لندن ـ سليم كرم
تراجع دبلوماسيون أميركيون عن خططهم للرئيس الأميركي دونالد ترامب لزيارة بريطانيا في كانون الثاني / يناير المقبل، وسط حرب كلامية بين قادة البلدين. وكانت زيارة ترامب للمملكة المتحدة البريطانية هي زيارة عمل، لافتتاح السفارة الأميركية الجديدة في العاصمة لندن، ولم تتضمن خطة الزيارة مقابلة الملكة إليزابث، ولكن الآن ربما تتسبب زيارته في احتجاجات شعبية، وذلك لإعادة نشره فيديوهات من حساب بريطاني يميني متطرف ضد المسلمين.
وفي هذا السياق، قال دبلوماسي أميركي رفيع المستوى "من الواضح أن فكرة الزيارة قد تم التراجع عنها، ليس في كانون الأول/ديسمبر، أو كانون الثاني/ يناير، ولا أتوقع زيارة ترامب في كانون الثاني/ يناير". ويأتي ذلك مع تدهور العلاقة بين ترامب، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، بعد نشر ترامب الفيديوهات المتطرفة والتي نشرتها نائب حزب بريطانيا أولا، وهو حزب يميني متطرف، وقد وبخت ماي، ترامب قائلة إنه كان من الخطأ إعادة مشاركته للفيديوهات، مؤكدة أن وزراء حكومتها لن يفعلوا مطلقا الشيء نفسه.
وبدأت المشكلة حين شارك ترامب الفيديوهات ضد المسلمين التي نشرتها جيدا فرانسين، نائب رئيس حزب بريطانيا أولا، ويتابع ترامب على "تويتر" أكثر من 43 مليون شخص. وما فعله ترامب قاد إلى تصاعد المطالب الخاصة بإلغاء الزيارة الرسمية لترامب إلى المملكة المتحدة البريطانية، والتي كانت مقررة في كانون الثاني/ يناير 2018. وأكدت ماي أن الجماعات اليمنية المتطرفة تشكل تهديدا، ويجب أخذ هذا التهديد على محمل الجد، ويجب التعامل معها مثل التهديد الإرهابي والتعامل مع المواد المتطرفة التي نشرها حزب بريطانيا أولا.
ولفتت ماي إلى أن المملكة المتحدة البريطانية لن تخشى من توبيخ أميركا، على الرغم من ما يسمى بالعلاقة الخاصة بين الدول، وحين تشعر أن ترامب فعل شيء خطأ، مضيفة أن حقيقة تعاون البلدين سويا، لا تعني أن لندن ستخشى من انتقاد واشنطن حين تقوم بشيء خطأ، لأن بريطانيا واضحة جدا مع أميركا. وأكد صادق خان، عمدة لندن، أن ترامب لن يكون شخصا مرحبا في العاصمة البريطانية، وقال " بصفتي عمدة المدينة العظيمة المتنوعة، أطالب تيريزا ماي بإلغاء عرضها لزيارة الرئيس ترامب للبلاد، فبعد الحادث الأخير لن يلقى ترامب ترحيبا في بريطانيا".
وتفاخر حزب بريطانيا أولا بنشر ترامب للفيديوهات، موضحا أنه حصل على طلبات عضوية جديدة للانضمام له، وقال زعيم الحزبن بول غولدينغ، إن مشاركات الحزب على موقع "فيسبوك" وصلت إلى مئات الآلاف. وفي الولايات المتحدة الأميركية، دعم كبار أعضاء الحزب الجمهوري، مثل أورين هاتش، ولينديسي غراهام، موقف السيدة ماي، بينما أنتقدا ما فعله الرئيس ترامب.