موسكو ـ ريتا مهنا
بدأت جهود مؤيدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لضمان فوزه في الانتخابات الرئاسية 2018، حيث تسعى حركة تسمى "متطوعون للنصر"، إلى جمع 300 ألف توقيع يحتاجها الرئيس ليتأهل إلى الانتخابات، وأعلن بوتين أنه سيخوض الانتخابات الرئاسية في بداية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ومن المتوقع أن يحتفظ بمنصبه لمدة 6 سنوات مقبلة، ومن شروط الانتخابات الروسية جمع توقيعات شخصية، على الأقل 300 ألف توقيع من مختلف أنحاء البلاد، لخوض الانتخابات.
وتدعم حركة "متطوعون للنصر" في موسكو، قدامى المحاربين والشخصيات البارزة في التاريخ الروسي، ولكن بحكم الأمر الواقع تدعم بوتين للفوز في 2018، وتجمع التوقيعات في العاصمة، أما في أقصى شرق روسيا، بدأ جمع التوقيعات في مدينة خاباروفسك، حيث يأمل داعمي الرئيس المشاركة في بقائه في الرئاسة، وتتخذ الحملة من محطات القطارات مقرًا لها لجمع التوقيعات، وذلك في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في 2014، ومن المقرر عقد الانتخابات الروسية في 18 مارس/ آذار، وصرح رئيس اللجنة المركزية لانتخابات أن عدد المسجلين لخوض الانتخابات وصل إلى 64، ولن تتمكن الغالبية العظمى من المرشحين جمع التوقيعات للترشح رسميًا إلى الانتخابات، ويترشح الرئيس بوتين للرئاسة كونه مستقل،
وبالتالي عليه جمع 300 ألف توقيع من كافة الأقاليم الروسية، ولكن المرشحين تبعا لأحزاب يحتاجون إلى جمع ثلث هذا الرقم، ومن بين المرشحين إلى الانتخابات، جورجي يافلينسكي، من حزب يابلوكو الليبرالي، وفلديمير زهيرينوفسكي، المرشح السابق لقيادة حزب روسيا الديموقراطية، والمعروف بقربه من رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب.
ووقعت العديد من الأحداث المثيرة في الحملة الانتخابية، إذ في نهاية ديسمبر/ كانون الأول، تم منع المحامي والناشط السياسي، أليكسي نافهالني، من خوض الانتخابات، على خلفية حكم قضائي صدر بحقه لأختلاس أموال، في حين ينفي نافهالي ذلك، ويعتبر أن القضية مبركة، ودعا إلى احتجاجات وطنية في 28 يناير/ كانون الثاني الجاري، ومقاطعة الانتخابات الرئاسة، مؤكدا أنه لن يعترف بنتيجة الانتخابات دون منافسة.
وتمكنت مذيعة التلفزيون، والسياسية الليبرالية كيسينيا سوباشك، من الحصول على قرار جمع التوقيعات، وربما الأمر الأكثر درامة في الحملة الانتخابية، هو غينادي زيزغانوف، القائد المخضرم للحزب الاشتراكي، والذي رفض ترشيحه إلى الرئاسة، وكان السيد زيزغانوف، قريبا من الفوز بالرئاسة في عام 1996، ولكنه انسحب في اللحظة الأخيرة. وحل محله المرشح الشعبوي بافيلودين، والذي أصبح الآن هدفا للكرملين.
وتشير استطلاعات الرأي كافة إلى أن الجولة الأولى ستشكل انتصارًا حاسمًا للسيد بوتين، ومن ثم سيتبعه شخصيات المعارضة الليبرالية الرئيسية، وأظهر المسح الأخير الذي قام به مركز أبحاث الرأي العام الروسي، أن بوتين ربما يفوز بنسبة 82%، وقد فاز في عام 2012، بنسبو 63.6%، بينما يتوقع العديد حصول السيد غروديني بنسبة 17.2%، ويعني الفوز لوكيل المخابرات الروسية السابق أنه حكم البلاد لمدة 24 عاما، بما في ذلك حين كان رئيسا للوزراء، وستبدأ الحملات الجادة في البلاد في نهاية يناير/ كانون الثاني، إذ التاريخ المحدد لتسليم التوقيعات.