عناصر الحوثيين

أعلنت قوات الحوثيين سيطرتها الكاملة على مديرية عتمة غربي ذمار، بعد مواجهات عنيفة مع القبائل استمرت نحو أسبوعين، وذكر مصدر مقرّب من الشيخ عبد الوهاب معوضة، الذي قرّر مواجهة الحوثيين، أن الشيخ يتواجد في مكان آمن، دون الإفصاح إذا ما كان داخل أو خارج المديرية.

وأفرجت قبائل عتمة عن 15 أسيرًا من القوّات الحوثيّة، وشهدت المديرية مواجهات عنيفة بين القبائل ومليشيات "الحوثي"، منذ أكثر من أسبوعين، بعد قيام مليشيات "الحوثي" باستحداث نقاط أمنية، واختطاف المدنيين من أبناء المنطقة، وذلك بعد رفض البرلماني والشيخ البارز، عبدالوهاب معوضة، عمليات الاختطاف، الأمر الذي دفعهم إلى اعتقال ابن البرلماني، معوضة، وبعض أقاربه في صنعاء، وتسبّب هذا العمل في اندلاع مواجهات متواصلة بين الطرفين.

واشتبكت قبائل عتمة مع الحوثيين قبل أكثر من عام حينما حاولت فرض سلطة الأمر الواقع في المديرية وهو ما قوبل برفض أبناء المديرية التي اختارت رفع السلاح، وصمدت في وجه الآلة العسكرية للحوثيين، لتفرض فيما بعد اتفاق يقضي بإخراج جميع المليشيات منها، مع بقاء أبنائها ممن اختاروا موالاة الحوثيين آمنًا على نفسه وماله.

وتقع عتمة على بعد مركز محافظة ذمار بنحو 55 كم، غرباً وتبلغ مساحتها 441 كم²،ويصل عدد سكانها إلى نحو 195249 نسمة، ويرى الباحث اليمني في شؤون القبائل محمد الانسي، بأن معارك عتمة اخذت طابع سياسي حيث ظهر الشيخ معوضة على أنه قائد مقاومة موالية للرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي وتدخّل الطيران لدعمه بينما بالأصح هو صاحب حق قبلي والحوثيين نقضوا اتفاق سابق بينهم وبينه .

وأكد الانسي بأن الشيخ معوضة حين ظهر بمظهر مقاومة أدى ذلك إلى انحسار الدعم القبلي له من القبائل المجاورة التي دعمته في المرة السابقة حين ظهر بمظهره القبلي وفرضت على الحوثيين الاتفاق السابق الذي مضى عليه أكثر من عام، معتبرًا محافظة ذمار معقلاً رئيسيًا للحوثيين والرئيس اليمني السابق على صالح حيث وأن أكبر قبائل المحافظة تواليهم، بينما تتواجد الكثير من الأسر الهاشمية التي تنحدر من سلالة الحوثي وتواليه إضافة لكون ذمار من المحافظات التي تقدم الآلاف لجبهات القتال دعماً لقوات الحوثيين وصالح، ولافتاً إلى أن القبائل كانت تضغط لصالح عتمة لكن ظهور معوضة كقائد جبهة موالية للرئيس هادي تسبّب بتراجع الضغط القبلي على الحوثيين.

وبيّن الأنسي أن ظهور معوضة كقائد معركة سياسية أدى إلى تراجع دعم قبيلته ذاتها له كون المعركة انحرفت عن مسارها الذي يدافع عن شرف وعرف قبلي واتفاق سابق إلى معركة سياسية، موضحًا أن عتمة تملك موقعًا استراتيجيًا مطلًا على خطوط امدادات الحوثيين وكان من الصعب إيقاف معركتهم بعد اخذها الطابع السياسي والتأثير القبلي القادر على وقف الحوثيين تراجع وأصبحت القبائل ترى بأنها معركة سياسية، مؤكداً بأن الشيخ معوضة رفض بنود حلول قبلية كان من شانها وقف المعارك وظل سقف مطالبة كبير وأكبر من حجمة العسكري.