طالب اللجوء الفلسطيني في ألمانيا، أحمد الحاوي

حُكم على طالب اللجوء الفلسطيني في ألمانيا، أحمد الحاوي، 27 عامًا، بالسجن مدى الحياة، على خلفية طعنه لرجل حتى الموت وإصابة 6 آخرين، خلال هجوم على سوبر ماركت، واعترف الحاوي بارتكابه هذه الجرائم في ولاية هامبورغ في يناير/ كانون الثاني، وصدر الحكم عليه اليوم، وسحب الحاوي سكينًا يبلغ طوله 8 بوصات من على أحد الرفوف في 28 يوليو/ تموز من العام الماضي، وصاح "الله أكبر" وطعن امرأة تبلغ من العمر 50 عامًا و4 رجال، وأكّد القاضي أنّ إصرار وتعمّد الحاوي على ارتكاب الجريمة يقلّل من فرصة الإفراج المبكّر عنه.

وأكّد الادعاء أنّ الهجوم ينبثق من التطرّف الإسلامي، حيث كان يأمل الموت كشهيد، مضيفًا أنّه أراد قتل أكبر عدد من المسيحيين الألمان للانتقام إلى معاناة المسلمين في جميع أنحاء العالم، وهو يريد أن ينظر لم فعله من ناحية الهجوم الإسلامي، ويتم فهم ذلك على أنّه مساهمة في الجهاد بشكل عالمي، وقال مساعد مخزن السوبر ماركت، الشاهد على الهجوم إنّه "رأيته يركض باتجاهي، مغطى بالدماء"، وبعد خروجه من المتجر حاول 7 من المارة معظمهم من المهاجرين إيقافه، حيث ألقوا عليه الحجارة والكراسي، حتى وصلت الشرطة، وكان من بين من أوقفوه رجل ذو أصول تركية، وقد أصيب بجروح، ولكن بعد ذلك تم تكريم من أوقفوه لشجاعتهم، وكان من بينهم توفيق عرب طالب لجوء أفغاني، حيث قال "أنا لست بطلا، فقط قمت بواجبي".

ويعد هجوم الحاوي هو الأول منذ هجوم ديسمبر/ كانون الأول 2016، الذي نفذه التونسي أنيس عمري، بشاحنه مسروقة ليدهس المتسوقين في سوق عيد الميلاد في العاصمة الألمانية برلين، مما أسفر عن مقتل 12 شخصًا، وكان من المقرر ترحيل الحاوي بعد رفض طلب لجوئه على غرار ما حدث مع عمري، وعلى الرغم من تباطؤ هذه العملية، كان على المحكمة انتظار وثائق الهوية، وقال الحاوي للمحكمة إنه طلب اللجوء إلى النرويج في عام 2009، بعدما ترك دراسة طب الأسنان في مصر، أملا في الحصول على حياة أفضل في أوروبا، وبعد رفض طلبة تنقل بين دول الاتحاد الأوروبي، حيث عاش لفترة في السويد وإسبانيا وأخيرا ألمانيا، وكان معجبا بنمط الحياة الأوروبية والتي تتمثل في شرب الكحول وتدخين الماريغوانا، رغم تدينه البسيط، ولكنه شعر بأنه شخص غير مرحب به في هذه البلدان.

ورفض الحاوي مناقشة اتهامه بالتطرف الديني أو تفاصيل جرائمه، وقال محاميه " إنه يعلم أنه ارتكب جرائم خطيرة جدا، ويعرف أنه سيحكم عليه بسببهم"، وأكدت خدمات الأمن أن الحاوي شاهد أشرطة فيديو لتنظيم "داعش" على الإنترنت، وبحلول عام 2016، اعتقد الشاب الفلسطيني أنه فهم القرآن كاملا، وبدأ يصنف الناس إلى مؤمنين حقيقيين وغير مؤمنين، وفقا لما قاله الطبيب النفسي.

وقال الحاوي إن هجوم السكين لم يكن قراره ولكنه إرادة الله، ولكنه اجأ المحكمة في جلسة استماع 19 فبراير/ شباط، بحلق لحيته، كما ظهرت عليه علامات الندم للمرة الأولى، قائلا " للأسف لا أستطيع العودة بالزمن مرة أخرى"، طالبا المغفرة من أقارب الضحايا، وكشف للمدعين العامين أنّ الجريمة لها علاقة بما حدث مؤخرا في القدس، بعد فرض السلطات الإسرائيلية قيودا على المصليين المسلمين والإصرار على تفتيشهم بحجة اجراءات مكافحة التطرّف، وأكّد الادعاء أنّ نتائج التحقيق تبيّن أنّ المتهم بحث عن ضحاياه بشكل عشوائي، انتقاما لما يعتقد أنه ظلم يستهدف المسلمين، غير أن المحققين لم يجدوا أي دليل على انتمائه أو كونه عضوًا في "داعش".