيتا ومورك والزلاقيات ومحيط زلين وتل عاس وخان شيخون بأكثر من 60 غارة، تسببت في دمار كبير وباستشهاد 10 أطفال ومواطنات وإصابة آخرين بجراح وحروق، نتيجة اندلاع نيران وتشظي القنابل الملقاة على خان شيخون في السماء خلال قصفها وتحولها إلى كتل نارية، كما ترافقت الاشتباكات خلال الساعات الفائتة، مع عمليات قصف عنيف ومكثف من القوات الحكومية السورية على المنطقة، فيما قضى نحو 5 مقاتلين من الفصائل، ومعلومات مؤكدة عن قتلى وجرحى في صفوف القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها.
وكانت رجحت مصادر للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن الهجوم بهدف تحقيق تقدم وتثبيت السيطرة فيه، بغية إشغال النظام وإيقاف تقدمه في الريف الحموي الشمالي الشرقي وريف إدلب الجنوبي الشرقي، بعد سيطرة القوات الحكومية السورية على عشرات القرى والمناطق في الريفين الأخيرين، وهي الهوية، تلة السيريتل، الشطيب، أم تريكية، رجم الأحمر، الظافرية، البليل، أم خزيم، الشحاطية، المستريحة، جب أبيض، رسم أبو ميال، رسم الصوان، رسم الصاوي، رسم الأحمر، رسم التينة، أبو لفة، المشيرفة، جويعد، حسرات، خربة الرهجان، حسناوي، مويلح شمالي، قصر علي، قصر شاوي، تل محصر، الربيعة، دوما، ربدة، الحزم، عرفة، مريجب الجملان، الخفية، شم الهوى، الرحراحة، سرحا، أبو الغر وبغيديد
ولا يزال القتال مستمراً بعنف بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام من جانب آخر، على محاور في الريف الجنوبي لحلب، حيث تحاول القوات الحكومية السورية التقدم مع حلفائها في المنطقة، والسيطرة على مزيد من المناطق لتحقيق هدفها في الوصول إلى ريف إدلب الشرقي والسيطرة على مطار أبو الضهور العسكري.
وكان نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر، الأربعاء أنه استكملت عملية القوات الحكومية السورية وحلفائها العسكرية، أسبوعها السادس على التوالي، منذ بدءها في الثاني من تشرين الثاني / نوفمبر الجاري من العام 2017، والتي تهدف من خلالها القوات الحكومية السورية تحقيق تقدم والدخول إلى الريف الشرقي من محافظة إدلب، والوصول إلى مطار أبو الضهور العسكري، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية السورية المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام من جانب آخر، كما أن الاشتباكات العنيفة ترافقت مع عمليات قصف مكثف من قبل القوات الحكومية السورية بالقذائف المدفعية والصاروخية، وسط استهدافات متبادلة على محاور القتال بين الطرفين، حيث تمكنت القوات الحكومية السورية من السيطرة على قرية وتلة موسعة نطاق سيطرتها، وسط هجمات معاكسة من قبل الفصائل في محاولة لاستعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها في ريف حلب الجنوبي، وتزامن الهجوم مع عمليات قصف جوي مكثفة طالت مناطق في ريف حلب الجنوبي