معارك قضائية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره السابق ستيف بانون

باشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب معركة قضائية ضد مستشاره السابق ستيف بانون بعد إعداد الأخير كتاباً يحوي تسريبات “ساخنة” عن الرئيس وعائلته يصدر الأسبوع المقبل. وعلى وقع التسريبات والفضائح، فرض البيت الأبيض، حظراً على استخدام أجهزة الخليوي الشخصية لموظفيه وزواره في الجناح الغربي، وتفاعلت في واشنطن تسريبات كتاب “نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض” للمؤلف مايكل وولف والمتوقع نشره الثلاثاء. ويحتوي الكتاب تفاصيل حول لقاء بين نجل ترامب، دونالد جونيور وصهره جاريد كوشنير ومحامية روسية، خلال الحملة الانتخابية عام 2016. ووصف بانون الاجتماع بأنه “خيانة” و “غير وطني”. كما استعرض خفايا حملة ترامب وسعيه إلى صفقات تجارية كان كوشنير وسيطاً فيها، في حال خسارة الانتخابات كما توقع معظم أركان الفريق.

ونفى البيت الأبيض هذه التفاصيل، واعتبرها “سخيفة وكاذبة”، وبدأ فريق ترامب القانوني ملاحقة قضائية ضد ناشر الكتاب هنري هولت لمنع صدوره، كما طاولت الملاحقة بانون والكاتب وولف. ووجه فريق ترامب رسائل إلى هؤلاء تدعوهم إلى وقف النشر وتتهم بانون بانتهاك اتفاق عدم الكشف عن معلومات بعدما تحدث إلى وولف، وتأمره بالكف عن ذلك، كما أفادت تقارير، وفي رسالة إلى بانون نقلتها وسائل إعلام أميركية، كتب المحامي تشارلز هاردر: “انتهكتم الاتفاق باتصالكم، من بين أشياء أخرى، بالمؤلف مايكل وولف في شأن ترامب وأفراد أسرته” وحملته الرئاسية، إضافة إلى ذلك أتهمت الرسالة بانون بـ “الكشف عن معلومات سرية والإدلاء بتصريحات تنطوي على ذم وفي بعض الحالات تشهير صريح بحق ترامب وأفراد أسرته”، كما نُقل عن بانون الذي غادر البيت الأبيض في آب (أغسطس) الماضي، قوله إن التحقيق الذي يجريه المستشار الخاص روبرت مولر في قضية التدخل الروسي في انتخابات 2016، سيركز على غسل الأموال. وسارع ترامب إلى الهجوم على بانون قائلاً: “لا علاقة له بي أو برئاستي، عندما أُقيل لم يفقد وظيفته فحسب بل فقد عقله كذلك”.

وكان بانون من الشخصيات الأقرب إلى ترامب منذ إعلان ترشيحه في صيف 2015، وساعد في تجييش القاعدة اليمينية الشعبوية من موقعه كمدير لموقع “بريتبارت” اليميني. وانتقل لإدارة الحملة في صيف 2016، قبل أن يعين كبيراً للاستراتيجيين إثر فوز ترامب. الا أن خلافات بانون مع مسؤولين في البيت الأبيض خصوصاً مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر ومدير الفريق جون كيلي، أدت إلى طرده. واستمرت الاتصالات الهاتفية بينه وبين ترامب وكان آخرها في بداية كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وقد تؤذي معركة ترامب وبانون الجمهوريين في الانتخابات النصفية كونها تعمّق الشرخ بين المؤسسة المعتدلة والقاعدة المحافظة التي يمثلها بانون، وفي إجراءات لمنع أي تسريبات من البيت الأبيض، قالت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز أنه اعتباراً من الاسبوع المقبل، سيُمنع الموظفون والضيوف في البيت الأبيض من استخدام الهواتف المحمولة في الجناح الغربي، وقالت ساندرز في بيان إن “أمن وسلامة أنظمة تكنولوجيا المعلومات هو أولوية قصوى لإدارة البيت الأبيض، لذلك بدءا من الأسبوع المقبل سيتم منع استخدام الأجهزة الشخصية لكل من الضيوف والموظفين المتواجدين في الجناح الغربي”.