النظام الصاروخي الروسي المتطور

تراقب إسرائيل بحذّر شديد اختبار إيران لمنظومة صواريخ أس 300 الدفاعية، وذلك عقب إعلان الأخيرة لنجاح الاختبارات، وأن المنظمة أصبحت قيد التشغيل. وأكد إبراهام ايشيل، قائد لواء جيش الدفاع الإسرائيلي السابق، "أن تكنولوجيا صواريخ أس300 لا يمكن تجاهلها، وأنه نظامًا متطورًا للدفاع الصاروخي، ولم يكن موجودًا من قبل، ويعد خطيرًا جدًا".

وأشار، في الوقت الذي يعد فيه نظام أس300، نظامًا قديمًا، فإن له قدرات رادار تستطيع كشف تكنولوجيا التخفي الموجودة في الطائرة المقاتلة  F-35، وأنه نظامًا جيدًا جدًا، ضد طائرات الجيل الثالث أو الرابع من طائرات التصدي، التي تشكل الغالبية العظمى من سلاح الجو الإسرائيلي.

وتم تسليم نظام الدفاع الصاروخي من روسيا في العام الماضي في صفقة قيمتها 800 مليون دولار، والتي توقفت في عام 2010، بسبب عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي منع مبيعات الأسلحة المتطورة إلى طهران. ورفعت القيود العام الماضي في أعقاب الاتفاق النووي بين الجمهورية الإسلامية والقوى العالمية الست في تموز/يوليو 2015. وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أعلنت موسكو أنها استكملت تسليم أنظمة صواريخ أرض-جو إلى إيران.

وكانت إسرائيل سعت منذ فترة طويلة إلى منع الصفقة، ولا تزال تشعر بالقلق من أن إيران لن تنتهك المعاهدة الدولية التي وقعت عليها مع القوى العالمية، بهدف منعها من تطوير أسلحتها النووية، وأن تل أبيب ينتابها قلق من أن منظومة الصواريخ أس 300 قد يكون لها تأثير على التفوق الجوي الإسرائيلي في المنطقة. وتلقى سلاح الجو الإسرائيلي طائرات  F-35، والتي سيعطي إسرائيل وفقا لما أشار له كبار المسؤولين الإسرائيليين، التفوق الجوي التام في المنطقة على مدى السنوات الـ 40 المقبلة. ومن المقرر أن تستلم إسرائيل سربين كاملين من تلك الطائرات بحلول عام 2022 تلك الطائرات قادرة على العمل في نقاط عميقة داخل أراضي العدو، من دون الكشف عنها بواسطة أجهزة الرادار، وكذلك تستطيع التهرب من أنظمة الدفاع الصاروخي المتقدم مثل أنظمة أس 300.

وشهدت المناورات الإيرانية التي أجريت، السبت، وأطلق عليها اسم "دماوند" اختبار نظام روسي الصنع ضد مجموعة متنوعة من الأهداف الجوية، بما في ذلك الصواريخ البالستية التي وفقًا لما أشار إليه العميد فرزاد اسماعيلي، قائد قاعدة خاتم الأنبياء، للدفاع الجوي، كانت "حطمًا" بواسطة صواريخ أس 300.

وفقا لوكالة تسنيم الإخبارية الإيرانية، شهدت المناورات اختبار الجيش الإيراني لنظام الحرب الإلكترونية، لالتقاط الأهداف في الظروف الصعبة، وقال إسماعيلي إن أس 300 نظام قاتل لأعدائنا، ويساعد على جعل سمائنا أكثر أمنا. وبثّ التلفزيون الحكومي الإيراني لقطات لإطلاق الصواريخ، قائلًا إن التدريبات جرت في المنطقة الصحراوية في بوسط ايران، من دون تفاصيل دقيقة حول الموقع.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية، أن الدولة الآن في خضم تطوير نسختها الخاصة من النظام  أس 300، نقلًا عن العميد اسماعيلي، الذي أضاف أن النسخة الإيرانية المسماه باور 373، ستضيف مزيدًا من التقدم من الناحية التكنولوجية على صواريخ أس 300، ومن المقرر أن يتم اختبارها في المستقبل القريب.  وقال أيشيل إن فكرة إيران في تطوير نظام دفاع صاروخي متطور خاص بها ليس أمرًا مثيرًا للدهشة، وأضاف أن الإيرانيين متطورين تكنولوجيا. في العقد أو العقدين الماضيين من الممكن أن نقول أنها طورت الكثير، وخاصة في مجال الصواريخ. وأضاف الجنرال المتقاعد، على الرغم من أن الأمر يتطلب بعض الوقت لتطوير هذا النظام المعقد، إلا أن الإيرانيين قادرون جدًا على تطوير نظام أكثر تقدمًا من أس 300.

ووفقا لايشيل، "إذا أردنا ضرب إيران، وأنا لا أقول أن نفعل ذلك، فنحن الآن بحاجة إلى أن نأخذ في الاعتبار أن إيران لديها الآن، نظامًا مضادًا للطائرات جيدًا للغاية". وجاءت أخبار نجاح الاختبار الإيراني للنظام وسط حالة من التوتر المتصاعد بين طهران وواشنطن. ورفض المرشد الأعلى الإيراني اية الله علي خامنئي دعوات من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف اختبار الصواريخ الباليستية في فبراير/شباط الماضي.

وحذّر مجتبى ذو النور، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية الإيراني، والمسؤول السابق في فيلق الحرس الثوري الإيراني، من أن الصواريخ الإيرانية من الممكن أن تضرب تل أبيب خلال أقل من سبع دقائق.