طهران - مهدي موسوي
قدّمت إيران عرضًا عسكريًا كبيرًا، الثلاثاء، وظهر فيه صاروخًا أمام لافتة كُتب عليها "الموت لإسرائيل"، إضافة إلى عدد من الأسلحة الفتاكة الأخرى، وأقيم العرض في العاصمة طهران حيث شاركت قوات من جميع الوحدات للاحتفال بيوم الجيش الوطني في البلاد إلا أن بعض الأسلحة بدت كثيرًا مثل الصواريخ الكورية الشمالية التي وصفها النقاد بأنها وهمية، وألقى الرئيس حسن روحاني خطابًا أمام جمع من المسؤولين والقادة رفيعي المستوى، وشمل العرض عدة صواريخ ودبابات وعربات مدرّعة وبنادق ومركبات بدون طيار وطائرات مقاتلة وأنظمة رادار وأنظمة صواريخ للدفاع الجوي فضلًا عن جنود في أحدث معدات للتمويه.
وتستخدم مسيرات يوم الجيش الوطني للاحتفال بإنجازات الجيش الأخيرة، وعلى الرغم من أنها لا تشكّل أي تهديد على الدول الإقليمية، فقد أثار الصاروخ المخيف مع راية إسرائيل بعض التساؤلات، وأقيم الحفل بالقرب من ضريح المؤسس الراحل لجمهورية إيران الإسلامية الإمام الخميني وممثلين عن القوات البرية والقوات البحرية والقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي في المسيرة، وذكرت وكالة تسنيم للأنباء أن الحفل حضره كل من قائد الجيش اللواء عطا الله صالحي ورئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد حسين باقري ووزير الدفاع العميد حسين دهقان وقائد القوات البرية للجيش الجنرال كيومارس حيدري وقادة حرس الثورة الإسلامية "IRGC".
وتعد إيران وإسرائيل عدوّان مريران، وفي شباط/فبراير الماضي حثّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على اتباع نهج الإدارة الأميركية وفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب اختبار الصواريخ في وقت سابق من هذا العام، ويعارض نتانياهو بشدة الاتفاق الدولي لعام 2015 الذي فرض قيودًا على البرنامج النووي لطهران مقابل رفع العقوبات، ويعدّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ناقدًا للاتفاق الإيراني، وفرضت إدارته عقوبات على أكثر من 20 شركة وأفراد بعد أن اختبرت طهران صاروخًا باليستيًا في نهاية يناير/كانون الثاني، وأوضح نيتنياهو في تصريحات أدلى بها في بداية اجتماعه مع السيدة ماي أنه يرغب في أن تتبع دول أخرى نهج القيادة الأميركية، مضيفًا أنّه "تسعى إيران إلى القضاء على إسرائيل وتسعى إلى غزو الشرق الأوسط وتهدّد أوروبا والغرب والعالم، وتثير إيران الغضب تلو الأخر، ولهذا السبب ارحب بالعقوبات الجديدة التي فرضها الرئيس ترامب على إيران، وأعتقد أن الدول وبخاصة الدول المسؤولة يجب أن تحذو حذو الولايات المتحدة".
وينظر إلى إدارة ترامب باعتبارها متعاطفة مع المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي القضية التي تسببت في الخلاف بين نتنياهو والرئيس السابق باراك أوباما، ويزعم الفلسطينيون سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية والقدس الشرقية والتي استولت عليها في حرب الشرق الأوسط عام 1967 كجزء من دولة مستقبلية، ويقول الفلسطينيون أن المستوطنات التي يقطنها 600 ألف إسرائيلي تجعل من المستحيل على نحو مطرد تقسيم الأرض إلى دولتين وهو الاتجاه الذي يحظى بدعم دولي واسع.