دمشق ـ نور خوام
اعتبر وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينيتز، بأن إيران تكسب قوة في سورية بشكل هادئ ، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل وبلدان شرق البحر الأبيض المتوسط وشبه الجزيرة العربية برمتها، بينما تركز القوى العالمية على إسقاط "داعش". وفي حوار مع صحيفة "جيروزاليم بوست" قال شتاينيتز: "من السهل جدا التركيز على داعش، لكننا نواجه تحديين في سورية. الأول هو "داعش" والثاني هو إيران. وأضاف: "التهديد الأكبر يأتي من إيران، وليس فقط من برنامجها النووي. التهديد الأكثر إلحاحًا وإلحاحًا هو الخطة الإيرانية لتحويل سورية، بعد انتهاء هذه الحرب الأهلية الوحشية الرهيبة، إلى نوع من التمدد لإيران ".
واكد شتاينيتز على خطورة التهديد الإيراني للمنطقة بأكملها، وذلك فى مقابلة قبل مؤتمر "جوروزاليم بوست" السنوى الذي يعقد فى نيويورك يوم 7 مايو/أيار حيث من المقرر ان يتحدث ايضا خلاله. وتبني الجمهورية الإسلامية وجودًا مباشرًا لها هناك مع استمرار سورية في الانهيار، على الرغم من ان طهران ناشطة ضد اسرائيل منذ وقت طويل بالقرب من خلال وكلائها مثل "حماس" و"حزب الله"، على حد وصف صحيفة "جيروزاليم بوست".
وأضاف أن "الاسم سيبقى سورية، لكنها ستصبح نوعًا من التمدد الإيراني، وستصبح سورية أيضا قاعدة عسكرية إيرانية". ووفقًا لشتاينيتز، فإن "إسرائيل والدول الأخرى في المنطقة تواجه تحديًا خطيرًا، مع اقتراب نهاية الحرب الأهلية السورية." وسأل "ماذا سيكون لدينا على حدودنا الشمالية؟، وماذا سيحدث للاردن والمملكة العربية السعودية وشبه الجزيرة العربية على جبهة الشمال؟ ماذا سيحدث لتركيا واليونان وقبرص وإسرائيل في شرق البحر الأبيض المتوسط؟ هل نواجه سورية الضعيفة؟ أم أن إيران أقوى من ذلك؟
وأضاف:"على الرغم من أنه قد يستغرق من إيران عدة سنوات لتحقيق طموحاتها وبناء وجود عسكري دائم في سورية، يمكن لها أن تنشئ في النهاية قوة جوية ووجودًا بحريًا هناك، وكذلك ترسانة من الصواريخ البالستية". ووصف الوزير الاسرائيلي هذا الوضع بانه "تطور خطير للغاية". وقال: "لا نريد ان يكون لدينا حدود عسكرية مباشرة مع إيران نفسها. وبطبيعة الحال، يشكل تهديدا كبيرا للأردن وكل شبه الجزيرة العربية ".وتابع "اذا حدث ذلك فسيكون الشرق الأوسط جديدًا، وستحاصر شبه الجزيرة العربية فعليا بالقوات الإيرانية".
وأكد شتاينيتز أن الوجود الإيراني فى شرق البحر الأبيض المتوسط هو حقيقة تسعى الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى تجنبها. وقال: "لذلك، حان الوقت للمجتمع الدولى بشكل عام وللقوتين العظميين، الولايات المتحدة وروسيا على وجه الخصوص، الجلوس معًا ومنع تحقيق هذا السيناريو".
وخلال زيارته لواشنطن فى اوائل مارس/آذار، التقى شتاينيتز بنظيره الاميركي، وزير الطاقة، ريك بيري، وعدد من المسؤولين الاخرين في ادارة ترامب، اكد خلالها على نفس النقاط. وقال "ان هذا هو التحدي القادم للمجتمع الدولى وللولايات المتحدة والشرق الأوسط – علينا منع المحاولة الايرانية لاستغلال الوضع". وختم شتاينيتز بالقول إنه يرى ان "الخطاب الجديد" مع واشنطن حول هذه القضية مشجع.