طربلس ـ فاطمة السعداوي
احتشد عشرات المواطنين، من المنتمين إلى تيار الإسلام السياسي، في "ميدان الشهداء" في العاصمة الليبية طرابلس، منددين بالمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني، وفائز السراج رئيس المجلس الرئاسي، وغسان سلامة المبعوث الأممي، وقال ميلاد معتوق، وزير المواصلات والنقل في حكومة الوفاق، إن ثلاثة مطارات ليبية اختيرت للاستفادة من المنحة التي خصصتها الحكومة الأميركية للتطوير , وجاء ذلك في وقت قال مدير مطار طرابلس مساء الجمعة إن السلطات الليبية أغلقت المطار بسبب «طائرة مسيرة مجهولة الهوية»، في ثاني حادث من نوعه في أيام قليلة.
وجاءت مظاهرات طرابلس، التي شارك فيها بعض أنصار رئيس «المؤتمر الوطني» السابق، نوري أبو سهمين، واستمرت حتى وقت متقدم من ليل الخميس ، لتؤكد على «رفض العملية العسكرية» التي يقوم بها الجيش الوطني لتطهير الجنوب من «الجماعات الإرهابية»، وفق ما تقول القوات الموالية للمشير حفتر.
ووضع المتظاهرون حفتر والسراج في خانة واحدة، على الرغم من التباين السياسي والاختلاف الآيديولوجي بينهما، مرددين هتافات مؤيدة للمفتي المعزول الصادق الغرياني، الذي سبق وحرّض على حمل السلاح والاقتتال بين الليبيين , وحمل المتظاهرون على خصومهم السياسيين، ووجهوا لهم اتهامات بـ«الخيانة والعمالة»، مطالبين مكتب النائب العام بإطلاق بعض الموقوفين المحسوبين على تيارات متشددة.
اقرأ أيضَا : اتفاق ثنائي بين السراج وحفتر لإتمام الانتخابات الرئاسية الليبية قبل نهاية 2019
ووصف سعيد أمغيب، عضو مجلس النواب، هذه المظاهرة، بأنها «محاولة عبثية لإثارة الفتنة، وعرقلة جهود الجيش الوطني التي يجريها في جنوب البلاد» , ومضى أمغيب، النائب عن مدينة الكفرة، يقول في حديث إلى مصادر إعلامية ، " هؤلاء قلة قليلة لم تعد تمثل الشعب الليبي "، معتبرًا أن «تيار الإسلام السياسي لا همّ له إلا الحصول على المال، الذي تجمعه جماعة (الإخوان المسلمين)، والمفتي المعزول ".
و هتف المتظاهرون ضد المبعوث الأممي، وتنادوا فيما بينهم إلى توحيد صفوفهم، تواصل بعض الأطراف المناوئة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني دق طبول الحرب على أبواب العاصمة، تمهيدًا لما يقولون إن قوات الجيش الوطني التي يترأسها المشير حفتر «عازمة لا محالة على دخول طرابلس، وتطهيرها هي الأخرى من الميليشيات المسلحة والفاسدين»، لكن بلقاسم قزيط عضو المجلس الأعلى للدولة، رفض ما أطلق عليه «التحرير بالتدمير».
وقال قزيط لـ«فضائية 218» الليبية الإخبارية، الخميس ، إن أي عملية عسكرية تستهدف طرابلس ستزيد الأمور تعقيدًا , وأشارت وكالة «رويترز» إلى أن المشير حفتر لم يقل ما إذا كان يريد الزحف نحو طرابلس، وهو أمر من شأنه تصعيد التوترات بشدة , لكن الجيش الوطني الليبي الذي يقوده لمح كثيرًا إلى أنه قد يقدم على الخطوة ما لم يتم الاعتراف بحفتر قائدًا عسكريًا عامًا لليبيا، وهو ما يسعى إليه منذ بدأ جمع هذه القوات في عام 2014، وفق "رويترز".
