طهران ـ مهدي موسوي
دعا الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، خلال احتفالات أعياد "النيروز" ورأس السنة الكردية الجديدة، الأكراد في إيران إلى تنظيم احتفالات واسعة النطاق في المناطق الكردية، وأكّد الأمين العام لحزب العمال الكردستاني، مصطفى هجري، أن "هذه الدعوة حظيت بقبول كبير من قبل شعب كردستان وكانت هذه الاحتفالات مسيسة إلى حد كبير، وفي بعض الحالات، كانت معارضة مباشرة للنظام".
وتأسس الحزب في عام 1945 وكان في طليعة النضال من أجل الحقوق الكردية لمدة 70 عامًا، وخلال العام الماضي حدثت اشتباكات متزايدة بين المقاتلين الأكراد والقوات الإيرانية، وخاصة فيلق الحرس الثوري الإيراني، وكشف الهاجري أنّ "بعض وحداتنا ومجموعات البيشمركة متمركزة داخل شرق كردستان-في إيران- وهم الأن مع وبين شعبنا، يقومون بأنشطة تنظيمية وسياسية، النظام يخشى من هذه الأنشطة من هذه الجماعات المسلحة المستقلة، بالإضافة إلى وجود قوات البشمركة داخل الوطن، والدعم واسع النطاق الذى نقدمه لقواتنا".
وينقسم الأكراد بين دول العراق وتركيا وسورية وإيران، وشرق كردستان، وهي المنطقة الكردية في إيران، في حين أن حكومة إقليم كردستان في شمال العراق تتمتع بالاستقلالية والأكراد في سورية قد أقاموا لهم منطقة شبه مستقلة منذ عام 2014، فإن الأكراد في إيران يفتقرون إلى العديد من الحقوق، وتعتزم إيران إجراء انتخابات في ايار / مايو وستركز عيون العالم على ما اذا كانت البلاد تتجه نحو حكومة اكثر تطرفًا أو تبقى مع قيادتها الحالية التي تحاول فتح البلاد اكثر في الغرب منذ الاتفاق النووي، وقال هجري إنّ "رسالتي للعالم هي ألا يصدقوا الدعاية الإيرانية أو ما يسمى بالانتخابات، لأنه لا يوجد شيء يسمى انتخابات حرة ونزيهة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هذا النظام غير قادر على إجراء انتخابات نزيهة وحرة، فالمرشد الأعلى يختار ما يسمى بالممثلين والرئيس، ولا يملك هؤلاء الممثلون سلطة أو سلطة لإحداث أي تغيير، وأن السنوات الأربع الأخيرة للرئيس حسن روحاني هي مثال كبير على هذه الحقيقة".
ويصف الحزب الديمقراطي الكردستاني الحياة الكردية في إيران بأنها حياة يعيش فيها الناس تحت "العسكرة" في "سياسات وممارسات قمعية وتهميشية واستبعادية، جنبا إلى جنب مع التمييز الذي ترعاه الدولة والمتسم بالتمييز والحرمان والعنف"، فعلى الرغم من كل ذلك هل سيقاطع الأكراد الذين يشكلون حوالي 10٪ من شعب إيران البالغ عددهم 77 مليون نسمة، ويعتقد الهجري أن أولئك الذين يقومون بالتصويت لن يفعلوا ذلك إلا بسبب الإكراه، ومنذ نفي الحزب الديمقراطي الكردستاني في أعقاب الثورة الإسلامية في عام 1979، حافظ على وجوده في المنطقة الكردية في شمال العراق. وي التسعينات، حاولت إيران مهاجمة قواعدها وهددت في عام 2011 بمهاجمة المنطقة الحدودية مع العراق في حالة استمرار النشاط الكردي.
وكثفت الجمهورية الإسلامية الضغط على بغداد لطرد الأحزاب السياسية الإيرانية الكردية من العراق، وهذا لن يشمل الحزب الديمقراطي الكردستاني فحسب، بل يفترض أيضا أن يكون هناك أيضا أحزاب إيرانية كردية أخرى مثل حزب الحياة الحرة في كردستان وحزب الحرية الكردستاني وكومالا، وأضاف الهاجري أنّ "100 من السياسيين والبرلمانيين وقعوا حتى الان على الاقتراح وهدفهم هو طرد الأحزاب السياسية في كردستان"، ومع انتهاء معركة الموصل، قد تواجه الحكومة المركزية العراقية توترات مع المنطقة الكردية.
وهذا لا يقتصر فقط على نضالات ما قبل عام 2014 على المناطق المتنازع عليها التي تم تعليقها عندما هاجم داعش العراق، ولكن أيضا توترات حول العلاقة الإيرانية مع بغداد والعلاقات الوثيقة مع المنطقة الكردية مع تركيا.
ويواجه الأكراد الإيرانيون وسط نزاعات محتملة نظاما إيرانيا في ذروة سلطته، في حين تخشى المنطقة الكردية في العراق من زعزعة الاستقرار بسبب أي قتال عبر الحدود، وينقسم الأكراد الإيرانيون أيضا إلى عدة فصائل، مما قد يقوض قدرتهم على توليد أي نوع من الانتفاضة الكبرى. ومع ذلك، إذا كانت الولايات المتحدة ستضع الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، فإن ذلك يمكن أن يعطي زخما للتركيز على المطالب الكردية في إيران، ومن المؤكد أن نجاح الأكراد في سورية والعراق هو مصدر إلهام لمن هم في إيران، والذين يرغبون في رؤية العلم الكردي يحلق بحرية في أعياد النوروز والأيام الوطنية الأخرى.