طرابلس ـ فاطمة سعداوي
دعت المحكمة الجنائية الدولية الأربعاء، إلى "الاعتقال الفوري" لسيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بعد أن أفادت الأنباء انه تم الأفراج عنه من قبل ميليشيات في ليبيا بعد خمس سنوات من الحبس. وقالت المدعية العام للمحكمة فاتو بنسودة إن "مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية التي تتخذ من لاهاي مقرًا لها ضد سيف الإسلام القذافي في عام 2011 "ما زالت صحيحة، بغض النظر عن أي قانون عفو مزعوم في ليبيا". وطالبت فاتو السلطات الليبية وجميع الدول الأخرى، بأن تقوم فورا باعتقال سيف الإسلام وتسليمه إلى المحكمة".
وكان سيف الإسلام اتهم بالقتل والاضطهاد لدوره المزعوم في قمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عام 2011. وقال الأشخاص الذين القوا القبض عليه في السابق انه تم الأفراج عنه كجزء من عفو صدر عن البرلمان الليبي في المنطقة الشرقية للبلاد. ولا يزال مطلوبًا من قبل محكمة طرابلس لاتهمه عام 2015. واحتُجز في الزنتان منذ اعتقاله في تشرين الثاني / نوفمبر 2011، بعد أيام قليلة من مقتل والده في انتفاضة مدعومة من حلف شمال الأطلسي ضد حكمه الذي استمر لعقود أربعة.
وقيل ان مجموعة من الميليشيات التي تسيطر على بلدة الزنتان في غرب ليبيا، أفرجت يوم الجمعة الماضي عن سيف الإسلام الابن الثاني ووريث "الدكتاتور" الليبي المخلوع. وقالت الجماعة التي كانت قد احتجزت سيف الإسلام منذ أكثر من خمس سنوات، انه اطلق سراحه بموجب قانون العفو الذي أصدره البرلمان في شرق البلاد خلال شهر رمضان.
إلا أن مكتب النائب العام في طرابلس الذي تتواجد فيه إدارة منافسه تدعمها الامم المتحدة، قال إن العفو لا يمكن إن ينطبق على سيف الإسلام بسبب خطورة جرائمه. وقال النائب العام في طرابلس إبراهيم مسعود علي: "بعد أن حكم عليه غيابيا في 28 يوليو/ تموز 2015 فإنه يتعين على سيف الإسلام المثول أمام المحكمة"
ولم يكن هناك تأكيد مستقل على إطلاق سراح سيف الإسلام، الأمر الذي قد يؤدي الى المزيد من عدم الاستقرار في بلد تتعرض للانقسامات والعنف.
وقد أثارت ماتيا توالدو، زميلة السياسة العليا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، شكوكًا حول "تحرير" سيف الإسلام. وقالت: "هذه هي المرة الرابعة في خلال عام تتردد فيه أخبار تحرير سيف الإسلام. ولا يوجد هناك دليل مرئي على تحريره". وذكرت توالدو أن الأشخاص المقربين من سيف الإسلام أقاموا مكاتب في عواصم اجنبيه عديدة. وأضافت: "كان هدفه الأول (إذا كان قد أطلق سراحه بالفعل) هو حشد جميع الموالين للنظام والقوى العشائرية حوله".
يذكر أن محاميه قد أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن سيف الإسلام يقول انه يريد إحلال السلام إلى هذا البلد الذي مزقته الحرب.