واشنطن - يوسف مكي
كشف تحقيق أن وزارة الدفاع الأميركية لم تعلن عن الآلاف من الغارات الجوية، التي نفذتها الولايات المتحدة في العراق وسورية وأفغانستان على مدى أعوام عدّة. وأشارت تقارير إلى أن ملخص العمليات التي قام بها الجيش الأميركي في العراق وسورية، حتي نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، وصل إلى ما يقرب من 6000 غارة عسكرية، يرجع تاريخها إلى عام 2014، عندما أعطى أوباما الضوء الأخضر للتحرك ضد "داعش".
وشهد عام 2016 وحده، 456 غارة جوية أميركية على الأقل ضد المتشددين، وأجرتها طائرات بدون طيار وطائرات هليكوبتر في أفغانستان، ولم يتم توثيقها في قاعدة بيانات سلاح الجو الأميركي. وسجلت وزارة الدفاع 615 غارة جوية في أفغانستان، وهذا يعني أن الرقم يجب أن يكون 1071 غارة. بينما تشير القيادة المركزية الأميركية إلى أن الجيش وأعضاء قوات التحالف نفذوا 13989 غارة في العراق وسورية، منها "7458 في العراق، 6531 في سورية"، من نهاية عام 2016 حتى 31 كانون الثاني/يناير عام 2017.
وتفتح تلك الغارات الجوية التي لم يبلغ عنها الباب على مصرعيه أمام تكهنات محتملة جدا بأن عشرات من المدنيين والمسلحين لقوا حتفهم على يد الجيش الأميركي. وتعود تلك البيانات غير المكتملة إلى أكتوبر/تشرين الأول 2001، وهو عام الحرب على الإرهاب. وأوضح مصدر الأخبار أن الأرقام التي لم يبلغ عنها تلقي بظلال من الشك على حقيقة إحصاءات الحرب التي كشفت عنها وزارة الدفاع، وعلى تكلفة العمل العسكري في الشرق الأوسط.
وأعلن موقع "المليتري تايمز"، أن الأكثر مدعاة للقلق هو احتمال أن تكون تلك البيانات غير مكتملة منذ بدء الحرب على الإرهاب في أكتوبر/تشرين الأول 2001، فإذا كان هذا هو الحال، فمن شأن الكشف عن تلك المعلومات أن تقوض أساس الثقة في كثير مما يصرح به البنتاغون عن ملاحقاتها القانونية لهذه الحروب، وتبرز أن الجيش يسعى إلى تضليل الرأي العام الأميركي، ويثير الريبة بشأن كثير من البيانات الحيوية التي تم جمعها ونشرها ".
ولم يتم التبليغ عن الغارات الجوية الإضافية في قاعدة البيانات المتاحة للقوات الجوية الأميركية والتي يعتمد عليها الكونغرس، وحلفاء الولايات المتحدة والمحللين العسكريين والباحثين الأكاديميين ووسائل الإعلام وجماعات المراقبة المستقلة ". وقال مسؤول في الجيش، طلب عدم ذكر اسمه، إن الولايات المتحدة لا تحاول التستر على عدد من الغارات الجوية التي تجريها، موضحًا أن الجيش لا يسجل التفجيرات من طائرات معينة مثل AH-64 المروحية من طراز أباتشي. وقال "إنه أمر غريب حقا. نحن لا تتبع عدد الغارات من طراز أباتشي".
وعلى الرغم من المزاعم الرسمية، قال مسؤول في القوات الجوية للمليتري تايمز، في كانون الأول/ديسمبر أن الملخص الشهري لعمليات القوة الجوية الشهري في العراق وسورية يمثل على وجه التحديد قوات التحالف بأكملها بقيادة الولايات المتحدة، وهي 20 دولة وفروع الولايات المتحدة. تشير قاعدة البيانات المتاحة والتابعة للقوات الجوية، أن كل تلك المهام جزء من العدد الكلي لغاراتها الجوية.
وتعتمد وسائل الإعلام وغيرها على هذه الأرقام لأعوام، معتبرًا أنها حصيلة شاملة لجميع الأنشطة الأميركية وقوات التحالف. ولم يقوم أحد من الجيش إلى الأن بتوضيح تلك الإحصاءات غير المكتملة. وكانت وزارة الدفاع والجيش لا يستجيبان على الفور، لطلبات التعليق على تلك الأنباء.