لندن ـ سليم كرم
حذّر الجنرال اللورد هوغتون، الرئيس السابق لوزارة الدفاع البريطانية، من أن الحكومة البريطانية تعيش كذبة كبيرة بشأن ميزانية الدفاع، مؤكدًا أن الوزراء بحاجة لكسر الحاجز، واتخاذ القرار الخاص بما إذا كانوا يريدون بقاء بريطانيا قوة عسكرية رائدة. ولفت إلى أن رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، اتخذت موقفًا غير عاديًا، حيث عرضت تمويل نظام الرعاية الصحية بمبلغ 20 مليار جنيه استرليني، وسط شكوته من نقص موارد القوات العسكرية، موضحًا أن الحكومة تقنع الشعب بما هو غير حقيقي، لأنها تعلم أن خطتها الأولية للدفاع ليست في المتناول.
ووجّه غافن وليامسون، وزير الدفاع، تحذيراته من استخدام صف التمويل في "لعبة السياسية من أجل السلطة والطموح" وسط تقارير بأن وزير الدفاع يخوض معركة مع رئيسة الوزراء لحصول على المزيد من الأموال. وفي أول مقابلة إذاعية منذ تقاعده من القوات المسلحة في عام 2016، قال اللورد هوتون، إن المراجعة الاستراتيجية للدفاع والأمن لعام 2015 كانت نتاج لحكومة واثقة بشكل ملحوظ، لكن في الحقيقة لم يكن البرنامج في المتناول أبدًا.
بريطانيا تفقد قوتها العسكرية:
وقال إن الخيار الصعب الآن يحتاج إلى المفاضلة بين توفير المال لدفعه للخطة، أو التقليل من شأن القوات العسكرية البريطانية وقدراتها. وقارن اللورد هوتون الوضع التمويلي الذي تواجهه وزارة الدفاع بوزارة الصحة الوطنية، قائلًا "بالنسبة لي اللافت للنظر هو أن ما يتم الوعد به لخدمات الصحة كزيادة هو ضعف الميزانية السنوية للدفاع، وبمعنى أخر، فإن المزيد من التمويل للصحة يزيد من الشعبية في الانتخابات المحلية، ولكنه لا يعزز نفوذ بريطانيا واحترامها في العالم، إذا كان هذا البلد الذي نريد أن نكون فيه"، مؤكداً أنه من واجب الحكومة توعية الشعب بالطبيعة الحقيقية لأمن البلد، والأهمية القصوى لحماية الأمة.
الخلاف يتزايد قبل قمة الناتو :
ولا يزال هناك خلاف في وايت هول بين ويليامسون والسيدة ماي حول تمويل الوزارة، وقد ألقت ماي بظلال الشك على وضع بريطانيا كقوة عسكرية من الدرجة الأولى، كما أشارت التقارير أن وليامسون هدد بإسقاط رئيسة الوزراء، إذا لم توفر المزيد من الأموال. وأصدر اللورد هوتون ما بدا أنه توبيخًا مبطنًا إلى السيد ويليامسون، حيث قال إن تمويل القوات المسلحة يجب ألا يكون قضية سياسية.
وجاء تدخل اللورد هوتون بعد أن حذر النواب من أنه يتعين على الحكومة زيادة الإنفاق على القوات المسلحة إذا أرادت بريطانيا الحفاظ على علاقاتها الدفاعية مع الولايات المتحدة.
وقالت اللجنة المختارة للدفاع في مجلس العموم، إن القوات البريطانية ستكافح من أجل الحفاظ على التعاون مع الجيش الأميركي. ويأتي هذا التحذير قبل قمة الناتو التي ستعقد الشهر المقبل في بروكسل حيث من المتوقع أن يكرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مطالبه بالحلفاء الأوروبيين بتحمل جزء أكبر من عبء الدفاع الجماعي.
وكررت اللجنة دعوتها للحكومة إلى زيادة الإنفاق الدفاعي من الحد الأدنى للناتو من 2% من الناتج المحلي الإجمالي إلى 3%، حوالي 60 مليار جنيه إسترليني في السنة، قائلة إنه بدون تمويل إضافي لن تكون بريطانيا قادرة على الحفاظ على قدرتها العسكرية.