مسيرة "يوم القدس" تأييدًا للفلسطينيين

تعرض الرئيس الإيراني حسن روحاني الى مضايقات خلال مسيرة سنوية مؤيدة للشعب الفلسطيني وقضيته في طهران، بعد أسبوع من تعرضه لانتقادات من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي حيث يبدو أن صراع السلطة بين الطرفين يتصاعد. وكان روحاني الذي شارك في "مسيرة القدس" التي أقيمت يوم أمس الجمعة الأخير من شهر رمضان، قد هرع إلى سيارته بعد أن صاح المتظاهرون بشعارات تقارنه مع أبو الحسن بني صدر وهو أول رئيس للبلاد الذي تعرض لسحب الثقة منه، ومن ثم نفيه بعد سقوطه من المؤسسة الدينية. وهتف المتظاهرون "روحاني، بنى صدر، زواج سعيد". وكانت هناك أيضا صيحات "الموت للكذاب، الموت لملايين الأميركيين".

وخلال هذا الشهر، أهان المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي روحاني علنا، قائلا إنه لا ينبغي أن يستقطب المجتمع بنفس الطريقة - في رأي خامنئي - الذي فعلها بني صادر. وقال آية الله البالغ من العمر 78 عامًا الأسبوع الماضي، الذى وجه تصريحات انتقامية لروحاني: "في 1980-1981 استقطب الرئيس في ذلك الوقت المجتمع إلى معسكرين، وقسم البلاد إلى معارضين ومؤيدين؛ ولا ينبغي تكرار ذلك ".

ويشير التصعيد في مسيرة يوم الجمعة إلى أن خامنئي أعطى أنصاره المتشددين إشارة لمهاجمة الرئيس الذي زاد من تفويضه بخمسة ملايين صوت بفوز ساحق في انتخابات الشهر الماضي. وقال بنى صدر، البالغ من العمر 84 عامًا من المنفى في فرنسا لصحيفة "الغارديان" يوم الجمعة إن "الأزمة حاليا فى قلب الصراع على السلطة هي "ما اذا كان للمجتمع المدني دور وحق فى الحكم أم لا". وأضاف أن هذا هو الفرق الرئيسي بين الشمولية والديمقراطية، فمنذ استخدمت ولاية الفقيه، كانوا يشعرون بالقلق إزاء العلاقة بين ثاني أقوى شخص في البلاد [الرئيس] والمجتمع المدني".

وأضاف: "انهم يريدون قطع هذا الرابط مهما كانت. وتابع: "أثناء حكمي أغلقوا الجامعات ونفذوا عمليات الإعدام لتقويض المجتمع المدني وجعله سلبيا. والآن السيد خامنئي قلق، خاصة إذا مات، لأن السيد روحاني يقول أن خلفه يجب أن يحصل على تصويت الشعب". ولفت الى أن " السيد خامنئي أشار إلى أنه سوف يتسامح مع روحاني إذا قرر الرئيس أن يبقى ضعيفا، وإلا فإنه سيواجه مصير بنى صدر، أي مصيري".

وقال بنى صدر: "إن الرئاسة ستكون مرتبطة بالشعب"، مشيرا إلى حقيقة أن الناس يصوتون مباشرة للرئيس، بينما "وظيفة المرشد الأعلى هي العكس تماما"، مشيرا إلى صلاحياته الإلهية المفترضة".

وقد ظل روحاني متحديا في مواجهة الضغوط. وفي يوم الخميس، أشار ضمنا إلى أن الحرس الثوري القوي، الذي يسيطر عليه خامنئي، يعمل كحكومة موازية، وإن كان مجهزا بالأسلحة والوصول إلى وسائل الإعلام.