الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي

انتقد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رئيسة الوزراء البريطانية، تريزا ماي، بعد إعلانه القدس عاصمة لإسرائيل، وذلك في أعقاب تصويت بريطانيا ضد الولايات المتحدة في الأمم المتحدة.

وناقشت ماي وترامب هذه المسألة في مكالمة هاتفية طال انتظارها بعد ظهر الأربعاء، حيث أكدت الحكومة البريطانية أنهما اتخذا مواقف مختلفة، وفي يوم الإثنين، انضم سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة إلى حلفاء التصويت على اقتراح يدين التغيير الذي ينتهك العقيدة الدولية في الشرق الأوسط.

واعترضت الولايات المتحدة على القرار في نيويورك، وقبل تصويت آخر يوم الخميس، حذرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، من أن الرئيس الأميركي والولايات المتحدة يتخذان هذا التصويت على المحمل الشخصي، ومن المقرر إجراء تصويت آخر على اقتراح مماثل غدا، مؤكدة أن واشنطن ستأخذ أسماء خصومها، وتلقت عدة دول رسائل من الولايات المتحدة توبخهم على تأيدهم للقرار.

وأكدت تقرير الحكومة البريطانية أن ماي وترامب تبادلا تهاني عيد الميلاد، وألتزما بالبقاء على اتصال وثيق، ولكن لم تأكد على استلام بريطانيا خطابا من الولايات المتحدة بشأن تصويتها لصالح القرار، فيما بحث ترامب وماي المواقف المختلفة حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، واتفقا على أهمية تقدم الولايات المتحدة بمقترحات جديدة للسلام والمجتمع الدولي لدعم هذه الجهود، ولم يشر بيان للبيت الأبيض إلى أي إشارة إلى القدس، مشيرا إلى أن المكالمة كانت حول الخطوات المقبلة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

وقبل تصويت الغد، قالت هالي على موقع "تويتر" :" في الأمم المتحدة دائما يطلب منا فعل المزيد ونعطي المزيد، لذلك حين نتخذ قرارا بناء على إرادة الشعب الأميركي، حول مكان تحديد سفارتنا، نحن لا نتوقع أولئك الذين ساعدوا في استهدافنا، ويوم الخميس سيكون هناك تصويت ينتقد خيارنا، وسوف تأخذ الولايات المتحدة هذه الأسماء".

وعلى الرغم من أن السيدة ماي أثارت القضية الإسرائيلية، لم تسمح بانتقاد حزب "بريطانيا أولا" للمسلمين بعدما نشرت أحد أعضائه فيديوهات متطرفة، وأعاد ترامب نشرها، أما تأخير المكالمة بين ترامب وماي فيرجع إلى تكهنات بأن الرئيس الأميركي كان يثير محاولات ماي لإجراء الاتصال، بينما أصرت الحكومة البريطانية على أن المحادثات بين الزعيمين كانت دافئة وبنائة.

وأخبر ترامب السيدة ماي أنه سيأتي إلى بريطانيا؛ لافتتاح السفارة الأميركية الجديدة في لندن، في شباط/ فبراير المقبل، ومن المتوقع إجراء محادثات أثناء قدومه، ولكنه لن يقابل الملكة، فيما يأتي القرار بعد أشهر من التساؤلات حول الزيارة، حيث دعت ماي ترامب زيارة لندن أثناء لقائهما في البيت الأبيض بعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة.، وسط مخاوف من انتشار الاحتجاجات في لندن على زيارته.

ومن المعروف انتقاد ماي لترامب بعد نشره الفيديوهات المتطرفة، حيث أكدت أن الرئيس الأميركي قد أخطأ، وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم حزب العمل، جيرمي كوربين " أخذت تيريزا ماي أسبوعين للاتصال بترامب بشأن قراره الخطير للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ويبدو أنها فشلت في استغلال الفرصة لدعوته لمسح التغريدات البغيضة في حق الإسلاموفوبيا، وبصفتها رئيسا للوزراء، تقع مسؤولية إيقاف الكراهية على عاتقها".