بغداد ـ نهال قباني
أعرب المواطن العراقي مهند صلاح الدين عن مخاوفه من أنه قد يصبح أحد ضحايا تنظيم "داعش" عند خروجه للبحث عن فطر "الكمأ "وهو طعام شهي ينمو بشكل موسمي في التربة الصحراوية ، حيث إنه أثناء بحثه شاهد شاحنين صغيرتين، مع رجال مسلحيين ويرتدون زيا عسكريا، أقتربوا عليه وأمروه بالصعود ومع صعوده ، أصبح ضحية أخري في حملة جديدة قامت بها داعش.
وأضاف المواطن العراقي أن تنظيم "داعش" الذي يختبئ الآن تحت الأرض، يشن هجمات من وقت لأخر بعد طرده من معظم الأراضي التي سيطر عليها في في العراق وسورية ، وبخاصة في العراق فمنذ أواخر كانون الثاني /يناير، كانوا يختطفون بعض العراقيين الباحثين عن الكمأ معظمهم في صحراء محافظة الأنبار الغربية والبعض كان يتم إعدامه، ووفقا لأفادات قوات الأمن العراقي فقد تم إختطاف 44 شخصًا هذا العام.
أقرأ أيضا:
سورية الديمقراطية تواصل عملياتها ضد "داعش" في ريف دير الزور
ولا تشكل عمليات الاختطاف سوى جزء يسير من هجمات "داعش" التي تجري الآن في العراق، حيث تتعرض بشكل يومي نقطة تفتيش لإطلاق النار أو تحدث مناوشة أوعملية اختطاف؛ لكن الهجمات علي الباحثين عن الكمأ تعكس تجدد التحريض علي التوترات الطائفية، وفي الوقت الذي يدفع فيه صائدو الكمأ المسلمون السنه فدية للحصول على حريتهم ، كما فعل احدهم ، فان صائدي الكمأ من الشيعة لا يحصلون أبدا علي تلك الفرصة، حيث تعتبرهم داعش كفارا، طالما قامت بقتلتهم وتدمير مساجدهم.
وتري السلطات الاستخبارية والعسكرية العراقية معامله داعش للرهائن محاولة للتحريض علي هذا النوع من الفتنه الطائفية التي مزقت العراق منذ عام 2003 إلى 2008 ، بعد سقوط صدام حسين ، والتى انتقصت منذ عام 2012 إلى 2014. حيث عبر المدير العام للمخابرات العراقية أبو علي البصري ،عن خوفه من أن تؤدي عمليات القتل إلى دفع السياسيين الشيعة إلى تشويه صوت السنة جماعيًا. عندئذٍ يتم تضخيم هذه الرسالة من قبل وسائل الإعلام وقد تؤدي إلى اندلاع حلقة من العنف.
كما تعتبرعمليات الخطف هذه وسيله لتنظيم "داعش" ، لجمع الأموال وكإثبات للسكان المدنيين ، أنها لا تزال قوية ، ووفقا للمسؤولون عراقيون يتواجد حوالي 5 ألف إلى6 ألف من مقاتلي الدولة الاسلاميه في العراق وسورية.
وتقوم داعش حاليا بأختطاف صائدي "الكمأ"، على الرغم من الخطر، يبدو أن صيادو الكمأ الصحراوي لا يردعهم هذا.نظرا لأن الأطباق الشهية المصنوعة من الكمأ باهظه الثمن، إذ يمكن أن تصل إلى 6 دولارات للرطل في الأسواق المحلية ، كما يعد الكمأ الصحراوي أقل رائحة وافضل طعمًا من نظيرة الأوروبي ، ولكنه يقدر في العراق بسبب قوامه وطعمة اللذيذ ،ويعرف في العراق باسم "chimay"، وله طرق مميزة للطهي في جميع أنحاء العراق .
ويعتبر صيد الكمأ نشاطًا محليا معروف في العراق ومفضلًا لدى العديد من العائلات في غرب العراق خلال أيام الشتاء الباردة عندما يكون الجو جاف قاحل لفترة قصيرة ، لهذا ذهب السيد ياسين في رحلة بالسيارة لعدة ساعات إلى الصحراء من منزله في بهاجدادي إلى مكان تواجد الكمأ وكان من الصعب عليه تخيل أنه قد يكون في خطر ، وأثناء بحثه هو أولاد عمه عن الفطر قام أفراد تابعين لداعش بعصب عينيه وإختطافه ، إلى إلى أن افرح عنه بعد دفع فدية تصل إلى عشره الألف دولار ، ولم يكن السيد ياسين وحدة حيث إختطفت داعش الكثيرون من صائدي الكمأ وأطلقت صراحهم بعد دفعهم للفدية مثل المزارع حمزة كاظم الجبوري ، 42 عامًا ، لكن أخرون تمكنوا من الهرب من قبضة تنظيم الدولة الأسلامية "داعش".
قد يهمك أيضًا:
برهم صالح يؤكد أن هدف العراق هو لمّ شمل المنطقة
"الدروع البشرية" لـ"داعش" تُعرقِل انتصار "قوات الديمقراطية" في الباغوز