السفارة الأميركية في بغداد

 طالبت السفارة الأميركية في بغداد، منتسبيه والرعايا الأميركيين في العراق باتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر خلال عملهم وتحركاتهم، وقالت في بيان، الجمعة، إنها قررت تقييد حركة منتسبيه داخل وخارج المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية لأسباب أمنية، مطالبة الرعايا باتخاذ أقصى درجات الحذر والسلامة .
 
ويأتي بيان السفارة الأميركية على خلفية قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، وإدانة الأطراف السياسية في بغداد والحكومة العراقية له وتهديدات مبطنة وصريحة من بعض الجهات والمليشيات العراقية للولايات المتحدة ومصالحها في العراق .
 
وكانت وزارة الخارجية العراقية، استدعت الخميس، السفير الأميركي لدى بغداد دوغلاس سيليمان، وسلمته احتجاجًا على القرار الأميركي، فيما كانت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد، أكدت أن استهداف السفارة الأميركية في العاصمة العراقية بهجمات وأعمال عنف بات أمرًا "مرجحًا"، واعتبرت أن قرار الرئيس الأميركي بنقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس "يهدف لإشعال فتنة جديدة في المنطقة".
 
وقال عضو اللجنة والقيادي في ائتلاف نوري المالكي "دولة القانون"، سعد المطلبي، في تصريحات له يوم الخميس، إن "استخدام العنف ضد السفارة الأميركية في العاصمة بغداد أمر مرجح"، لافتًا إلى أن "تحذيرات السفارة الأميركية بهذا الصدد كانت في محلها"، بدوره وصف أكرم الكعبي، الأمين العام لمليشيا "حركة حزب الله النجباء" العراقية المدعومة من إيران والمرتبطة بها، في بيان قرار ترامب بـ "أحمق"، وسيكون شرارة انتفاضة كبرى لإزالة هذا الكيان "إسرائيل" من جسد الأمة الإسلامية، كما أنه سيكون مبررًا شرعيًا لاستهداف القوات الأميركية".
 
فيما حض الشيخ قيس الخزعلي، الأمين العام لمليشيا "عصائب أهل الحق"، في تغريدة على "تويتر"، من وصفهم بـ "الأحرار والمخلصين للوقوف صفًا واحدًا لمواجهة المستكبرين وأعداء الإنسانية"، مشيرًا إلى أن "قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل بداية النهاية للمشروع الإسرائيلي العنصري"، مضيفًا أن "ما حصل من اعتداء سافر يستدعي من الأمتين الإسلامية والعربية توحيد الكلمة والوقوف في وجه واشنطن وأعوانها ومن خلفهم الكيان الإسرائيلي".
 
وجاء في بيان للمكتب السياسي لتيار "الحكمة الوطني" بزعامة عمار الحكيم: "نستنكر نحن أبناء تيار الحكمة الوطني بقواعده وقياداته، ما قام به الكيان الإسرائيلي الغاصب من تعدٍّ جديد سافر، واستفزازٍ صارخٍ واستخفافٍ واضح بمشاعر المسلمين في جميع كل العالم"، وعبر عن قلقه "البالغ إزاء تداعيات الموقف المشين المرفوض في اعتبار القدس عاصمةً للكيان الإسرائيلي الغاصب، ونقل السفارة الأميركية إلى العاصمة المزعومة"، داعيًا إلى الوقوف بوجه " هذه الخطوة الاستفزازية الفادحة" .
 
هذا فيما قال المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، في بيان، إن "هذا القرار مدان ومستنكر، وقد أساء إلى مشاعر مئات الملايين من العرب والمسلمين، ولكنه لن يغير حقيقة أن القدس أرض محتلة يجب أن تعود إلى سيادة أصحابها الفلسطينيين مهما طال الزمن".
 
 وطالب رجل الدين الشيعي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الحكومة العراقية بـ "غلق السفارة الأميركية في بغداد، واستقدام السفير وتقديم مذكرة احتجاج إليه"، داعيًا "الدول العربية والإسلامية لإغلاق السفارات الأميركية بشكل موقت والسفارة الإسرائيلية بشكل دائم"، مناشدًا "فصائل المقاومة إلى عقد اجتماع طارئ في أي مكان يريدون"، مبديًا استعداده لمهاجمة إسرائيل "عبر الحدود (حدود فلسطين) مع سورية".
 
 فيما كانت الحكومة العراقية قد طالبت الإدارة الأميركية بالعدول عن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لتفادي "إذكاء الإرهاب"، وأعلنت رئاسة الوزراء في بيان أنها "تؤكد رفض القرار الأميركي الاعتراف بالقدس الشريف عاصمة للاحتلال الإسرائيلي ونقل السفارة إليها"، وأضافت: «نحذر من التداعيات الخطيرة لهذا القرار على استقرار المنطقة والعالم".