القوات الحكومية السورية

دارت معارك طاحنة بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جانب، وهيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني والفصائل المساندة لها من جانب آخر، حيث تتركز المعارك العنيفة بينهما في الأجزاء الجنوبية من داخل حرم مطار أبو الضهور العسكري والتي تمكنت القوات الحكومية السورية من السيطرة عليها قبل ساعات من الآن، بالتزامن مع قتال عنيف يدور في منطقة تل سلمو ومحيط المطار، وسط عمليات قصف مدفعي وصاروخي مكثف، وتمكنت هيئة تحرير الشام والفصائل المساندة لها خلال هجومها العنيف هذا، من قتل وأسر عشرات العناصر من القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها، وقتل 35 على الأقل من القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، وإصابة عدد آخر بجراح، فيما أسر 14 آخرين من قبل مقاتلي تحرير الشام والفصائل.

وتسعى هيئة تحرير الشام لاستعادة السيطرة على المناطق والمواقع التي خسرتها داخل حرم المطار وفي محيطه، فيما يترافق القتال مع عمليات قصف جوي مكثف من الطائرات الروسية والتابعة للنظام الحربية منها والمروحية، بالتزامن مع قصف واستهدافات مكثفة ومتبادلة بين مقاتلي وعناصر الطرفين، ومعلومات عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوفهما، وشهد ريف إدلب الشرقي اليوم عملية تقدم واسعة تمكنت خلالها القوات الحكومية السورية من السيطرة على 25 قرية والوصول إلى داخل حرم مطار أبو الضهور العسكري، وتمكنت من توسعة سيطرتها إلى 117 قرية على الأقل في ريف إدلب منذ بدء القوات الحكومية السورية تصعيد عمليتها العسكرية في الـ 25 من كانون الأول / ديسمبر من العام الفائت 2017، كما وسعت سيطرتها منذ الـ 22 من أكتوبر من العام 2017 والتي وصلت إلى 160 قرية وبلدة بريفي إدلب وحماة، وهي:: (( تل سلمو، زفر صغير، زفر كبير، الدبشية، رسم عابد، طلب، مرعايا، الحيصة، أم جرين، بياعية صغيرة، بياعية كبيرة، جب أبيض، البويدر، عقلة البويدر، رئيفة، عزيزة، رسم نياص، رأس العين، رسم الجحش، أم طماخ، رسم الخشوف، مبوس، رسم البرج، رسم الأحمر، رسم العين، الجابرية، خريبة، رسم الورد، حرملة، العوجة، تل العوجة، كراتين كبيرة، كراتين صغيرة، سروج، عادلية، وريدة، رسم حميدة، ربيعة، اسطبلات، الحردانة، عجاز، خربة أبو عنية، خربة ياشوط، أبو طحيحة، فرجة، مردغانة، الجهمان، الداودية، ربع الهوى، أبو العليج، جب القصب، مكسر الفوقاني، مكسر التحتاني، باشكون، نباز قبلي، نباز شمالي، جديدة، رملة، سنجار، صراع، صريع، كفريا، المتوسطة، خيارة، سرجة شرقية، أم الهلاهيل، أم مويلات، الشيخ بركة، حوا، تل عمارة، اللويبدة الشرقية، الناصرية، جبل الكافي، المشهد، مريجب المشهد، أم رجيم، تل خزنة، القصر الأبيض، الحقية، ربيعة موسى، فحيل جلاس، أم رجم، شقفة، صويرات، رسم العبد، اللويبدة، مشرفة شمالية، الدريبية، أم صهريج ومحطتها، مزرعة مشيرفة الجوعان، مشرفة الخنزير، مزرعة الزهراء، تلة أم الخلاخيل، النيحة، أم الخلاخيل، شم الهوى، الزرور، الخوين، السلومية، الجدوعية، تل زعتر، عطشان، تل مرق، أبو عمر، الناصرية، الحمدانية ومحطتها، أبو دالي، المشيرفة، الدجاج، الطامة، المغارة، تلة الورد، تلة المقطع، أم حارتين، تلة طويلة محمود، رأس العين، تل الأسود، قبيبات أم الهدى، الهوية، الرويضة، السيريتل، الشطيب، أم تريكية، رجم الأحمر، الظافرية، البليل، أم خزيم، قصر علي، ربدة، عرفة، قصر شاوي، ربيعة، تل محصر، الربيعة، مويلح شمالي))، و(( أم صهريج، الرهجان، الشاكوزية، أم ميال، الشحاطية، المستريحة، جب أبيض، رسم أبو ميال، رسم الصوان، رسم الصاوي، أبو الغر، حسناوي، دوما، مريجب الجملان، بغيديد، رسم الأحمر، رسم التينة، أبو لفة، المشيرفة، جويعد، حسرات، خربة الرهجان، الخفية، شم الهوى، الرحراحة وسرحا))

