دمشق ـ نور خوّام
تجدَّدت الاشتباكات العنيفة في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، في استغلال جديد من تنظيم "داعش" للعاصفة التي لا تزال تضرب المنطقة، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اشتباكات عنيفة بين "قوات سورية الديمقراطية" وعناصر من تنظيم "داعش"، إثر هجوم معاكس نفذه الأخير على بلدة الشعفة، في محاولة لمعاودة السيطرة على المنطقة التي خسرها قبل نحو 24 ساعة بشكل كامل.
أقرأ أيضًا :استمرار الهجوم على الأتارب بعد فشل جولة المفاوضات مع "تحرير الشام"
ويحاول التنظيم توسعة نطاق سيطرته بعد حصره من قبل قوات "قسد" في آخر بلدتين هما (السوسة والباغوز فوقاني). وعلم المرصد السوري أن قوات "جيش الثوار" تشارك بقوة في القتال الجاري، حيث أكدت عدة مصادر أن هؤلاء يشاركون كقوات مواجهة واقتحاميين ويمتلكون خبرة عالية في التعامل مع تنظيم "داعش"، في المحاور التي يتواجدون فيها.
وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن عمليات السيطرة على ما تبقى من مناطق للتنظيم، تلاقي بعض العراقيل من حيث امتناع من تبقى من عناصر التنظيم عن الاستسلام ووجود ألغام مزروعة بشكل مكثف، واعتماد التنظيم على استغلال سوء الأوضاع الجوية لتحقيق تقدم وسيطرة واستعادة مناطق خسرها مؤخراً.
وأضافت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن التنظيم يعمد لاستخدام من تبقى من المدنيين في مناطق سيطرته، كدروع بشرية عبر إجبارهم على التجول في المناطق التي لا يزالون يتواجدون بها، في محاولة لمنع التحالف الدولي من استهدافهم، فيما نشر المرصد السوري قبل ساعات أن محافظة دير الزور تشهد عاصفة رملية تضرب المنطقة التي تجري فيها عمليات عسكرية لـ"قوات سورية الديمقراطية" ضد تنظيم "داعش".
وأكدت مصادر ميدانية للمرصد السوري أن العاصفة زادت شدتها، حتى وصل الأمر لانعدام الرؤية لأكثر من متر واحد، الأمر الذي منع طائرات التحالف الدولي من التحليق في أجواء المنطقة، فيما علم المرصد أن قوات التحالف أطلقت عند الساعة الـ 18:00 من مساء أمس، عشرة صواريخ طالت مناطق جيب تنظيم"داعش"، عند الضفة الشرقية لنهر الفرات. وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المخاوف تتصاعد من استمرار العاصفة الرملية، التي قد تتيح للتنظيم الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، تنفيذ هجمات معاكسة تمكنه من إعادة توسعة نطاق سيطرته في المنطقة بعد تمكن قوات سورية الديمقراطية من تقليص سيطرته بشكل كبير.
وأكدت المصادر الميدانية للمرصد السوري، أن قوات سورية الديمقراطية رفعت جاهزيتها لصد أي هجوم معاكس من قبل تنظيم "داعش" في استغلال للعاصفة الرملية التي تضرب المنطقة، فيما كانت المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري أن التنظيم ينقسم في ما تبقى من عناصره، في جيبه الممتد على جزء من الضفة الشرقية لنهر الفرات، إلى قسمين رئيسيين أحدهما يؤيد الاستسلام لقوات سورية الديمقراطية، فيما يرفض القسم الآخر الاستسلام، ويعمد على قتال قوات سورية الديمقراطية بشكل عنيف، في محاولة صد تقدمها ضمن ما تبقى من الجيب، الذي في حال خسارته سيفقد التنظيم آخر المناطق المأهولة بالسكان له ضمن الأراضي السورية، فيما عمد تنظيم في وقت سابق لتنفيذ عمليات إعدام بحق عدد من عناصره ممن سمحوا للمدنيين بالفرار نحو مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية، كما أكد أهالي أنه جرى إعدام مقاتلين اعترضوا على الاستمرار في القتال حتى النهاية وفضلوا الاستسلام
وكان المرصد السوري نشر خلال الساعات الفائتة أنه لا تزال عمليات الفرار مما تبقى من مناطق سيطرة تنظيم "داعش" مستمرة، بعد تصاعدها منذ قرار انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية في الـ 19 من كانون الأول / ديسمبر الفائت من العام الفائت 2018، حيث علم المرصد السوري أن الساعات الـ 12 الأخيرة شهدت خروج أكثر من 300 شخص، غالبيتهم من الأطفال والمواطنات، من مناطق سيطرة التنظيم عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، نحو مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، ليرتفع إلى 13250 على الأقل تعداد الأشخاص الذين خرجوا وفروا من جيب التنظيم منذ مطلع شهر كانون الأول / ديسمبر من العام 2018، من جنسيات مختلفة سورية وعراقية وروسية وصومالية وفلبينية وغيرها من الجنسيات الآسيوية، من بينهم أكثر من 11150 خرجوا من جيب التنظيم منذ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من سورية في الـ 19 من ديسمبر/كانون الأول من العام 2018، من ضمنهم نحو 550 عنصراً من تنظيم "داعش"، ممن جرى اعتقالهم من ضمن النازحين، بعد تعرف السكان عليهم وإبلاغ القوات الأمنية بتسللهم، والقسم الآخر سلم نفسه بعد تمكنه من الخروج من الجيب الأخير للتنظيم.
ووثق المرصد السوري مقتل 1069 من مقاتلي تنظيم ممن قتلوا في القصف والاشتباكات والتفجيرات والغارات ضمن الجيب الأخير للتنظيم منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر من العام 2018. كما وثق المرصد السوري 573 من عناصر قوات سورية الديمقراطية الذين قضوا منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الفائت، في حين رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تمكن قوات قسد من تحقيق تقدمات هامة تمثلت بالسيطرة على قرية أبو الحسن وقرية البوخاطر وبلدة الشعفة، والواقعة إلى الشرق من بلدة هجين، التي كانت قسد سيطرت عليها قبيل قرار الانسحاب الأمريكي من المنطقة، كما أن المرصد السوري كان رصد تمكن قوات "قسد" من تحقيق تقدم في مواقع ونقاط في أطراف جيب التنظيم، ضمن محاولة تضييق الخناق بشكل أكبر على التنظيم.
قد يهمك أيضًا:الفلتان الأمني مستمر في إدلب وأريافها والعثور على جثة مقاتل في "جبل الأكراد"