واشنطن ـ رولا عيسى
أفادت صحيفة أميركية بأن هجوم شارع الشانزليزيه وسط العاصمة الفرنسية باريس، والذي أسفر عن مقتل شرطي فرنسي وإصابة اثنين آخرين، يضع فرنسا مجددًا على حافة الهاوية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير نشرته أمس الجمعة، بأن الهجوم يثير أسوأ مخاوف فرنسا إزاء وقوع هجوم إرهابي، مما يلمح إلى إمكانية توجيه التصويت في انتخابات فرنسا الرئاسية شديدة الضراوة المتوقع أن تبدأ غدًا الأحد. وأضافت أن الهجوم المسلح نشر حالة من الهلع والتدافع بين الناس، مشيرة إلى أن الضباط في فرنسا باشروا البحث عن شركاء محتملين عقب الهجوم.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، قوله في خطاب للشعب الفرنسي مساء أمس، إنه مقتنع أن الهجوم يحمل طابعًا إرهابيًا، موضحة أن تنظيم "داعش" المتطرف أعلن مسؤوليته عن الهجوم، في رسالة نشرها على قناة تابعة له، فيما قال المدعي العام في باريس إنه فتح تحقيقا حول الحادث.
ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أن الهجوم جاء قبل أيام فقط من بدء الانتخابات الرئاسية التي يمكن أن تكون لها أصداء كبيرة في جميع أنحاء أوروبا، في وقت يجري فيه المرشحون الـ 11 مناظرتهم شبه النهائية على الشبكة الثانية للتلفزيون الفرنسي.
وأعادت "نيويورك تايمز" إلى الأذهان توقعات محللين، منذ أسابيع، أن يقع هجوما قبل التصويت الأول أو بين التصويت الأول وجولة الإعادة المقررة في السابع من مايو/أيار المقبل، وذلك لترجيح كفة مرشح يُنظر إليه على أنه أكثر صرامة في ما يتعلق بالجريمة والإرهاب، لاسيما زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، والتي شددت موقفها ضد الهجرة خلال الأيام الأخيرة لحملتها الانتخابية وربطتها بالمخاوف الأمنية، أو فرانسوا فيون الذي تعهد بالقضاء على الإرهاب.
وذكرت الصحيفة أن فرنسا تشهد حالة تأهب قصوى منذ الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وستكون هذه الانتخابات الرئاسية أول انتخابات تجري في ظل هذه الظروف. ورغم أنه لم يكن هنالك أي هجمات إرهابية واسعة النطاق، كانت السلطات الفرنسية تحذر منذ شهور من أن وطأة التهديد الإرهابي لم تهدأ.
ونسبت إلى مايكل سميث المحلل المتخصص في الشؤون الإرهابية، قوله إن المرشحين الرئاسيين في فرنسا ليسوا وحدهم من حاولوا استغلال هجوم الشانزليزيه لتلميع صورتهم كقادة محتملين، ولكن في ما يبدو أن تنظيم "داعش" الإرهابي يحرص على تحقيق الاستفادة القصوى من ذلك، وإعداد بيان بلغات متعددة لإعلان مسؤوليته عن الهجوم.