طرابلس - فاطمة السعداوي
تتناثر عبوات قنابل الغاز والمسامير المعدنية الخاصة بصناعة الأحزمة الناسفة، داخل محطة الكهرباء المهجورة التي استخدمها تنظيم "داعش" كمصنع للقنابل في ليبيا.
وكانت القوات الليبية التي تقاتل المتطرفين قد داهمت محطة الخليج لتوليد الكهرباء بالقرب من مدينة سرت، واكتشفوا أنها كانت معقلاً لصنع متفجرات بدائية من أجل أن يستخدموها في هجماتهم الارهابية. وقد وجدت القوات الحكومية مواد لصناعة الأحزمة الناسفة المماثلة لتلك التي تم استخدامها في هجوم لتنظيم داعش على مدينة "آنسباخ" الألمانية قبل أيام والذي ادى الى مقتل 12 شخصاً.
وبعد اشتباكات عنيفة بالقرب من محطة الكهرباء المهجورة، وجدت القوات الليبية 25 جثة لمقاتلين متطرفين في داخل المحطة، مشيرة الى أنه لا يقل عن 160 شخصاً كانوا يعيشون هناك.
وعلى أرضية احدى الغرف، تناثرت أكوام من الشعر الكثيف وخصلات لحى بين صناديق الذخيرة المهملة، بالاضافة الى وجود سبع زجاجات من المياه. وقال القائد الليبي، أحمد نيجرو: "كانت هناك أعدادًا كبيرة من مقاتلي "داعش" هنا، على الأقل 160 مقاتلا". و"نعتقد أن معظمهم قد ذهبوا إلى سرت، ولكن بعضاً منهم قد يكونون هربوا كمواطنين عاديين لأنهم قد قاموا بحلق لحاهم وقص شعرهم الطويل قبل أن يهربوا".
وقال جندي ليبي يدعى حامد: "نعتقد أن المياه كان يُقرأ عليها القرآن، وبعد ذلك تًستخدم في صنع العبوات الناسفة". وكان المسلحون قد غادروا المحطة بعد زرعهم الألغام والعبوات الناسفة، وهذا الذي جعل دخول المكان يستغرق مدة شهرين حتى يتم تأمينه.
واحدة من الجدران المحيطة ما زالت ملطخة بالدماء، حيث تم قتل قائد وحدة المفرقعات. واوضع نيجرو: "لقد نجح القائد في تفكيك لغم واحد ولكنه لم يدرك أنه كان مرفقاً بآخر تحته مباشرة والذي انفجر عندما حاول تحريك اللغم الأول المفكك".
وكتب مقاتل داعش أوقات الصلاة وبعض الارشادات الخاصة بتنظيف المطبخ على الجدران، مع تذكيرهم بأن "الله على كل شيء رقيب". تم تمت كتابة بعض الاحاديث والطرق السبع للوصول الى الجنة على الباب، ويبدو أن مقاتلي داعش كانوا يقضون اوقاتهم بعيداً عن صناعة المتفجرات في الكتابة على الجدران والأبواب، وتقول احدى العبارات المكتوبة:" تنظيم الدولة يتبع درب النبي، بإذن الله لن نستسلم أبداً، نُحكم شرع الله او نموت".
وعلى جدران الحظيرة، تم كتابة تعهد بالولاء لزعيم تنظيم الدولة، أبو بكر البغدادي باللغة الإنكليزية، مما يعني انه يوجد في سرت العديد من المقاتلين الأجانب.
وكان التنظيم الارهابي قد قام بتحويل حظيرة صناعية الى ورشة لتصنيع السيارات المفخخة لاستخدامها في مهمات انتحارية. كما كان يوجد خارج الحظيرة شاحنة مياه تم تخصيصها لتكون سيارة انتحارية قاتلة، وذلك قبل أن يتم إجبارهم على الفرار من محطة توليد الكهرباء.
وقال الجنود الليبيين بعد تفتيش الشاحنة أنها كانت معبأة بالمتفجرات وربما كانت ستستهدف نقطة تفتيش عسكرية. وتم تفجير شاحنة مماثلة في أكاديمية الشرطة في يناير/كانون الثاني من هذا العام، مما أسفر عن مقتل 60 من رجال الشرطة واصابة عدة مئات.
وفي الأشهر الثلاثة الماضية، قام داعش بتنفيذ 40 هجوماً بسيارات مفخخة على مواقع عسكرية ليبية ومستشفيات ميدانية في محاولة لوقف تقدم القوات الحكومية.
وقد تمت إعادة تشغيل محطة الكهرباء لتوفير الطاقة للمناطق السكنية التي كانت بدون كهرباء لعدة أشهر. وقال كبير المهندسين في محطة الخليج للكهرباء، حسن فورجاني إنه لحسن الحظ لم تكن هناك اضراراً قد حدثت للمحطة. واضاف فورجاني أن إمدادات الكهرباء لم تتم اعادتها إلى وسط سرت حيث يوجد 11 ميلاً مربعاً من المدينة لا تزال تحت سيطرة التنظيم الارهابي.