وارتفع إلى 47 بينهم مقاتل واحد عدد القتلى الذين انضموا يوم أمس الثلاثاء إلى قافلة شهداء الثورة السورية، ففي محافظة ريف دمشق استشهد 36 مواطناً هم 25 مواطناً بينهم 13 طفلاً و8 مواطنات استشهدوا في غارات طالت مناطق في مدينة حمورية، ورجل استشهد في قصف للطائرات الحربية على مناطق في مدينة حرستا، و7 مواطنين بينهم طفل جراء القصف من قبل القوات الحكومية السورية على مناطق في مدينة دوما أحدهم فصل رأسه عن جسده، و3 مواطنين بينهم طفلان استشهدوا في الغارات على مناطق في مدينة سقبا، وفي محافظة دمشق استشهد وقضى 5 أشخاص جراء سقوط قذائف أطلقتها الفصائل الإسلامية على أماكن في منطقة دمشق القديمة وسط العاصمة، وفي محافظة درعا استشهد 3 مواطنين هم سيدة مسنة وطفلان اثنان جراء قصف من قبل جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم “داعش” على مناطق في ريف درعا الغربي، وفي محافظة حمص استشهد طفلان اثنان في مدينة تلبيسة ومنطقة بريف حمص الشمالي،  في قصف للقوات الحكومية السورية، وفي محافظة القنيطرة قضى قيادي في المجلس العسكري بالقنيطرة، جراء إصابته في استهدافات واشتباكات مع مقاتلي جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم “داعش”، في جبهة الجبيلية، وقتل ما لا يقل عن 297 على الأقل من عناصر تنظيم “داعش” في الاشتباكات الجارية في الريف الحموي الشمالي الشرقي، فيما قضى ما لا يقل عن 172 من مقاتلي تحرير الشام في القتال العنيف، وأسر وأصيب عشرات آخرون من مقاتلي الأخير، و5 عناصر  القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها جراء إصابتهم في قصف واشتباكات مع تنظيم “داعش” والفصائل.

