هيئة تحرير الشام

واصل الجيش التركي، مساء الجمعة، إرسال تعزيزات عسكرية إلى محافظة إدلب السورية، لتأسيس نقاط مراقبة في "منطقة خفض التوتر" المتوافق عليها في اتفاقات "أستانة". 

وعبرت قافلة عسكرية، من قضاء "ريحاني" التابعة لولاية "هطاي" الحدودية مع سوريا، ومرت من منطقة "أطمة" في ريف إدلب، وصولاً إلى الريف الغربي لحلب. ومن المنتظر أن تستمر عملية إرسال التعزيزات إلى المنطقة.

وقام رئيس هيئة الأركان التركية، خلوصي أكار، أمس الجمعة، بزيارة تفقدية لمخافر حدودية ووحدات عسكرية في قضاء "ريحانلي"، في ولاية هطاي الحدودية مع سورية جنوبي البلاد. ووصل أكار برفقة وفد عسكري إلى "ريحانلي" التي تشهد تحركات عسكرية في إطار انتشار وحدات من الجيش التركي في محافظة "إدلب" السورية.

وعقب الجولة التفقدية، انتقل أكار والوفد المرافق من معبر "جيلوة غوزو" في ريحانلي المقابل لمعبر" باب الهوى" في الجانب السوري، إلى المنطقة العازلة بين المعبرين، وتفقد الجنود الأتراك المنتشرين هناك.

من جهة ثانية، أعلنت مصادر أمنية مساء الجمعة، أن "مدينة الرقة السورية باتت خالية من مسلحي "داعش" بشكل كامل"، موضحة أن "من تبقى من المسلحين استسلموا الى "قوات سورية الديموقراطية". وكانت المصادر قالت في وقت سابق، إن 12 حافلة دخلت إلى حي حاوي الهوى غربي المدينة، وإن وصول الحافلات مستمر، لإخراج المسلحين من الرقة باتجاه ريف دير الزور الشرقي.

وسبق ذلك فرار عشرات المدنيين المذعورين من مدينة الرقة قبل هجوم كان متوقعًا من قبل "قوات سورية الديمقراطية" لاستعادة المدينة. وأظهر تسجيل مصور نشر الجمعة، سكانا مذعورين وهم يغادرون مناطق مدمرة، وبعضهم ينهار ويقع أرضا جراء الإرهاق حين وصولهم. وكان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة  قد ذكر أن مسلحي داعش يحتجزون بعض المدنيين لاستخدامهم كدروع بشرية، ويمنعونهم من الفرار.

 وأفاد نشطاء بمقتل أكثر من 1000 مدني منذ يونيو/حزيران الماضي.

وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان ان تنظيم “داعش” نفذ هجوماً على مواقع "قوات سورية الديمقراطية" في محيط حقل الجفرة النفطي في بادية "جديد عكيدات" الواقعة في الريف الشرقي لدير الزور، حيث دارت اشبتاكات بين طرفي القتال، قضى على إثرها ما لايقل عن 8 عناصر من قوات سورية الديمقراطية جثثهم لا تزال مع التنظيم حيث تم فصل رأس أحد العناصر عن جسده. 

وكان المرصد نشر قبل ساعات أنه تم خلال الساعات الفائتة، تفجير تنظيم “داعش” لعربة مفخخة في قرية محيميدة بعد بدء هجوم معاكس على منطقة محيميدة، التي ينحدر منها شيخ عشيرة البكَّارة في قرية محيميدة، والذي يقاتل عدد من أفراد عشيرته إلى جانب القوات الحكومية في معارك دير الزور ضد التنظيم. 

واكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن قوات سورية الديمقراطية تحاول التقدم إلى القرى التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم في الضفاف الشرقية لنهر الفرات بريف دير الزور الشمالي الغربي.

وفي محافظة حماة، تواصلن الاشتباكات العنيفة على محاور عدة في الريف الشرقي، بين "هيئة تحرير الشام" من طرف، وتنظيم “داعش” من طرف آخر، حيث تواصل الهيئة هجماتها لاستعادة المناطق التي خسرتها لصالح التنظيم خلال الأيام القليلة الفائتة. 

وعلم المرصد السوري أن هيئة تحرير الشام تمكنت من تحقيق تقدم جديد تمثل باستعادة السيطرة على قرية الرهجان، كما تمكنت من أسر عناصر من التنظيم في القرية، لتنتقل الاشتباكات إلى محوري الشاكوزية وسرحا، حيث حققت هيئة تحرير الشام تفدماً أيضاً هنالك وتدور اشتباكات عنيفة داخل القريتين في محاولة من الهيئة لاستكمال السيطرة عليهما، كما استهدف تنظيم “داعش” بعربة مفخخة محور أم ميال بالريف الشمالي الشرقي، ومع هذا التقدم لهيئة تحرير الشام، لم يتقبى للتنظيم سوى قريتي ابو لفة والمستريحية وتجمعات سكنية ونقاط أخرى في المنطقة.

