لندن - كاتيا حداد
عبر كبار مسؤولي مفاوضات "البريكست" في الاتحاد الأوروبي عن وجهة نظرهم، بشأن آفاق بريطانيا القاتمة في المفاوضات المقبلة، بموجب المادة 50، عن طريق وضع تعليق ساخر على جدران غرفة مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ورصد مصدر في بروكسل، أن الملصق الساخر معلق على جدران قاعة اجتماعات فرقة العمل التابعة للاتحاد الأوروبي.
وتصدرت الصورة الساخرة التي تحتوي على غطاء كتاب تانتين بعنوان "تانتين وخطة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"، وسائل الإعلام الاجتماعية. وتعكس الصورة وجهة نظر العديد من كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، بأن خروج بريطانيا، هو عمل من أعمال الأضرار الاقتصادية الذاتية، التي تقوم بها بريطانيا، والذي أصبح واضحًا خلال المفاوضات.
ولا يزال العديد من كبار المسؤولين والقادة السياسيين في الاتحاد الأوروبي، يأملون في أن تقرر بريطانيا التفكير مرة أخرى في خروجها من الاتحاد الأوروبي، عندما تواجهها المفاضلات الاقتصادية، التي تأتي مع مغادرة السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، ورفض اختصاص محكمة العدل الأوروبية. وقال مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي ، "إذا كانت السفينة تغرق، فهل من الطبيعي أن ندعو إلى الإنقاذ؟"، وأضاف "ما زلنا لا نتخلى عن الأمل في أن تقرر بريطانيا عدم ترك الاتحاد".
ومن المقرر أن تبلغ تريزا ماي الأربعاء المقبل، رسميًا دونالد تاسك رئيس المجلس الأوروبي بتفعيل المادة 50 ، وأن تعلن عن عزم بريطانيا رسميًا الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. وسيكون رد المجلس الأوروبي، الذي يتولى رئاسة حكومات الاتحاد الأوروبي، ببيان، يضع من خلاله خطوطًا توجيهية والتفاصيل الدقيقة للمفاوضات التي تستمر لعامين. وفي حين تأمل بريطانيا تأمين الخطوط العريضة للعلاقات التجارية والأمنية المستقبلية مع أوروبا، قال الاتحاد الأوروبي، إنه يريد أن يلغي شروط تسوية الطلاق بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك مطالب تصل إلى 50 مليار جنيه إسترليني قبل الحديث عن المستقبل.
وحذّر جان كلود جونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، هذا الأسبوع من أن بريطانيا، تضطر إلى التخلي عن آمالها في صفقة تجارية، إذا رفضت الشروط التي قدمها الاتحاد الأوروبي. وقال جونكر في مقابلة مع صحيفة "بيلد آم سونتاغ" الألمانية، أن بريطانيا لديها الخيار بين أن توافق على ما هو مطروح على طاولة المفاوضات أو لا تأتي إلى المفاوضات من الأساس". وأضاف جونكر أن الخيارات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على بريطانيا، ستجعل الدول الأعضاء الأخرى الـ 27 في الاتحاد الأوروبي أقرب إلى بعضها البعض، لأنهم "سيدركون أنه من الأفضل عدم ترك الاتحاد".