المفاوض الرئيسي للاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه

لفت تقرير أوردته صحيفة بريطانية الى أن بريطانيا ستكون عرضة لهجمات إرهابية بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

وأشار التقرير الذي نشرته صحيفة "تلغراف" الى أن المفاوض الرئيسي للاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه أثار تلك المخاوف الأمنية، حين حذر من أن أمن بريطانيا سيعاني بعد ان يترك الاتحاد حالة توبيخ واضحة لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.

وقال بارنييه في تصريح نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية ان خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي "سيكون له عواقب عملية جدا بما في ذلك الدفاع والامن". نشرت المقالة يوم الاثنين، حيث اجتمعت فرق المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في بروكسل لمدة أربعة أيام من محادثات الخروج. وقال بارنييه "ان وزير الدفاع البريطاني لن يكون قادرًا على الجلوس في مجلس وزراء الدفاع، وستغادر لندن وكالة الدفاع الاوروبية وا"ليوروبول" وقوة الشرطة على مستوى الاتحاد الاوروبى". واضاف ان "منشآت البحوث الدفاعية البريطانية لن تكون قادرة على الاستفادة من تمويل الاتحاد الاوروبي، ولن تتمكن لندن من تولي قيادة العمليات الاوروبية".

يمكن أن يكون تدخل بارنييه توبيخا لتيريزا ماي، الذي اتهم بالابتزاز في مارس / آذار. وكانت قد استخدمت المادة 50، التي تسببت في عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي، للتحذير من المخاطر الأمنية من عدم التوصل إلى اتفاق. وكتبت "من الناحية الامنية، إن الفشل في التوصل الى اتفاق سيعني ان تعاوننا في مكافحة الجريمة والارهاب سوف يضعف". وذكرت الرسالة كلمة "الأمن" 11 مرة خلال أربع صفحات فقط. ونقلت صحيفة "تلغراف" عن مصدر في وزارة الخارجية البريطانية قوله "اننا ندخل في هذه المفاوضات ونحن نحتفظ بمكاننا في ملفي الامن والدفاع ".

في ذلك الوقت، حذر غاي فيرهوفستات، رئيس الاتحاد الأوروبي من أنه خلال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لن يقبل أي محاولة لاستخدام القوة العسكرية والاستخباراتية البريطانية ككارت مساومة. وفي يوم الجمعة الماضي اتهم كبار المسؤولين في الاتحاد الاوروبي بريطانيا "بالتفكير السحري" بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي ومحاولة استخدام عملية السلام الايرلندية الشمالية كرافعة في المحادثات. وواجه ذلك رد فعل غاضب من بريطانيا، قائلا ان الاتحاد الاوروبي فشل فى فهم "التكلفة البشرية" لعملية السلام التي تحققت بشق الأنفس.

وتأتي تصريحات بارنييه بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية في أوروبا، منها ثلاث في لندن وواحدة في مانشستر. وقد أبرزت الهجمات، والفظائع الإرهابية السابقة في باريس ونيس وبروكسل، نقاط الضعف في تبادل المعلومات الاستخباراتية بين بلدان الاتحاد الأوروبي. وقال "ان اتحاد ال 27 والمملكة المتحدة سيتعين عليهما توحيد صفوفهما لمواجهة التهديدات المشتركة. واضاف "سنبحث في الوقت المناسب شروط التقارب بين اتحاد ال 27 والمملكة المتحدة حول مسائل الامن والدفاع، لكن مستقبل الاتحاد هو اولويتنا المباشرة". لن تركز الجولة الثالثة من مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع على الأمن والدفاع، ولكن على قضايا أيرلندا وحقوق المواطنين وما يسمى بمشروع قانون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ومن غير المتوقع حدوث اختراقات مهمة خلال الأيام الأربعة من المحادثات.

وقال بارنييه انه يتعين على الاتحاد الاوروبي احترام قرار بريطانيا بالانضمام الى الاتحاد الاوروبي. ودعا الى تحقيق تكامل عسكري اوثق بين دول الاتحاد الاوروبي المتبقية. وأيد المستشار الأمني السابق للمفوضية الأوروبية اقتراحا من السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي للجمع تدريجيا بين الدفاعات الوطنية للاتحاد بحلول عام 2025. وهذا سوف يفسر من قبل العديد كدعوة لإنشاء جيش الاتحاد الأوروبي، على الرغم من أن الواقع لا يزال آفاقا مستقبلية بعيدة جدا.

وقال بارنييه: "يعود الأمر لنا، من باريس إلى بوخارست، إلى مواصلة جعل الاتحاد الأوروبي مجموعة من المصائر التي ستمر بالضرورة من خلال إنشاء دفاع أوروبي متكامل". وادعى المحتجون أن مغادرة الاتحاد الأوروبي سوف تجعل من "المستحيل" التصدي للرق والاتجار بالبشر بسبب فقدان اللوائح والتمويل من بروكسل. وقال المفوض المستقل لمكافحة الرق ل "تلغراف" ان مغادرة بريطانيا للاتحاد الاوروبي يجب ان لا يكون لها اي تأثير "على الاطلاق" على شراكتها الوثيقة مع اليوروبول، بل يمكن ان تساعد في منع الاتجار بالبشر في بعض الحالات.
وقال كيفن هيلاند أوب، وهو ضابط شرطة سابق يتمتع بخبرة ثلاثين عاما، إن المملكة المتحدة تقود الكفاح ضد الرق الحديث وستفعل ذلك "قبل أو بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي". وعلى الرغم من ان ترك الاتحاد يعنى ان علاقة المملكة المتحدة مع اليوروبول، وهي هيئة تنفيذ القانون في الاتحاد الاوروبي، "سوف تتغير"، قائلا انه مقتنع بان الشراكة لن "تتدهور".