الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

اتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الولايات المتحدة بشن حرب اقتصادية على تركيا مما أدى إلى تراجع العملة، وجاء التحذير بعد أن صعد نظيره الأميركي، دونالد ترامب، الإجراءات ضده من خلال مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات المعادن والحديد.

وفي حديثه في مقاطعة ريزي شمال شرق البلاد، قال أردوغان إن الدولارات واليورو والذهب أصبحت الآن "الرصاصات والمدافع وصواريخ الحرب الاقتصادية التي تشن ضد بلدنا"، وكان أردوغان قد حذر في وقت سابق من أن تركيا ستبحث عن أصدقاء وحلفاء جدد، إذا لم تتخلى واشنطن عن الفكرة الخاطئة القائلة بأن "علاقتنا يمكن أن تكون غير متناسقة".

ووعد أنصاره أن تتخذ تركيا الاحتياطات اللازمة لحماية اقتصادها، لكنه أضاف، "أهم شيء هو كسر أيدي من أطلق هذه الأسلحة".

تراجع العملة بسبب المخاوف بشأن السياسات الاقتصادية

وضربت تركيا موجة من الصدمات المالية هذا الأسبوع، حيث تراجعت عملتها بسبب المخاوف بشأن السياسات الاقتصادية للحكومة والنزاع التجاري مع الولايات المتحدة، وقد تراجعت الليرة بنسبة 14%، الجمعة، وهو تحرك ضخم لعملة من شأنها أن تجعل السكان الأتراك أكثر فقرًا وتزيد من ثقة المستثمرين الدوليين في البلاد، كما أن انخفاض العملة مؤلم بشكل خاص بالنسبة لتركيا لأنها تمول الكثير من نموها الاقتصادي من خلال الأموال الأجنبية.

انخفاض العملة التركية بنسبة 41%

إن انخفاض العملة التركية بنسبة 41% حتى الآن هذا العام، هو مقياس للخوف من بلد يقترب  من الديون المرتفعة، والقلق الدولي من دفع أردوغان لحشد السلطة، وتوتر في العلاقات مع الحلفاء مثل الولايات المتحدة.

أردوغان ينتقد التوترات مع الولايات المتحدة

في مقالة نشرت في صحيفة "نيويورك تايمز"، الجمعة، انتقد أردوغان التوترات مع الولايات المتحدة، قائلًا، إن "الفشل في عكس هذا الاتجاه الأحادي وعدم الاحترام سيتطلب منا البدء في البحث عن أصدقاء وحلفاء جدد".

أردوغان يجري اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الروسي

وقالت تركيا في وقت لاحق إن أردوغان أجرى اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لمناقشة العلاقات الاقتصادية، ولم تكشف عن تفاصيل، لكن الخطوة تشير إلى أن تركيا قد تنجذب أكثر من حلفائها في حلف الناتو نحو التعاون مع روسيا، التي وصلت علاقاتها مع الغرب إلى أدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة، ومن بين هذه القضايا، ألقت تركيا القبض على راعي أميركي وحكمت عليه بتهمة التجسس والاتهامات المتعلقة بالإرهاب المرتبطة بمحاولة انقلاب فاشلة في البلاد قبل عامين.

 

وردت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على تركيا وتهديدها، وعقدت الأطراف محادثات في واشنطن هذا الأسبوع لكنها فشلت في حل الخلاف.

ترامب يعلق

وغرد ترامب عبر "تويتر"، قائلًا "العلاقات مع تركيا ليست جيدة في هذا الوقت"، وتعد الولايات المتحدة أكبر وجهة لصادرات الصلب التركي، حيث تبلغ نسبة صادرات تركيا من النفط 11٪.

وتفاقمت مخاوف تركيا بسبب مخاوف المستثمرين بشأن السياسات الاقتصادية لأردوغان، الذي فاز بفترة رئاسة جديدة في يونيو /حزيران بسلطات جديدة شاملة.

أردوغان يمارس ضغوطًا على البنك المركزي التركي

ويمارس أردوغان ضغوطًا على البنك المركزي التركي لعدم رفع أسعار الفائدة من أجل الاستمرار في تغذية النمو الاقتصادي، ويدعي أن المعدلات الأعلى تؤدي إلى ارتفاع التضخم،  وهو عكس ما تقوله النظرية الاقتصادية القياسية.

ويقول محللون مستقلون إن على البنك المركزي أن يرفع أسعار الفائدة بدلًا من ذلك لترويض التضخم ودعم العملة.