رئيس منطقة هوت-دو-فرانس الفرنسية كزافييه برتراند

نشر موقع إعلامي البريطاني تقريرًا  يستعرض فيه المزيد من الانشقاق في وحدة الاتحاد الأوروبي، حيث اشاد رئيس منطقة "كاليه" الفرنسية بخطط المملكة المتحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأشاد رئيس المنطقة الشمالية في فرنسا بالنهج الذي تتبعه المملكة المتحدة في مراقبة الحدود في أيرلندا باعتباره علامة مشجعة على أن التجارة بين "دوفر" و"كاليه" يمكن أن تزدهر بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقال زافير برتراند، وهو سياسي شغل منصب وزير الصحة في ظل رئاسة جاك شيراك، لموقع "تلغراف" البريطاني، إنه "مهتم جدا باقتراح المملكة المتحدة بأن التكنولوجيا الجديدة ستساعد على خلق حدود جمركية غير مرئية في أيرلندا". ودعا الى تطبيق نفس الافكار على معبر "دوفر- كاليه" الذي قد يتحول الى موقع تأخيرات كبيرة في حركة المرور بسبب مغادرة بريطانيا للاتحاد الجمركي للاتحاد الاوروبي.

وتشير المقترحات التي قدمتها المملكة المتحدة  الى اعتماد الماسحات الضوئية للتحقق من الشاحنات.  أوضحت ورقة موقف المملكة المتحدة بشأن مسألة الحدود الايرلندية في أغسطس/آب الجاري، ولكن تم نفي ذلك هذا الأسبوع من قبل عدد من كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، وقالوا بأنه "تفكير سحري".  بيد أن السيد برتراند، رحب باستعداد المملكة المتحدة للتوصل الى افكارها الخاصة حول كيفية حل القضية. وجاءت تصريحاته بعد ان اعرب دبلوماسيون فرنسيون رفيعو المستوى من الاتحاد الاوروبي عن خيبة املهم من عدم إحراز تقدم في المفاوضات، وقالوا انهم يريدون كسر الجمود حول ما يسمى مشروع قانون خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.

و قال برتراند: "نحن نرحب باهتمام كبير بالمبادرات التي أعلنتها الحكومة البريطانية، ولا سيما بشأن تنفيذ الأدوات التكنولوجية لتسهيل الإجراءات الجمركية، أو فكرة الاعتراف المتبادل بين" المشغلين المعتمدين "في قطاع الخدمات اللوجستية، حيث يحتمل أن يحافظوا على التجارة بين المملكة المتحدة وفرنسا ، الذي تشمل منطقة "هوت دو فرانس" وميناء كاليه. وأضاف: "منذ عدة أشهر، كنا نعمل مع موانئ المنطقة لنرى كيف يمكننا الاعتماد على الأدوات التكنولوجية الجديدة، مثل التعرف على الوجه، والتسجيل المسبق، وقراءات لوحة الترخيص التلقائي والماسحات الضوئية". وتابع "ان هذه ستساعد في تسريع عملية مغادرة السفن ومستخدمي الطرق والسياح".

ومع ذلك، شدد السيد برتراند على أنه من "الحاسم" أن الحكومتين البريطانية والفرنسية ساعدتا في تحمل تكاليف التكنولوجيا حتى لا يتم نقل العبء المالي إلى الموانئ. وقال إنه من المؤسف أن مسألة حركة المرور عبر القنوات لم يتم التعامل معها كأولوية فورية في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال السيد برتراند "نأسف لأن التركيز ينصب بشكل منهجي على مسألة أيرلندا، وأن مسألة المرور عبر القنوات لا تعالج بشكل مباشر من قبل الحكومة البريطانية، بالنظر إلى أن الطريق التجاري الرئيسي في أوروبا بين موانئ فرنسا العليا ودوفر. ودعا السيد برتران أيضا إلى توسيع اتفاق الحدود بين "لي توكيه" ليشمل التزامات مالية على الجانبين من شأنها أن تكفل مراقبة الجمارك بسلاسة بعد ان تنسحب بريطانيا من الكتلة.

وكان قد قال في وقت سابق إنه ينبغي النظر إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على أنه فرصة لإقامة علاقات أوثق بين المملكة المتحدة وفرنسا. وقال "لا اعرف ما اذا كان خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي سيكون ناجحا، لكني اعرف اني سأبذل كل ما في وسعي للمساعدة".

إشارة الى أن السيد برتراند معروف في فرنسا بالعمل من أجل التوصل إلى حلول غير عادية لمعالجة القضايا الخاصة بالتجارة والسياحة في شمال فرنسا. وكان في بداية حياته المهنية قد أنشأ شاطئا اصطناعيا في وسط مدينة سانت كوينتين، حيث شغل منصب مساعد عمدة. واقترح مؤخرا السماح للسائحين البريطانيين بالمرور على الجانب الأيسر من الطريق في كاليس لجعلهم يشعرون بأنهم في منازلهم بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وافادت الانباء ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عرض دور رئيس الوزراء، بيد انه رفض ذلك بسبب تردده في الانشقاق عن حزبه اليساري الوسطي. وفى وقت سابق من هذا الاسبوع كشفت "التلغراف" ان الانقسامات بدأت تظهر في اوروبا بسبب محادثات الخروج من الاتحاد الاوروبي التي تعثرت مع فرنسا ودول الاتحاد الاوروبي الاخرى، مشيرا الى ان المحادثات يمكن ان تتقدم في اكتوبر/تشرين الأول المقبل اذا طلبت بريطانيا ترتيبات انتقالية.