لندن - سليم كرم
تُواجه المملكة المتحدة موجة جديدة من الكراهية تجاه الإسلام والمسلمين، وفقا إلى ما يؤكده الخبراء، وتظهر العدائية في استخدام آلاف البريطانيين بانتظام منتديات عبر الإنترنت التي تتبنى الفكر اليميني المتطرف، ولمواجه هذه الموجة أو التعتميم عليها تحرك جهاز المخابرات البريطاني المعروف بـ"المكتب الخامس" وانتزع التحقيقات في المؤامرات اليمينية المتطرفة من الشرطة، وكانت تحقق في العلاقة المحتملة بين متطرف كرايست شيرش والمتطرفين اليمنيين في المملكة المتحدة.
وأكد تحليل تابع إلى المؤسسة الخيرية المناهضة للفاشية "أمل لا كراهية" أن هناك عددا كبيرا من البريطانيين موجودون في المواقع والمنتديات اليمينية المتطرفة، مثل موقعَي "وايت سيبورميسست" و"سترمفرونت" التي تنشر مذاهب متطرفة، ومن جانبها أكدت سارة خان، مفوضة وزارة الدخلية في المملكة المتحدة لمكافحة التطرف، ظهور تيار قوي وجديد من الناشطين اليمنيين المتطرفين في المملكة المتحدة "المنظمون والمحترفون والذين يحاولون تجنيد أشخاص آخرين"، حسبما قالت.
اقرأ أيضَا : ارتفاع عدد قتلى الهجوم على مسجدين في نيوزيلندا
وقالت خان أثناء إعدادها تقريرا عن التطرف لوزيرة الداخلية: "هناك قلق عميق بشأن اليمين المتطرف وتأثيره المدمر على الأفراد والمجتمعات وعلى المملكة المتحدة"، وأضافت أن كمية المحتوى المتطرف القانوني على الإنترنت "تغذي نشاط اليمين المتطرف"، وأن الأجهزة الأمنية التي وضعت التهديد من المذاهب المتطرفة اليمينية إلى جانب الإرهاب الإسلامي والشمالي-الأيرلندي، تحقق في "حالات شديدة الانحراف"، في ما يتعلق باليمين المتطرف، ومع ذلك لم تكشف الأجهزة عن عدد المؤامرات المتطرفة الحية أو غيرها، ولم تعطِ اهتماما للعشرين ألف شخص المصنفين على أنهم مثيرون للقلق، وهم أشخاص سبق أن تم التحقيق معهم وقد يشكلون تهديدا في المستقبل ويرتبطون بالتطرف اليميني. ومع ذلك، قال المكتب الخامس إن "حجم القضايا اليمنية المتطرفة تضاءل".
ويسلط التقييم الأخير الذي أجرته الحكومة لجهود مكافحه الإرهاب الضوء على التهديد اليميني المتطرف المتطور. ويقول التقييم إنه حتى عام 2014 اقتصر نشاط الفكر المتطرف اليميني على "المجموعات الصغيرة" ورغم ما تروج له من أفكار كانت المخاطر منخفضة جدا على الأمن القومي.
يذكر أن أربع مؤامرات يمينية متطرفة تم إحباطها حتى 2018، مما يثر القلق بشأن المنتديات الإلكترونية وقدرتها على نشر المذاهب المتطرفة. وقال الباحث جو موهيل من مؤسسة "أمل لا كراهية"، إن جمهور غرف الدردشة والمواقع التي تنشر خطاب الكراهية سريع وفعال، حيث وصل عدد المشاركين إلى مئات الآلاف، بينما تضمنت سجلات الدردشة في المواقع والمنتديات اليمنية المتطرفة آراء عنصرية وتمجيدا للعنف، وتؤكد أحدث الأرقام من برنامج مكافحة التطرف التابع إلى حكومة المملكة المتحدة لعام 2018، أنه تمت إحالة 1312 شخصًا إلى مؤسسة "بريفيت" الحكومية لمكافحة الإرهاب، بزيادة تقدر 36 في المائة عن العام السابق وهو عدد كبير.
قد يهمك أيضَا :
رئيسة وزراء نيوزيلندا تكشف تفاصيل بشأن المشتبه به في الهجوم على مسجدين