وتسببت الاشتباكات في سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف طرفي القتال، فيما جرى فصل رأس عنصر من التنظيم عن جسده، وكان المرصد السوري نشر قبل ساعات أن هيئة تحرير الشام تواصل هجومها في ريف حماة الشمالي الشرقي لاستعادة القرى والنقاط والمواقع التي خسرتها لصالح تنظيم “داعش” في الأيام الأربعة الفائتة، حيث تمكنت الهيئة وبغطاء من القصف الصاروخي، من معاودة السيطرة الكاملة على قريتي السكري وأبو كهف، بينما تتواصل الاشتباكات العنيفة بين الطرفين على محاور أخرى في المنطقة، حيث لا يزال تنظيم “داعش” يسيطر على نحو 7 قرى وتجمعات سكنية ونقاط أخرى أبرزها قرية الرهجان.

أما في محافظة حلب، فقد قصفت القوات الحكومية أماكن في قرية زيتان في الريف الشمالي، وأماكن أخرى في قرية الزيارة بريف حلب الجنوبي، في حين سقطت قذائف أطلقتها الفصائل على مناطق سيطرة قوات النظام بحي الزهراء غرب حلب، دون معلومات عن خسائر بشرية. وفي محافظة حمص، قصف الطيران الحربي مساء أماكن في الأطراف الجنوبية لمدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، عقبه قصف صاروخي من قبل قوات النظام على المنطقة، كما تعرضت أماكن أخرى بريف حمص الشمالي لقصف مدفعي من قبل قوات النظام، ولم ترد معلومات عن تسببها بخسائر بشرية.

أما في محافظة القنيطرة ، فقد قصفت القوات الحكومية أماكن في بلدة جباتا الخشب في ريف القنيطرة، في حين دارت اشتباكات على المحور الجنوبي لبلدة حضر بالقطاع الشمالي من ريف القنيطرة، بين الفصائل من جهة، والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، ترافقت مع استهدافات متبادلة بين الطرفين، ولا معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن. وفي محافظة دمشق، قضى شخص على الأقل جراء تنفيذ طائرات حربية حوالي 15 غارة طالت مناطق في حي "الحجر الأسود" الخاضع لسيطرة تنظيم “داعش”. 

ونشر المرصد السوري عصر الجمعة أن القوات الحكومية واصلت قصفها بالقذائف المدفعية والصاروخية مستهدفة مناطق في الحجر الأسود بعد سلسلة ضربات جوية وصلت لـ، 15 ضربة على الأقل طالت مناطق في الحي الخاضع لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، والذي تتمركز فصائل مقاتلة وإسلامية بمحيطه، ما أسفر عن وقوع جرحى، ومعلومات اولية عن وجود شهداء في القصف، فيما ترافق القصف على حي الحجر الأسود، مع قصف للقوات الحكومية على مناطق في أطراف مخيم اليرموك واستهدافات متبادلة بين المسلحين الموالين لدمشق وعناصر التنظيم بالتزامن مع تحليق للطائرات الحربية في سماء المنطقة، في حين وردت معلومات للمرصد السوري لحقوق الإنسان بأن هذا القصف يأتي في تمهيد لعملية عسكرية تعتزم القوات الحكومية البدء بها في جنوب العاصمة، بعد نحو 24 ساعة من اتفاق مع الفصائل العاملة في جنوب العاصمة، على وقف العمليات القتالية وإطلاق النار والتصعيد في جنوب دمشق، بوساطة مصرية وضمانة روسية.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في الـ 7 من أيلول / سبتمبر الفائت من العام 2017، أن قافلة مساعدات مؤلفة من نحو 6 شاحنات مساعدات، بإشراف من الهلال الأحمر، إلى مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، حيث جاء هذا الاتفاق، بعد تأجيل تنفيذ الجزء الثاني من اتفاق التغيير الديموغرافي المتعلق باستكمال إخلاء الفوعة وكفريا من المدنيين والمسلحين الموالين لدمشق من البلدتين، مقابل إخراج المقاتلين وعوائلهم والرافضين للاتفاق من جنوب العاصمة وريفها الجنوبي. وكان الاتفاق محدداً له بدء التنفيذ في شهر حزيران / يونيو المنصرم، من العام الجاري 2017.