وقال الموقع الإلكتروني للجيش الوطني الليبي إن «بعض المصادر العسكرية قالت إن الجيش سيتحرك باتجاه طرابلس بعد تأمين الجنوب وإعلان تطهيره , كذلك أكدت مصادر أنه يوجد تنسيق مع بعض وحدات في طرابلس وضواحيها لدخول الجيش إلى طرابلس" , ونفى المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي صحة أمر منسوب لحفتر للقوات بالتحرك. واطلعت «رويترز» على هذا الأمر الذي نشره أنصاره , لكن العاصمة تعج بشائعات الغزو، وتحدث سكان عن رؤية شبان يتجولون بسياراتهم فيما تصدح أغانٍ تشيد بحفتر من أجهزة المذياع فيها.
وتقول مصادر من الجيش الوطني الليبي إن وحدات عدة من قوات الجيش عادت هذا الشهر إلى بنغازي، مركز سلطة حفتر، بينما ذهبت بعض الوحدات الأخرى إلى الجفرة، وهي مدينة في الصحراء تمتد أراضيها شرقًا وغربًا , ومن هناك، يمكن لها العودة لديارها أو التحرك نحو الشمال الغربي باتجاه طرابلس، فيما يصفه دبلوماسيون بأنه تهديد ضمني، إذا فشلت المحادثات بشأن تقاسم السلطة والانتخابات.
وسيطر حفتر على حقلي الشرارة والفيل الشهر الماضي، ليكمل بذلك حملة حققت له سيطرة فعلية على إنتاج الخام في البلاد، الذي يصل إلى نحو مليون برميل يوميًا , ولا يمتلك حفتر إلى الآن وسائل للتربح من النفط، لأن المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس، التي تعمل مع السراج، هي من يدير الصادرات , لكن الموقف يتغير سريعًا على الأرض.
وزار مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، مدينة سبها الرئيسية في الجنوب، قبل يوم واحد فقط من وصول نحو 80 عربة تابعة للجيش الوطني الليبي بعد أن قطعت الصحراء قادمة من الشرق , ويقول محللون إن أكبر عقبة أمام حفتر هي مدينة مصراتة الواقعة في الغرب، التي توجد بها قوات يمكن أن تضاهي، جزئيًا على الأقل، قوات الجيش الوطني الليبي على الأرض.
وقال مصدر مسؤول في جهاز الهجرة غير المشروعة في العاصمة، لـ مصادر إعلامية ، إن جميع الأجهزة المعنية بالهجرة، تعمل وفق برنامج ثابت على راحة المحتجزين في جميع مراكز الإيواء التابعة له , وأضاف المصدر أن «كثيرين من المهاجرين يتعمدون إثارة الشغب، بخاصة ممن طالت مدة احتجازهم في مركز الإيواء، مما قد يحدث ردود أفعال مع الأفراد المكلفين بتأمين المراكز».
تأتي تصريحات المصدر ردًا على ما أعلنته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من أن نحو 50 مهاجرًا أصيبوا بعدما نظموا احتجاجًا تم قمعه داخل مركز احتجاز في العاصمة طرابلس , وقال ميلاد معتوق وزير المواصلات والنقل بحكومة الوفاق الوطني، في بيان، الجمعة ، إن ثلاثة مطارات ليبية هي طرابلس ومصراتة ومعيتيقة، اختيرت للاستفادة من المنحة التي خصصتها الحكومة الأميركية لتطوير المطارات من خلال توفير المعدات، والاحتياجات الأمنية، ووضع استراتيجية لأمن المطارات وإقامة البرامج التدريبية.
قد يهمك أيضَا :
تحالف القوى الوطنية الليبية يطالب بكشف تفاصيل اتفاق حفتر والسراج
حفتر والسراج يتفقان على إجراء انتخابات عامة وإنهاء المرحلة الانتقالية في ليبيا