وتعرضت مناطق في مدينة تلبيسة وأطرافها، بالريف الشمالي لحمص، لقصف من القوات الحكومية السورية، ما أدى لسقوط عدد من الجرحى، وذلك ضمن التصعيد الذي تشهده مناطق في ريف حمص الشمالي، والذي تسبب اليوم في سقوط جرحى فيما قضى مقاتل من حركة مقاتلة في منطقة الحولة، في حين قصفت القوات الحكومية السورية مناطق في قريتي المكرمية والزعفرانة، ما أدى لأضرار مادية، ما تسبب بأضرار مادية، كما استهدفت الفصائل بعدة قذائف مناطق في قرية أكراد الداسنية الواقعة في الريف ذاته، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية
وأكدت موسكو وطهران أمس عزمهما على مواصلة التحضيرات لعقد “مؤتمر الحوار السوري” المقرر في سوتشي نهاية الشهر الجاري، فيما لاحت بوادر خلاف قوي بين تركيا من جهة، وروسيا وإيران من جهة أخرى، على خلفية تساهلهما حيال التصعيد الذي تمارسه القوات النظامية في محافظة إدلب، وأجرى وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف محادثات في موسكو أمس، تركزت على الوضع في سورية والملف النووي الإيراني. واستهل لافروف اللقاء بتأكيد مواصلة التحضيرات لـمؤتمر سوتشي، وقال إن “إيران وروسيا في مرحلة حاسمة من التحضير لعقد المؤتمر”. وأعرب عن قناعته بـ “أنه من دون عقد مؤتمر سوتشي وأخذ نتائج جولات آستانة في الاعتبار، لن يحصل أي تقدم مهم في محادثات جنيف”. وشدد على أن “نجاح سوتشي شرط أساسي لنجاح المفاوضات في جنيف”. وزاد الوزير الروسي أن “التقدم في المفاوضات السورية يتعلق بالدرجة الأولى بتقدم العمل مع المعارضة السورية”.

وكشف ظريف أنّ “التزام إيران التعاون مع روسيا وتركيا في شأن التسوية السياسية في سورية والتحضير لمؤتمر سوتشي”. وأعرب عن أمل بلاده بـ “أن يساعد مؤتمر الحوار السوري في إيجاد تسوية سياسية وأن يكون خطوة أساسية للتوصل إلى سلام مستدام في سورية”، وكان لافتاً تجنّب لافروف الإشارة خلال حديثه إلى تركيا كونها الضامن الثالث لوقف النار في سورية والشريك في بلورة اتفاقات آستانة والتحضير لمؤتمر سوتشي، وسط تصاعد حدة السجالات بين الطرفين على خلفية تقدم القوات النظامية في محيط إدلب، وفي مقابل دعوة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، موسكو وطهران إلى العمل على وقف انتهاكات القوات النظامية منطقة خفض التوتر في إدلب، دعت وزارة الدفاع الروسية أنقرة أمس، إلى “تنفيذ الالتزامات التي تعهدت بها في مجال ضمان مراعاة الفصائل المسلحة الموالية لها في المنطقة نظامَ وقف العمليات القتالية وتنشيط العمل في مجال نشر نقاط مراقبة في منطقة خفض التصعيد في إدلب”.
ونقلت صحيفة “النجم الأحمر” الناطقة باسم وزارة الدفاع الروسية عن مصدر عسكري أن الطائرات المسيرة التي هاجمت قاعدتي حميميم وطرطوس قبل أيام “انطلقت من جنوب غربي منطقة خفض التصعيد الخاضعة لتشكيلات مسلحة تابعة للمعارضة السورية تعتبر معتدلة”، وزادت بأن وزارة الدفاع الروسية بعثت رسالتين إلى رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة التركية الجنرال أكار خلوصي ورئيس جهاز الاستخبارات التركية هاكان فيدان،

أكدت فيهما ضرورة التزام كل طرف مسؤولياته، علماً أن اتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب نصّ على تولي الجانب التركي مسؤولية مراقبة نشاط المعارضة، فيما تولت موسكو وطهران مراقبة نشاط القوات النظامية والتشكيلات الحليفة لها ،وكان لافتاً أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت سابقاً أن الطائرات التي هاجمت حميميم انطلقت من مواقع تسيطر عليها القوات النظامية، فيما اعتبرت أوساط إعلامية روسية أمس، أن طرح الفرضية الجديدة في هذا التوقيت مؤشر إلى اتساع هوة الخلاف مع أنقرة، وذكرت مصادر وزارة الخارجية التركية أن أنقرة استدعت القائم بالأعمال الأميركي في شأن التطورات السورية، فيما أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده تعتزم استضافة اجتماع للدول “ذات الرؤى المشتركة” عن سورية بعد انعقاد “مؤتمر سوتشي”.